أعلن "مسرح بيروت" ان المشاركين في ندوة "اليهود العرب وصورة الآخر"، ضمن برنامج الذكرى الخمسين لنكبة فلسطين وهم يهود غير اسرائىليين، لن يتمكنوا من الحضور الى بيروت. وأفاد بيان لإدارة المسرح "اننا نعلن هذا الخبر بأسى وخجل، لأننا لا نستطيع وسط الحملة التي أثيرت ضد مشاركة يهود عرب في موسمنا، تحمل المسؤوليات العملية المترتبة على حضورهم". وقدم البيان تعريفاً مقتضباً للمثقفين الذين لن يتمكنوا من الحضور، ومنهم ابراهيم سرفاتي، وهو كاتب مغربي يعيش في فرنسا، وقد عُرف بمواقفه المعادية للصهيونية ورفضه للكيان الاسرائيلي، والمحلل النفسي المصري جاك حسون الذي نشر عشرات المقالات في "مجلة الدراسات الفلسطينية"، واللبناني سليم نسيب الذي عمل مراسلاً لصحيفة "ليبراسيون" الفرنسية في بيروت خلال الحرب، قبل ان يتفرّغ للنتاج القصصي الذي تحدث فيه عن حنينه الى العاصمة اللبنانية. واعتبرت اللجنة المنظمة لموسم "50 سنة نكبة ومقاومة" ان "غياب هؤلاء الكتّاب والمثقفين العرب، الذين ما زالوا يحملون جنسيات أوطانهم، نتيجة حملة افتراء منظمة، لا يعني ان الطاولة المستديرة "اليهود العرب: الجذور والهجرة" ألغيت، بل ستعقد في موعدها، ولن يزيدنا ذلك إلا اصراراً على متابعة عملنا في سبيل قضية فلسطين، لان موسمنا يهدف الى ايقاظ الذاكرة والوعي النائمين، وتوكيد ايماننا بالحق الفلسطيني بصفته جزءاً من قيم الحرية والديموقراطية والعدالة". وعلمت "الحياة" من الهيئة المنظمة ان الكتّاب اليهود حصلوا على تأشيرات دخول إلى الاراضي اللبنانية من السفارة اللبنانية في باريس. وكانت مشاركة مثقفين وكتّاب يهود عرب وغربيين لا يحملون الجنسية الاسرائىلية، في نشاطات ذكرى النكبة في بيروت أثارت ردود فعل متفاوتة، فتولى الحزب السوري القومي الاجتماعي حملة صحافية على هذه المشاركة ودانها ايضاً "المؤتمر الدائم لمناهضة التطبيع مع اسرائيل"، كما أعلنت حركة "فتح - المجلس الثوري" التي يتزعمها "ابو نضال" أسفها للجوء البعض الى الترويج للثقافة اليهودية، وذكرت ان "بدايات اتصال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مع اليهود تمّت تحت غطاء اللقاء مع اليهود اليساريين، وكانت النتيجة اتفاق أوسلو". وفي المقابل اعتبر مثقفون لبنانيون دعموا الندوات التي ستقام ان العداء يجب ألا يكون لليهود، ولا لأي ديانة، وان الكتّاب والمثقفين الذين كانوا سيشاركون في الندوة معادون للصهيونية، ومناضلون من اجل حق الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير، وقال مدير مسرح بيروت الكاتب الياس خوري: "أنا حزين وأشعر بالخجل لأنني لا استطيع حماية ابراهيم صرفاتي الذي علمني حبّ القضية الفلسطينية". وقال الاستاذ في الجامعة الاميركية فواز طرابلسي إن الندوة ستعقد، على رغم عدم مجيء المدعوين اليهود العرب المعروفين بتعلقهم بتراثهم وثقافتهم العربية، وستتم تلاوة أوراقهم".