يعرف من يقرأ اخبار الكومبيوتر في منطقتنا العربية ان مستخدمي شبكة انترنت في تزايد مستمر حتى لو كان بطيئاً. ويعود هذا التزايد الى عوامل شخصية وموضوعية. فالعوامل الشخصية معروفة وهي ان انترنت صارت واقعاً يفرض نفسه على الجميع بحسناته وسيئاته ويدفع من كان بعيداً عنه الى التقرب منه رغبة او اضطراراً. اما العوامل الموضوعية فهي انفتاح البلدان العربية المتزايد على الشبكة، وشهدنا هذا الانفتاح في بلدان كانت حتى تاريخ قريب بعيدة عن شؤون انترنت وشجونها. وجاء اول اتصال بالشبكة في هذه البلدان من الجهات الرسمية التي يبدو انها قررت اعتماد سياسة الخطوة خطوة ليكون اول المتصلين بإنترنت المؤسسات الحكومية على ان يتبعها لاحقاً الجمهور. وامام هذا الواقع وجدنا من المفيد العودة الى بعض الوظائف الاساسية التي تتميز بها الشبكة لا سيما انه مع تزايد عدد مستخدمي انترنت سيزداد عدد قراء هذه الصفحة. وبما ان البريد الالكتروني يشكل اهم خدمة في شبكة انترنت واكثرها استخداماً، وجدنا من المفيد العودة بشكل سريع الى اهم خصائص هذه الخدمة لعلنا نفيد الوافدين الجدد الى الشبكة. كيف يعمل البريد الالكتروني اذا ارسلت رسالة في البريد العادي، قد يستغرق وصولها اياماً اذا كنت ترسلها داخل البلد واحياناً اسابيع اذا ارسلتها الى الجهة الاخرى من الكرة الارضية. لذا يلجأ عدد متزايد من الناس الى البريد الالكتروني وهذا يوفر عليهم المال والوقت. وفي الكثير من الحالات يكون البريد الالكتروني السبب الوحيد لاشتراك بعض الناس في شبكة انترنت. فالبريد الالكتروني سريع وسهل وتشكل كلفته نسبة زهيدة من كلفة البريد التقليدي. وابسط امثلة البريد الالكتروني رسالة يتم ارسالها من جهاز كومبيوتر الى آخر. ويمكن ارسال وتلقي رسائل شخصية او مهنية او رسائل تحمل معها ملفات اخرى مثل الرسوم والصور وحتى برامج الكومبيوتر. ويشبه تجوال رسالة البريد الالكتروني طريق رسالة البريد التقليدي، فكما تنتقل هذه الاخيرة من مكتب بريد الى آخر قبل ان تصل الى هدفها، تتنقل الرسالة الالكترونية من جهاز كومبيوتر الى آخر عبر شبكة انترنت. ويقوم كل جهاز يستقبل الرسالة بقراءة العنوان المدون فيها ثم يوجهها الى جهاز آخر حتى تصل الى العنوان المقصود. فيتم عندها تخزين الرسالة في علبة بريد الكترونية الى ان يقرأها صاحبها. ولا تستغرق هذه العملية اكثر من بضع دقائق الا اذا ظهرت مشاكل طبعاً مما يتيح لمستخدم هذا البريد الاتصال السريع بأعداد هائلة من الناس الموزعين في كل انحاء العالم في الليل او النهار وبسعر لا يتعدى كلفة مخابرة هاتفية محلية، فعلى سبيل المثال، اذا كنت تدير شركة في لبنان لها ممثلون وعملاء في سائر البلاد العربية، كيف يمكنك الاتصال بهم من دون دفع مبالغ باهظة او اضاعة ايام عدة؟ الجواب الوحيد هو البريد الالكتروني وهذا يتيح لك طريقة اتصال لم تكن متوافرة الا للشركات العملاقة منذ زمن ليس ببعيد ولكنه يبدو كأنه القرن الماضي. ولهذا السبب اصبح البريد الالكتروني اكثر وظائف انترنت استخداماً. ويمكنك ارسال بريد الكتروني الى أي شخص يملك عنواناً الكترونياً. وليس اسهل من امتلاك هكذا عنوان، فكل موفري الوصول الى انترنت تقريباً يقدمون عنواناً الكترونياً مع كل اشتراك يأتيهم. ومنذ مدة قصيرة كان محتوى البريد الالكتروني ينحصر برسائل صغيرة مكونة من نص وحسب. الا ان ظهور ملحق MIME Multipurpose Internet Mail Extension ومقاييس ترميز اخرى مثل مقياسس UUencode سمح بربط ملفات مختلفة بالرسالة الالكترونية فصار من الممكن ارفاق الرسالة بملفات نصوص منسقة وصور ورسوم وبرامج تطبيقية وملفات اصوات ومشاهد فيديو رقمية. والشرط الوحيد لسلامة هذا الارسال هو التأكد من ان الشخص المرسل اليه يملك