مدريد، اوسلو - أ ف ب، رويترز - وصل رئيس الوزراء الاسرائيلي الى مدريد امس في اطار جولة اوروبية ستشمل المانيا والنروج وبريطانيا. واستبق نتانياهو الزيارة بالتصريح بأن الاوروبيين لا يعرفون شيئاً عن الشرق الاوسط، وذلك في وقت دعا فيه وسيطان نروجيان اسرائيل الى تقديم تنازلات لانعاش عملية السلام. وتهدف جولة نتانياهو الى البحث في عملية السلام في الشرق الاوسط والحصول على دعم لاحتمال انسحاب اسرائيلي من لبنان. وكان وزير الدولة الاسباني للشؤون الاوروبية رامون دي ميغيل في استقبال نتانياهو الذي سيجتمع لاحقاً مع الملك خوان كارلوس ثم يتناول الغداء الى مائدة وزير الخارجية الاسباني ابيل ماتوتيس. كذلك سيلتقي نتانياهو زعيم المعارضة الاشتراكية خواكين المونيا على ان يجري بعدها محادثات مع نظيره الاسباني خوسيه ماريو ازنار قبل ان يعقد مؤتمراً صحافياً. ومن المقرر ان يغادر صباح اليوم مدريد الى بون. ونقلت صحيفة "ال بايس" الصادرة في مدريد عن نتانياهو قوله ان الاوروبيين "لا يعرفون شيئاً عن الشرق الاوسط … الولاياتالمتحدة وحدها التي تفهمنا". واعتبر ان "مشكلتنا مع الاوروبيين هي ان لهم ماضياً استعمارياً وانهم يعتقدون بأن تلال القدس او السامرة تشبه تلك التي كان يحتلها الفرنسيون في الجزائر او الاسبان في الفيليبين". واضاف: "الولاياتالمتحدة وحدها هي التي تفهمنا ليس لأن فيها جالية يهودية كبيرة ولكن لأنها ترى فينا ارض الميعاد كما هي اميركا". وحذر من انه في حال اعلن الرئيس الفلسطيني استقلال فلسطين فانه "ينتهك اتفاقنا". وقال "في حال تصرف من جانب واحد سنقوم بالشيء نفسه". وقال نتانياهو ان فكرة انسحاب اسرائيل الى حدود عام 1967 "غير واقعية". وفي مقابلة اخرى، نشرتها صحيفة "لا فانغارديا" الصادرة في برشلونة امس شدد نتانياهو على ان حكومته ستتوصل "على الاقل الى اتفاق سلام قبل انتهاء مدة ولاية البرلمان الاسرائيلي الحالي" في العام الفين. وفي ما يتعلق بالانسحاب الاسرائيلي من جنوبلبنان اكد نتانياهو انه "مستعد للخروج" من هذه المنطقة "شرط ان يتم احترام القسم الثاني من القرار اي اقامة نظام يضمن السلام والامن الدوليين". واخيراً نفى معلومات نشرتها المجلة البريطانية "فورين ريبورت" افادت أن جنوداً اسرائيليين وبريطانيين واميركيين يعملون سراً في العراق. وقال "هذا ليس صحيحاً". الى ذلك، قالت ماريان هايبرغ، وهي باحثة في شؤون الشرق الاوسط ومن الوسطاء الخمسة الذين شاركوا في التوصل الى اتفاق اوسلو: "اسرائيل في يديها اوراق اقوى بكثير وتستطيع بالتالي ان تكون اكثر كرماً" في مجال تقديم التنازلات الاولى لدفع عملية السلام. واضافت: "من الصعب تصور اي شيء يستطيع الفلسطينيون تقديمه الآن … والتعاون الامني ليس بالسوء الذي يصور في بعض الاحيان". وقال ويلبالغ يان ايغلاند نائب وزير الخارجية في حكومة العمال السابقة لوكالة "رويترز": "الطرف الاقوى يتحمل عادة المسؤولية الكبرى عن اعادة عملية السلام الى مسارها. ومن الواضح تماماً من هو الطرف الاقوى".