كل ليلة، عندما ترفع الستارة معلنة بدء عروض مسرحية "نسخة طبق الأصل" للفنان وسيم طبارة، يقول الجمهور بصوت واحد الكلمات نفسها: "مش معقول" او "كأنه الشيخ رفيق". هذه العبارات يرددها الجمهور عندما يطلّ وهيب المصري الذي يشبه الى درجة كبيرة رفيق الحريري ويؤدي في مسرحية طبارة الجديدة دور رئيس الوزراء اللبناني. وعبارة "مش معقول" قالها وسيم طبارة نفسه عندما ترافق الممثل في الفرقة جان قسيس مع زميله في وزارة التربية وهيب المصري، ويؤكد وسيم انه لم يتوقع ان يكون الشبه الى هذه الدرجة. لم يسبق لوهيب المصري ان خاض غمار التمثيل، وهو بادر وسيم في اللقاء الاول الذي جمعهما "لا يجوز ان تفرط بإسمك وعملك على مدى 30 سنة لأنني اشبه الشيخ رفيق. انا لا اعرف شيئاً من امور التمثيل ويجب ان تمتحنني قبل ان تعلن عن المسرحية". ويقول وهيب: "اضافة الى جهلي التام بالتمثيل فأنا لم اشاهد طيلة حياتي سوى عدد محدود من المسرحيات". ويضيف: "قبل ان أوافق على العمل مع وسيم جاءتني عروض مسرحية عدة بعد ان تحدثت الصحافة عن الشبه الكبير بيني وبين الحريري. لكنني رفضتها، وقبلت العمل مع وسيم لأنني احبه وأحترم اعماله التي شاهدتها فقط على التلفزيون ومن خلال الفيديو". في التمارين الاولى واجه وهيب بعض الصعوبات "لكن وسيم كان يوجهني ويسدي اليّ النصائح. واليوم اشعر بأنني امثل منذ سنوات وليس منذ اشهر قليلة، ومع ذلك فإن العرق يتصبب مني بغزارة كل ليلة بسبب الاضطراب والقلق". جرت العادة في مسرح الشونسونييه ان يكون لكل فقرة او فكرة اسكتش واحد، لكن وسيم قسّم فكرة هذا الاسكتش الى ثلاثة أجزاء: الاول يتضمن تعليم النسخة المسؤوليات السياسية، والثاني نوع من الامتحان لمعرفة المستوى الذي وصل اليه، وفي الثالث يتم ترحيله الى فرنسا ويغني مع الشعب اغنية "المحبة" للاخوين رحباني وفيروز بكلمات جديدة. لم يسبق لوهيب المصري ان التقى بالحريري "ولكن ثمة اصدقاء لي التقوه وأخبروه بالشبه بيني وبينه، وأنا انتظره في المسرح لنصبح ثلاثة"! ويقول وهيب باسماً "بيني وبين الحريري شبه بالشكل فقط اما لناحية الثروة فالامر بعيد جداً. فقط اشاركه في قضية واحدة وهي حبي للسفر وقد زرت حتى اليوم ما يقارب المئة بلد ولكن ليس بطائرتي الخاصة! وفي احدى الرحلات ظن طاقم الطائرة بأنني الرئيس الحريري واستغربوا جلوسي في الدرجة العادية". هل انت نادم على خوضك غمار التمثيل؟ وهل ستعيد التجربة؟ يعلق وهيب: "لا اعمل اي شيء من دون قناعة، وقد اعيد التجربة اذا نجحت واذا كان ثمة دور يناسبني". وهيب المصري على المسرح، لم ينجح فقط كونه يشبه الحريري، ولا لغرابة الفكرة التي نقلها وسيم طبارة على المسرح، بل نجح لأنه يملك شخصية محببة تدخل الى القلوب ببساطة. وهذه الامور ربما كانت من الخصائص الاساسية التي يجب ان يتحلى بها كل فنان. السنة الماضية عندما شاهد الرئيس الحريري مسرحية وسيم طبارة "سبق الفضل" ضحك ملء الضحك. وهذه السنة لن يكتفي الحريري بالضحك بل سيلتقي بشبيهه وسيردد بالتأكيد "مش معقول شو بيشبهني".