خطفت مجموعة من الاشخاص، بينهم عدد من المسلحين، المحكوم العريف السابق في الجيش حسين مصطفى طليس من داخل سجن مستشفى بحنس في ضهر الصوان المتن الشمالي واقتادوه الى جهة مجهولة. وكان يُفترض ان يمثل صباح امس امام القاضي جورج غنطوس المحقق العدلي في محاولة اغتيال الرئيس كميل شمعون عام 1987، في حضور محاميه ابراهيم الحريري. وطليس من بلدة بريتال البقاعية، ويقضي عقوبة الاشغال الشاقة المؤبدة في جريمة اغتيال الملحق العسكري الفرنسي كريستيان غوتيير في الثمانينات في منطقة الحازمية. والطريقة التي تمّ فيها اخراج طليس بالقوة من المستشفى - السجن طرحت تساؤلات ما اذا كانت لپ"تهريبه" علاقة بملف قائد "ثورة الجياع" الملاحق فيها الشيخ صبحي الطفيلي، خصوصاً ان انباء كانت اشارت الى ان طليس شارك في اغتيال غوتيير مدفوعاً من "حزب الله" ايام كان الطفيلي أميناً عاماً له، وان اشتراكه في محاولة اغتيال شمعون تمّت في المدة نفسها، وان اي تثبيت لدور الطفيلي في كل ذلك يفتح باباً على محاكمته في قضايا عدة، منها ما يطالب الاميركيون باثارته قضائياً مثل تفجير مقر المارينز في العام 83. وعلمت "الحياة" ان طليس كان نُقل قبل نحو 11 شهراً من السجن الى مستشفى بحنس لتلقي العلاج لاصابته بتدرن رئوي وبناء على تقرير طبي أعده طبيب السجن. وعن تفاصيل اختطافه، قالت مصادر أمنية ل "الحياة" انه أوحى في سجنه في المستشفى انه يشكو ألماً حاداً وانه تعرّض لنوبة، وبات في حاجة الى علاج فوري. واضافت ان "الساعة كانت تشير الى الخامسة والنصف مساء اول من امس عندما طلب طليس ان يكشف عليه الطبيب، وان طلبه تزامن مع دخول ثمانية اشخاص، بعضهم يحمل السلاح، المستشفى، وادعى اثنان منهم بانهما ينتميان الى جهاز أمن الدولة ويرغبان في مقابلته". وتابعت "ان عنصر قوى الامن الذي يتولى حمايته ويتبع لمخفر مستشفى ضهر الصوان، رفض السماح للمسلحين بمقابلته، ما اضطرهم الى تكبيله، بحسب الرواية الرسمية ونزع مفتاح السجن منه، وفتح الباب واصطحابه الى جهة مجهولة". وفور انتشار الخبر، توجّه الى المستشفى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي نصري لحود ومعاونه القاضي ميسر شكر وباشرا التحقيق مع رئيس المخفر وثلاثة عناصر، بعدها أصدر لحود مذكرة توقيف وجاهية في حقهم لجلاء الحقيقة ومعرفة اسباب الخطف، وادعى على آمر السجن والعسكريين. في هذه الاثناء عممت الاجهزة المختصة اسم طليس وصورته الشمسية على حواجز قوى الأمن والجيش اللبناني لملاحقته وتوقيفه خصوصاً انه محكوم بحوادث قتل واعمال ارهابية. يُذكر ان طليس كان اعترف بانه اشترك في تفخيخ السيارة التي انفجرت قرب جسر الفيات محلة نهر بيروت عام 1987 مستهدفة موكب شمعون بتحريض من الطفيلي الملاحق الآن قضائياً بتهمة تهديد أمن الدولة والمسّ بالنظام العام، وبمساعدة ثلاثة آخرين بينهم مأمور في الأمن العام. وكان المحقق العدلي في محاولة اغتيال شمعون القاضي منير حنين، وقبل ان يعيّن رئىساً لمجلس القضاء الاعلى، ادّعى على طليس وثلاثة من رفاقه تردد ان اثنين منهم توفيا، وان الثالث لا يزال فاراً من وجه العدالة. وقالت مصادر قضائية ان استنابة سيتم تسطيرها الى المراجع المختصة للتثبت من صحة وفاة المطلوبين.