تكثفت المساعي الديبلوماسية الدولية امس لإيجاد حل للصراع الدائر في كوسوفو بين الصرب والألبان، فيما واصلت القوات الصربية زحفها في الاقليم بعدما سيطرت على عدد من معاقل المقاتلين الألبان. تفاصيل اخرى ص8 ففي روما اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت التي تقوم بزيارة لإيطاليا اثر محادثات مع نظيرها الايطالي لامبرتو ديني ان الولاياتالمتحدة لن تسمح بعودة اعمال العنف وسفك الدماء الى يوغوسلافيا السابقة. وحملت اولبرايت الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش مسؤولية ما يحصل في كوسوفو. وأعلنت اولبرايت في مؤتمر صحافي مشترك مع ديني قبل لقائها لمدة نصف ساعة مع البابا يوحنا بولس الثاني ان واشنطن "لن تتساهل مع أي عودة الى سياسة فرق تسد في اي من اجزاء يوغوسلافيا السابقة". وأضافت: "اننا ندين العنف، ونعتقد ان الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش يتحمل مسؤولية ذلك. ونحن حريصون ان يكون لشعب كوسوفو حقوقه السياسية المشروعة". وأعلنت مجموعة الاتصال الدولية الخاصة بيوغوسلافيا عزمها على عقد اجتماع في لندن غداً للبحث في مشكلة كوسوفو، ويتوقع ان تطرح حلاً وسطاً بين الصرب والألبان من خلال السعي الى اقناع الغالبية المتحدرة من اصل الباني في كوسوفو بالتخلي عن المطالبة بالاستقلال، في مقابل ان يعيد ميلوشيفيتش الحكم الذاتي الى الاقليم. وفي تركيا اعلن وزير الخارجية اسماعيل جيم ان بلاده لا تستطيع ان تقف لامبالية ازاء ما يحصل في كوسوفو. وقال في مؤتمر صحافي قبل مغادرته الى بلغاريا للبحث في المشكلة: "اننا نحترم حق يوغوسلافيا في صون وحدة اراضيها وحقوقها السيادية، لكن تركيا لا تستطيع ان تقف مكتوفة إزاء القمع والاضطهاد والقتل التي يتعرض لها الأبرياء". معارك في كوسوفو واصلت القوات الصربية زحفها على معاقل المقاتلين الألبان، على رغم المقاومة العنيفة، وذكرت صحيفة "فيتشري نوفوستي" الصادرة في بلغراد امس ان عشرات المقاتلين الألبان سقطوا بين قتيل وجريح. وجاء في الصحيفة الموالية لميلوشيفيتش ان عدد القتلى بلغ 51 شخصاً، في حين ذكرت الحكومة الصربية ان العدد بلغ 22 شخصاً من الألبان وشرطيين. ورأى ديبلوماسيون في بلغراد ان صربيا تقلل عدد القتلى لتخفيف مشاعر القلق لدى الدول الغربية التي تخشى ان يمتد الصراع الى بقية دول منطقة البلقان. وقال شهود ان عشرات الألبان يختبئون في الغابات حول قرية بريكاز التي تحترق بعد يومين من القتال العنيف. وأعلنت الشرطة ان اعمدة الدخان ارتفعت فوق المباني التي دمرت وزعمت ان المنطقة كانت مقراً لقائد جيش تحرير كوسوفو ادم يشاري الذي يعتقد انه قتل قبل يومين.