واصلت سلطات الأمن البلجيكية حملتها المكثفة امس على الشبكة السرية لناشطين اسلاميين يعتقد انهم يشكلون العمود الفقري لتنظيم "الجماعة الاسلامية المسلحة" في الجزائر. ونجحت قوات الأمن البلجيكية في القبض على فرد تاسع في الشبكة الارهابية التي مضى على رصدها ومراقبتها حوالى سنتين وذلك من دون أي مقاومة، خلافاً لما حصل أول من امس مع الجزائري فريد ملوك، الذي يحمل الجنسية الفرنسية. ونفذت عملية الدهم الأخيرة في مدينة فيرفييه جنوب مدينة لييج، عاصمة القطاع الفرانكفوني من بلجيكا. وأفادت معلومات لم تتأكد ان للمتهم التاسع صلة عائلية بعباسي مدني زعيم جبهة الانقاذ المحظورة، وهو يقيم في المدينة منذ بضع سنوات. وقالت مصادر رسمية ان الموقوف الجديد لم تكن لديه اسلحة أو متفجرات، بل عثر في حوزته على كميات من الوثائق والادبيات التابعة للجماعات الارهابية. ومعروف ان فريد ملوك 32 عاماً وهو متزوج ولديه بنت ويقيم اساساً في منطقة شاس سوررون جنوب مدينة ليون الفرنسية، يعتبر من افراد مجموعة خالد قلقال الذي قتل في مطاردة مع الشرطة الفرنسية قبل عامين تقريباً. وقاوم ملوك باطلاق النار من رشاش "كلاشنيكوف" لمدة سبع ساعات وذلك بعدما طوق رجال الأمن منزلاً لجأ اليه منذ هروبه من فرنسا التي حكمت عليه بالسجن سبع سنوات. ويقع المنزل في شارع فييري الذي تقطنه اغلبية من مهاجري دول شمال افريقيا. وأكد بوهان فاند لانوت وزير الداخلية البلجيكي ان الاعداد للعملية الواسعة للشرطة بدأ قبل سنتين. واستهدفت القضاء على نشاط المجموعة التي كانت متخصصة بشراء الاسلحة ثم تهريبها الى الجزائر ل "الجماعة الاسلامية المسلحة". وربط الوزير بين العملية وناشط جزائري آخر هو احمد الزاوي الذي اعتقل عام 1995 لكنه اطلق لعدم كفاية الادلة، وكان الزاوي فرّ من مكان احتجازه في بلجيكا الى سويسرا قبل بضعة أشهر طالباً اللجوء السياسي اليها. من ناحية اخرى اشارت مصادر محلية الى ان اثنين من المعتقلين في مداهمات أول من امس يحملون الجنسية الدانماركية والسويدية. ومع ان الوزير أشار الى تعاون السلطات الاسكندنافية مع بلجيكا، الا ان ثمة تقارير تشير الى ان وثائق البلدين التي يحملانها ليست رسمية وانما مزورة. وأفادت مصادر رسمية دانماركية ان جوازي سفر صودرا من افراد المجموعة يعودان الى مواطنين من أصل مغربي، الا انها لا تعلم ما اذا كان الشخصان اللذان يحملان الجوازين هما صاحبيهما الحقيقيين. وعززت العملية الناجحة السمعة الجيدة التي يتمتع بها القاضي البلجيكي جان مارك كونيروت الذي أدار بنجاح وفاعلية عمليات التحقيق في جرائم انتهاك الأطفال القاصرين في بلجيكا، والتي هزت الرأي العام المحلي والدولي. وكان القاضي كونيروت تسلم ملف مكافحة عمليات تهريب اسلحة الى الجزائر منذ بضعة أشهر، وتوصل الى ان الشبكة تتعامل مع تجار سلاح محليين قبض على احدهم وهو يعرف في سوق تجارة السلاح باسم "مسيو موللر".