قلل رئيس الوزراء المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي من امكان انتشار عدوى التطرف الاسلامي في المغرب. وقال ان التيار الاسلامي يتغذى من تدهور الأوضاع وتضخم المشاكل. وعبر عن اعتقاده بأن التغيير في المغرب هو السبيل نحو "تفادي الانفجارات والمغامرات التي تثير الخوف". وأشار اليوسفي في مقابلة مع مجلة "حدث الخميس" الفرنسية انه اقترح خلال مشاوراته مع الأحزاب السياسية، قبل تشكيل حكومته، على حزب الحركة الشعبية الديموقراطية الدستورية الذي يتزعمه الدكتور عبدالكريم الخطيب المعروف بانفتاحه على التيار الاسلامي مناصب وزارية "لكن الحزب تفادى خيار المشاركة ووعدنا بمساندة الحكومة". أحداث الجزائر وقال اليوسفي ان المغرب يشعر بالألم ازاء الأحداث الدامية التي تعرفها الجزائر "لأن الشعبين الجزائري والمغربي يشكلان شعباً واحداً، ونحن نعيش هذه الأحداث بتمزق". وأكد رئيس الحكومة المغربية ان اتحاد المغرب العربي لا يمكن ان يتأسس إلا على قواعد ديموقراطية. وأضاف: "كلما نمت الديموقراطية في بلداننا، كلما زادت حظوظ قيام مغرب عربي". وقال اليوسفي ان اهتمام حكومته يتركز على مشكلة البطالة في صفوف الشباب. وقال ان مشروع الاصلاح يتضمن ايضاً التعليم نظراً الى نسبة الأمية المنتشرة في المغرب التي تجاوزت 55 في المئة والتي تطاول على الخصوص العنصر النسوي. وقال اليوسفي: "انني لا أشعر تماماً انني تأقلمت مع منصب الوزير الأول" في اشارة الى سنوات النضال التي خاضها حتى خلال الحماية الفرنسية قبل خمسين عاماً. وأضاف: "انني اعرف الصعوبات والمهمات التي تنتظرني، وأعيش هذه المرحلة بهدوء لكن بتخوف أكيد". وأوضح انه في لقاء معه في تشرين الأول اكتوبر عام 1965 مع المهدي بن بركة، أكد له الأخير استعداده للاتفاق مع العاهل المغربي الملك الحسن الثاني. وأضاف: "كان المهدي سيكون فرحاً برؤية حزبه يحقق أحد أهدافه بضمان التناوب". وكان الملك الحسن الثاني تحدث في مذكرات نشرت قبل بضعة أيام عن ذلك اللقاء وعن العودة المحتملة للراحل المهدي بن بركة، لولا انه تم اختطافه في ظروف غامضة، كشف النقاب أخيراً عن تفاصيل تورط جهات أجنبية فيها. وقد تم في الرباط اطلاق اسم شارع كبير على الراحل المهدي بن بركة اعترافاً بدوره التاريخي.