في إشارة الى تطلع تركيا إلى إحياء مجدها الماضي عندما كانت قوة بحرية رئيسية، أفادت وكالة "الأناضول" شبه الرسمية أمس أن أنقرة تدرس شراء حاملة طائرات يفترض أن تُزود مقاتلات بريطانية من طراز "هاريير" على أساس أن هذا النوع من السفن يعتبر رمزاً ضروريا لامتلاك صفة العظمة في البحر. ونقلت الوكالة عن مصادر في قيادة البحرية التركية ان قيادتها تدرس "جدياً" شراء حاملة طائرات "صغيرة" تضيفها الى قطعها العسكرية في السنوات القليلة المقبلة بعدما أصبحت تركيا قوة عسكرية أقليمية يُحسب لها الحساب. ونقلت الوكالة عن مصدر في البحرية لم تذكر إسمه أن امتلاك حاملة طائرات لم يعد فكرة خيالية، بل صار حاجة ضرورية لتعزيز القوات البحرية التركية في شرق البحر الابيض المتوسط والبحرين الأحمر والأسود. وأضافت أن تركيا برهنت على أنها تحولت قوة مستعدة وقادرة على أن تلعب دورها في عمليات السلام في الصومال والبوسنة وتساهم في مهمات تقوم بها أساطيل مشتركة لفرض حصارات بحرية. وفي حال انجاز هذا المشروع بحلول سنة 2000، كما يُتوقع، ستكون تركيا تاسع دولة في العالم تمتلك حاملات طائرات. والدول الثماني الأخرى هي الولاياتالمتحدة 12 حاملة وبريطانيا ثلاث حاملات وفرنسا حاملتان وروسيا حاملتان والهند حاملتان وحاملة واحدة لكل من ايطاليا واسبانيا وتايلاند. وأوضحت مصادر "الاناضول" أن المشروع المقترح يقتصر على امتلاك حاملة واحدة صغيرة مزودة مقاتلات بريطانية من نوع "هاريير" قادرة على التحليق العمودي. وتقدر كلفة تشييد الحاملة من دون أسلحة ونظام القيادة ب 228 مليون دولار. ويضاف الى ذلك 90 مليون دولار كلفة شراء تسع طائرات "هاريير" و79 مليوناً اخرى كلفة نظام للقيادة والسيطرة. وأوضح مسؤولون عسكريون في البحرية التركية ان الكلفة الإجمالية، وهي 400 مليون دولار، مبلغ يقل عن ثمن فرقاطة حديثة. وقال أحد هؤلاء المسؤولين انه "على رغم الكلفة المتدنية نسبياً، فإن حاملة طائرات يراوح وزنها بين 10 و15 ألف طن ستوفر لبلادنا قوة إضافية مهمة وتسمح لبحريتنا برفع علم الدولة في أعالي البحار". وكانت تركيا ترفض حتى الآن امتلاك سفن حربية كبرى ليس بسبب ثمنها وصيانتها المكلفة، بل التزاماً باستراتيجية حلف شمال الأطلسي في ظل الحرب الباردة عندما كانت تركيا مكلفة إغلاق مضيقي البوسفور والدردنيل أمام البحرية السوفياتية في حال حصول مواجهة عسكرية مع حلف وارسو السابق. الى ذلك كانت اليونان، وهي أيضا عضو في حلف الأطلسي، تعارض دائماً انتشار سفن حربية ضخمة في محيط جزر بحر إيجة كي لا تكون عرضة للطائرات اليونانية. ولم يستبعد مراقبون أن يرتبط الاهتمام التركي المفاجئ بتعزيز البحرية بالتوترات الناجمة عن الصراع على جزر متنازع عليها مع اليونان. يذكر ان برامج تحديث الجيش التركي منذ السبعينات مكنتها من بناء فرقاطات حديثة بترخيص ألماني قادرة على الرد السريع. وحتى وقت قريب أعطت تركيا أيضاً أولوية لتوسيع قوتها الجوية المزودة في صورة رئيسية طائرات من طراز "إف - 16".