واشنطن - أ ب، أ ف ب - باعلان اكتشاف المياه على سطح القمر يبدأ التفكير في تحضير محطة دائمة في الكوكب واستخدامها منطلقاً لغزو الفضاء في حدود 15 عاماً. وكان المسؤول عن البعثة الفضائية الى القمر الان بيندر أعلن في مؤتمر صحافي عقده أول من أمس في مركز الابحاث التابع لوكالة الفضاء الاميركية ناسا "نحن متأكدون من وجود الماء على القمر"، ولذلك "مضاعفات كبيرة". وأمكن التأكد من ذلك بواسطة مسبار المراقبة "لوناربروسبكتر". ومن الصعب تقدير كمية المياه المجمدة الممزوجة بالطبقة السطحية للقمر، لكن بيندر رأى انها قد تقارب 11 مليون طن. وأوضح ان هذا الجليد متناثر في القطبين الجنوبي والشمالي وقد يملأ بحيرة تبلغ مساحتها 10 كيلومترات مربعة بعمق 11 مترا. ومن جهته اعلن وليام فيلدمان من مختبر لوس الاموس الوطني نيو مكسيكو ان كمية المياه هذه تسمح بپ"استيطان لسنوات". وبدورها بدأت وكالة "ناسا" باجراء حساباتها: "اذا كان كل شخص يستخدم 38 ليترا من الماء يوميا واذا كان على سطح القمر 33 مليون طن من الجليد او 3،27 بليون ليتر ماء، فإن ذلك سيكون كافيا للسماح لمجموعة تضم الف عائلة من شخصين بالعيش لاكثر من قرن من دون اعادة معالجة" المواد المستعملة. ومن الاستيطان الى الاستخدام لا يتردد الان بيندر في الانتقال من مرحلة الى اخرى. فالماء مؤلف من اوكسجين ومن هيدروجين "وهما العنصران الرئيسيان للوقود المستخدم في محرك المركبة الفضائية". ورأى المسؤول انها "موارد يمكن استخدامها لاستكشاف الفضاء"، مشيرا الى امكان استخدامها "للذهاب الى المريخ وأماكن اخرى في النظام الشمسي". واعتبر ان استخراج المياه من القمر "عملية سهلة". يجب جمع التراب الممزوج بالجليد وتسخينه في غرفة. وعندها سيذوب الجليد ويكفي جمع المياه. والمشكلة الوحيدة ذات طابع تقني "يجب ايجاد الادوات والاجهزة القادرة على العمل في درجات حرارة منخفضة جدا تسود في القطبين، وتراوح بين 20 و230 درجة تحت الصفر". وحرص مسؤول "ناسا" للرحلات الى القمر لويس بيتش على التقليل من طموحات البعض باعادة رؤية رجال يمشون على سطح القمر بعد مهمات "ابولو" التي سمحت لاحد عشر رجل فضاء بأن يطأوا بأقدامهم سطح القمر. ورفض الحديث عن موعد محدد لمهمة بشرية جديدة نحو القمر.