شهد سجن مستشفى بحنس عملية فرار سجينين سوريين فجر أول من أمس، وهو السجن نفسه الذي شهد قبل حوالي شهر ونصف الشهر عملية فرار السجين حسين طليس المحكوم في قضية اغتيال الملحق العسكري الفرنسي، والذي ورد اسمه في محاولة اغتيال الرئيس الراحل كميل شمعون، والذي قيل أنه من المقربين من الشيخ صبحي الطفيلي. ويبدو ان موضوع السجون في لبنان، كرة ثلج جديدة ومسلسل من الأحداث المتصلة والتي تطرح تساؤلات تتعدى أوضاع السجون، الى أسباب كثرة الحوادث التي تجرى فيها من عمليات فرارٍ وانتفاضات، وترسم علامات استفهام حولها. والسجينان الفاران هما نورالدين داوود سوري الجنسية ومحكوم عليه بالسجن لأربع سنوات مع الأشغال الشاقة بجرم سرقة موصوفة، أمضي منها ثلاث سنوات ونصف السنة، وعايد بختيان المطلق وهو سوري الجنسية أيضاً، وموقوف بجريمة محاولة سلب وتهديد ولم يحاكم بعد. وروى مصدر أمني ل"الحياة" عملية الفرار، وأكد ان السجينين فرا بين الأولى والخامسة فجراً، وهما كانا نقلا الى سجن رومية، الأول من جب جنين والثاني من النبطية. وفي سجن رومية أصيبا بمرض السل ما استدعى نقل داوود في 24-2-1998 ، والمطلق في 26-2-1998 الى مستشفى بحنس. وفي ساعات الفجر وبعد تعداد المساجين ليلاً، استغل السجينان، خلو الغرفة، التي عزلا فيها عن باقي السجناء المرضى بسبب اصابتهما بالسل، من الرقابة ووضعا طاولة ثم فراشيهما فوقها ومكنهما ارتفاعها من الوصول الى سقف الغرفة وهو من الطين وفوقه قرميد، وتمكنا بواسطة أدوات حادة من فتح كوة في السقف، وأخرجا منها شراشف النوم مربوطة على شكل جبل ونزلا عبرها الى خارج السجن، مستغلين هبوب رياح عاتية خففت من إمكانية مشاهدتهما أثناء الهروب. وفرا الى منطقة مجهولة عبر الأحراج المحيطة بالمنطقة. وأكد مصدر قضائي ل"الحياة" أن السجن - المستشفى في بحنس بناء قديم وغير محصن إذ بني في العام 1918. وأكد المصدر ان المدعي العام العسكري القاضي نصري لحود توجه فور معرفة خبر الفرار، بناء لطلب من وزير الداخلية ميشال المر الى السجن، وأمر بتوقيف أربعة من الحراس قيد التحقيق، وسيستدعي غداً المسؤولين عن صيانة المبنى، خصوصاً أن المسؤولة عن ادارته أفادته انه لم تحصل أي صيانة للمبنى منذ زمن طويل. وستجرى تحقيقات حول كيفية انتقال هؤلاء المساجين الى سجن رومية، ومنه الى المستشفى السجن في ظل قرارات كانت اتخذت بعد فرار السجين حسين طليس تؤكد على معالجة السجناء المرضى داخل السجن وعدم نقلهم الى المستشفيات الا في حال الضرورة القصوى. وأمر لحود بنقل باقي السجناء في المستشفى وعددهم خمسة من مستشفى - سجن بحنس الى مستشفى ضهر الباشق.