تنفّس ملايين المزارعين الصعداء في المغرب مستبشرين بعودة الامطار التي تهاطلت بكثافة اول من امس بعد انقطاع استمر اسابيع طويلة. وتعتبر امطار الربيع ضرورية للزراعة المغربية التي تحتاج الى كميات اضافية من التساقطات لاستكمال دورتها الانتاجية قبل موعد الحصاد. وكان موضوع المطر أثير خلال الاجتماع الاول لحكومة عبدالرحمن اليوسفي الاشتراكية الاسبوع الماضي باعتباره موضوعاً اساسياً يعتمد عليه للحديث عن التساقطات المطرية ووصفتها بأنها "امطار الرحمة" بعد فترة انحباس طويلة انتاب خلالها الخبراء والمزارعون مخاوف من عودة هاجس الجفاف الذي بات يخيف المغاربة ويعرقل خطط التطور الاقتصادي. وتكفي امطار الربيع لزيادة الانتاج الزراعي المغربي نحو الثلث، وهي مبالغ تقدر بنحو 500 مليون دولار. وكان الانتاج تراجع 45 في المئة في العام الماضي بسبب قلّة التساقطات، ما نجم عنه تقلص النمو الى دون ناقص 2 في المئة. وبقدر ما بات المزارعون ينتظرون محصولاً يراوح بين 6 و7 ملايين طن من القمح عزز الاقتصاديون توقعاتهم في امكان تحقيق نمو في اجمالي الناتج المحلي يراوح بين 8 و11 في المئة بنهاية السنة. وتحتاج الحكومة الجديدة لنمو عال ومستقر لمواجهة الاولويات التي اعلنتها وفي مقدمها الملف الاجتماعي وتأهيل الاقتصاد المحلي. ويقول خبراء ان انتاجاً زراعياً جيداً وانخفاض اسعار الطاقة في السوق الدولية من شأنه تعزيز احتياط المغرب من العملات الصعبة ومعالجة عجز الميزان التجاري ما قد يكسب الخزينة ملايين الدولارات تحتاجها لتقليص المديونية الخارجية والابقاء على المستويات المطلوبة في عجز الموازنة اقل من 3 في المئة. وبدا رئيس الوزراء عبدالرحمن اليوسفي متفائلاً لدى اجتماعه مع وفد الكونفيديرالية العامة للمقاولات المغربية اتحاد رجال الاعمال اول من امس في مكتبه في الرباط فيما كان المطر يمسح شوارع العاصمة. ونقل عن الناطق باسم الحكومة خاد عليوة ان "تأهيل المبادرة الاقتصادية المغربية ورفع التحديات التي تواجهها هي ضمن اولويات الحكومة التي تضع تنمية الاستثمار المحلي والاجنبي وتقوية البنية الاقتصادية في مقدمة خطة عملها". من جهته قال السيد عبدالرحمن الحجوجي رئيس الكونفيديرالية انه قدم للحكومة ملفاً بالاصلاحات التي يطالب بها رجال الاعمال والتي تشمل تأهيل محيط المبادرة الاقتصادية المغربية وجعلها في مستوى ما ينتظرها من تحديات غداة تطبيق اتفاق الشراكة ابتداء من مطلع الصيف المقبل.