أولاً: سبع لحظات للشاعر يوزه بيزون 1 حاملا قنديله يذرع الرجل بستانه وهو يبكي الربيع 2 صاعدة حتى السماء رائحة أزهار الخوخ تصير هالة للقمر 3 بحر الربيع على امتداد النهار يرقص متموجاً 4 آه لأزهار كولزه لها ضوء قمر الشرق ونور شمس الغروب 5 آه أي فرح عندما ينفلت صوت الجرس من الجرس 6 وسط البروق ها هو نثيث الندى المتساقط على غصون السنديان 7 السمكة وراء زجاج النافذة منبهرة بهذا الصباح الخريفي ثانياً: سبع لحظات للشاعر روياكان 1 كم هو محزن أن تسرح حصاناً وحيداً في الفراغ 2 في ريح الشتاء الباردة رجل، ثابت النظرات يمر فوق حصان 3 فوق بابي، الذي من أغصان الشجر جوهرة ندى في البكور 4 الطائر الغطاس وعشه تلقاهما دائماً في أمطار ماي 5 جرس الريح الصغيرة يجتاز الخيزران بخطوة أو خطوتين 6 من أحلامي يأتي النقيق البعيد للضفادع الخضراء 7 كم هي حزينة ووحيدة أمام الباب المغلق إبر الصنوبر. ترجمة وتعريف: خالد النجار * ظهر شعر الهايكو في مناخ ثقافي ياباني تتحد فيه الروح والكلمة والحياة. بنيته الشكلية صارمة، تقوم على ايقاعات سبع لها رموزها الدينية المحددة، المتناغمة مع حركة الفصول وايقاع الكون، بحيث ونحن نقرأ شعر الهايكو يجب أن نستبعد وبقدر الإمكان صورة الشاعر والقصيدة كما عرفناهما في الثقافات المتوسطية. ولعل ما يقرب هذا الشعر من المتن الشعري الغربي الحديث هو ان الكتابة الحديثة في الغرب صارت شكلاً من أشكال اكتشاف الذات، ولأن للذات الفردية بعداً كونياً، فقد بدأ - وبالتوازي مع هذا الفتح الجديد في الكتابة الشعرية - الشاعر الغربي يكتشف عوالم الثقافات الأخرى الشعرية: الشعر الصوفي الإسلامي، والشعر الصيني والياباني القديم، تراتيل الهنود الحمر، والإرث الشعري الزنجي، والقصائد الفرعونية القديمة. واتسعت مملكة الشعر باتساع رؤية، وحقل الكتابة لم تعد القصيدة سجينة مرجعية شكلية واحدة تتمثل في تراث الأدب الذي تنتمي إليه. ولعل الشاعر الأميركية ارشيبالد ماكليش من أوائل من نبه القارئ الغربي إلى القيمة الكونية لشعر الهايكو، وذلك في كتابه الرائد "الشعر والتجربة" والذي نقلته في حينه الشاعرة الفلسطينية سلمى الخضراء الجيوسي.