قرأت في ركن "ذاكرة القرن العشرين" بتاريخ 6 نيسان ابريل مقالاً للاستاذ ابراهيم العريس في مناسبة ذكرى رحيل المعماري الاميركي فرانك لويد رايت. فرجعت بذاكرتي التي بدأت تضعف الى عام 1957 عندما كنت اعمل في ممثلية العراق الدائمة لدى الأممالمتحدة في نيويورك. كانت الحكومة العراقية كلفت السيد رايت بتصميم دار للاوبرا في بغداد وأيضاً كما اذكر بناية اخرى ضمن المشروع الجديد في حينه لجامعة بغداد. قبل السيد رايت العرض بحماس وسافر الى بغداد لهذا الغرض وأعد التصاميم الأولية للمشروع وكانت ملونة ورائعة الجمال. كانت آثار تراث العراق المعماري وبصورة خاصة فن بناء الملويات كملوية سامراء التي لا تزال قائمة واضحة في هذه اللوحات الفنية. وقامت الممثلية العراقية لاحقاً بإقامة حفل استقبال على شرفه في مقر البعثة وعرضت هذه اللوحات. ولن أنسى ابداً الحماس الذي أبداه فرانك لويد رايت في شرح افكاره خلال الحفلة. المشروع لم ير النور كما نعلم وقرر السيد "رايت" اهداء اللوحات الى الممثلية وظلت معلقة على جدران مدخلها لمدة سنتين ثم اختفت. ونظراً لأهميتها كجزء من اعمال هذا المعمار الرائد العظيم هل لنا ان نسأل العريس أن يستخدم مواهبه الزاخرة في مجال البحث لعله يقف على مصيرها. وبالمناسبة فان مبنى متحف غوغنهايم الذي لا يبعد كثيراً عن مبنى الممثلية العراقية الذي صمّمه السيد رايت هو في الحقيقة ملوية مقلوبة قاعدتها اضيق من طابقها العلوي. ولا أشك ان السيد رايت اخذ الفكرة من العراق. لعله يشير في بعض مذكراته الى ذلك؟ زرت المتحف مراراً. يذهب الزائر بالمصعد الى اعلاه ويدور حول الصور المعروضة كمن ينزل من "ملوية" ولما ينتهي من مشاهدة اللوحات يجد نفسه في الطابق الأرضي. الفرق بينه وبين الملوية هو طريق النزول والصعود في "غوغنهايم" ممر داخلي بينما في الملوية في العراق ممر خارجي حول البناء. وختاماً ارجو قبول فائق التقدير والاحترام