عقدت القيادة الفلسطينية اجتماعها الموسع مساء أمس في غزة، وتناولت خلاله التطورات المتعلقة بالاتصالات السياسية الجارية تمهيداً لعودة المنسق الأميركي دنيس روس، بالاضافة إلى الأزمة الجديدة الناشبة بين السلطة الوطنية الفلسطينية و"حركة المقاومة الإسلامية" حماس التي تعتبر من بين أبرز الموضوعات التي ناقشتها القيادة الفلسطينية في اجتماعها، الذي دعا إلى عقده الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مساء أمس. وفي الموضوع السياسي، دعا نبيل أبو ردينة، المستشار الاعلامي للرئيس الفلسطيني، الإدارة الأميركية إلى التحلي بالشجاعة الكافية للاعلان عن مبادرتها السياسية لإنقاذ عملية السلام. وفي خطوة لافتة، تعكس رغبة الفلسطينيين في التعاطي الايجابي مع مبادرة تطرحها الولاياتالمتحدة، قال أبو ردينة: إن السلطة الفلسطينية هي بانتظار تسلم هذه المبادرة، بصورة رسمية ومكتوبة، لكي تعرض على القيادة الفلسطينية لاقرارها. لكنه أشار إلى أن التعنت الذي تبديه حكومة بنيامين نتانياهو هو العقبة التي تحول دون اعلان الإدارة الأميركية عن مبادرتها. وكرر مناشدته الإدارة القيام بخطوة شجاعة والاعلان رسمياً عن مبادرتها. إلى ذلك، كشف الدكتور صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين، عن قيامه بتوجيه رسالة إلى أعضاء مجلس الشيوخ والنواب الأميركيين الذين وقعوا على مذكرة طالبوا فيها الرئيس الأميركي بعدم تقديم مبادرة سلمية، دعا فيها عريقات هؤلاء الأعضاء إلى إعادة التحقق من مصادر المعلومات التي استندوا إليها في ادعائهم ان السلطة الفلسطينية لا تلتزم اتفاق أوسلو. وقال عريقات في رسالة إن مصادر المعلومات التي استند إليها النواب الأميركيون "مضللة ولا تمت بصلة للوقائع"، مشيراً إلى أنه "لم يعد سراً أن حكومة نتانياهو هي التي تتنكر لهذه الاتفاقات، وبذلت على مدى السنة ونصف السنة الماضية، كل ما هو ممكن لنقض هذه الاتفاقات والتهرب من تنفيذ إسرائيل التزاماتها بموجب عملية السلام، عبر ممارستها الاستيطان ومصادرة الأراضي، ورفضها تنفيذ أي من استحقاقات الاتفاقات التي تم توقيعها". ودعا عريقات في ختام رسالة أعضاء مجلس الشيوخ والنواب إلى توخي الحذر وعدم الانجرار وراء الحملات التضليلية التي يقودها نتانياهو. معتبراً ان مساعدة نتانياهو في تقويض عملية السلام يمس بالمصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة "التي لها مصلحة أكيدة في انجاح مسيرة السلام في منطقة الشرق الأوسط". وبات من المؤكد عودة المبعوث الأميركي دنيس روس مجدداً إلى المنطقة بعد عطلة عيد الفصح، فيما تستعد السلطة الوطنية الفلسطينية لاستقبال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي سيصل إلى غزة يوم 20 نيسان ابريل الجاري في أول زيارة يقوم بها رئيس وزراء بريطاني من حزب العمال إلى أراضي السلطة الفلسطينية. وعلمت "الحياة" في هذا الصدد أن وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور نبيل شعث سيصل إلى العاصمة لندن الأسبوع المقبل في إطار الإعداد لهذه الزيارة. وعبر الرئيس الفلسطيني أمس عن ترحيبه باتفاق السلام الذي تم التوصل إليه بين الأحزاب السياسية في ايرلندا الشمالية وحكومتي الجمهورية الايرلندية والمملكة المتحدة لحل مشكلة ايرلندا الشمالية. وقال عرفات إن علاقة صداقة قوية تربط الشعب الفلسطيني بالشعبين البريطاني والايرلندي، وأعرب عن أمله بأن يسود السلام والتعايش في ضوء اتفاق السلام الذي اعلن عنه أول من أمس. وعن زيارة بلير إلى فلسطين، قال عرفات: "إن الدور الكبير الذي اضطلع به السيد توني بلير بين الوزراء البريطاني رئيس الاتحاد الأوروبي، يدفعنا إلى الترحيب بزيارته لمنطقة الشرق الأوسط، ونحن نعلق آمالاً كبيرة على قيامه بلعب دور كبير لإحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين أسوة بالدور الذي اضطلع به للتوصل إلى اتفاق السلام لحل المشكلة الايرلندية".