برنامجاً للبريد الالكتروني يمكنه فك رموز الملفات المرفقة. ومن ميزات البريد الالكتروني الاخرى، الاستفادة من خدمات عدة توفرها انترنت نقل ملفات، بحث في قواعد بيانات، اشتراك في لوائح بريدية حتى لو كان الاشتراك في الشبكة ينحصر بخدمة البريد. تشريح الرسالة الالكترونية تشبه الرسائل الالكترونية الرسائل التقليدية الى حد كبير فتتكون الرسالة الالكترونية من جزءين اساسيين هما رأس الرسالة header ومتنها. ويحتوي الرأس على اسم المرسِل وعنوانه واسم المرسل اليه وعنوانه واسماء وعناوين المرسل اليهم الآخرين cc اضافة الى تاريخ الرسالة وموضوعها. اما متن الرسالة فيحتوي نصها كأي رسالة تقليدية. ولكن الفرق هنا هو ان النص يأتي باللاتينية. وكما في التعامل مع الرسائل التقليدية، تحتاج الى عنوان المرسل اليه الصحيح. فإذا ادخلت عنواناً غير صحيح تعود الرسالة اليك كما في البريد التقليدي، مرفقة بملاحظة تقول ان عنوان المرسل اليه غير معروف. اما اذا تلقيت رسالة الكترونية فيعرض لك الرأس مصدرها والطريق الذي تبعته للوصول اليك وتاريخ ارسالها ويشبه ذلك اسم المرسل والطابع البريدي في الرسائل التقليدية. وهناك جزء ثالث من الرسالة يدخل في الحقيقة ضمن متنها وهو التوقيع. فمعظم برامج البريد الالكتروني تتيح ادخال توقيع في اسفل الرسالة ويتم تحديد هذا التوقيع في تفضيلات البرنامج فيقوم هذا الاخير بإضافته الى كل الرسائل تلقائياً. وتتنوع التواقيع بتنوع اصحابها، فقد تكون معلومات شخصية عن صاحب الرسالة او جملة مشهورة اعجبته او رسوم ذكية منفذة باستخدام حروف لوحة المفاتيح على انه من غير اللائق في عادات البريد الالكتروني ان يتعدى التوقيع خمسة اسطر او ستة. تشريح العنوان الالكتروني كيف يمكن العثور على عنوان البريد الالكتروني لشخص ما؟ لسوء الحظ لا يوجد بعد ادلة موثوقة تماماً لهذا النوع من البحث الا انه يمكن في كثير من الحالات اكتشاف العنوان المطلوب اذا فهمنا مما يتكون هذا العنوان. اما مكونات العنوان فهي اثنين يفصل بينهما حرف @ مثل [email protected]. ويتكون الجزء الاول من اليسار من اسم صاحب العنوان الالكتروني kandalaft والذي يدل على علبة بريده. ويعني حرف @ عبارة "عند" at للدلالة على موقع علبة البريد هذه. ويلي هذا الحرف اسم المنطقة domain الذي يتألف هو الآخر من عدة اسماء تفصل بينها نقاط. واول هذه الاسماء اسم جهاز خدمة البريد الذي يحتوي العلبة mcr1 والذي قد يكون ضمن نظام اوسع احياناً poptel. وكثيراً ما يدل اسم هذا الجهاز على اسم المؤسسة او الشركة التي تملكه poptel. ثم يأتي نوع المؤسسة التي تملك الجهاز ويتكون من حرفين او ثلاثة org. وفي مثالنا يدل النوع على مؤسسة غير تجارية. وهناك عدة انواع تظهر في العناوين نذكر منها com او co للمؤسسات التجارية وedu للمؤسسات التربوية وgov للمؤسسات الحكومية. وهناك حالياً خطة لزيادة الانواع مما يتيح وصفاً اكثر دقة للمؤسسات. اما الجزء الاخير من العنوان فيدل على بلد المؤسسة uk وهو مؤلف من حرفين. وهناك رموز لكل بلدان العالم الا ان الولاياتالمتحدة هي الوحيدة التي لا يدخل رمزها في العنوان الالكتروني هناك بعض العناوين الموجودة في بلدان اخرى لا تحتوي رمز البلد ايضاً الا ان هذا يعود الى نوع من شراء العنوان. اذاً كيف نعثر على عنوان شخص ما؟ إذا كنا نعرف اين يعمل هذا الشخص المؤسسة والبلد يمكننا تخمين اسم المنطقة لأنه غالباً ما يتكون من اسم المؤسسة ونوعها وبلدها. اما اسم علبة البريد، فهناك احتمال كبير ان يكون مكوناً من كنية صاحب العلبة او اول حرف من اسمه وكنيته او اسمه وكنيته تفصل بينهما نقطة. بالطبع لا تنجح هذه العملية دائماً الا ان فعاليتها احياناً تعادل فعالية البحث في دليل.