وصل الملك حسين امس الى مسقط المحطة الثانية في جولته الخليجية وباشر محادثاته مع السلطان قابوس الذي كان في مقدم مستقبليه. وكان العاهل الأردني أنهى امس زيارة لدولة الامارات العربية المتحدة حيث أجرى محادثات مع رئيسها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. وقالت مصادر ديبلوماسية في أبو ظبي ان دولة الامارات والاردن اتفقا على بذل جهود مشتركة من اجل استعادة التضامن العربي او بلورة موقف عربي موحد من التطورات والاحداث التي تحيط بالمنطقة وعملية السلام في الشرق الاوسط. وتؤكد هذه المصادر ان الشيخ زايد والملك حسين اتفقا على متابعة الاتصالات والتشاور في شأن زيادة مساحة اللقاءات العربية وتحقيق المصالحة العربية وعودة العراق الى الصف العربي بالاستفادة من الآثار الايجابية التي تركها اتفاق العراق والأمم المتحدة الاخير في المنطقة مع حضّ العراق على الالتزام الكامل لتنفيذ الاتفاق. وأكد الدكتور عبدالسلام المجالي رئيس الوزراء الأردني، الذي رافق الملك حسين في زيارته لأبو ظبي، ان الأردن يؤيد دعوة الشيخ زايد ومبادراته الداعية الى التسامح ولمّ الشمل بين الدول العربية. وقال ان "هذه المبادرات تعبّر عن موقف عربي اصيل ينبغي الاستجابة له من الجميع". واكد ان الأردن "يقف بكل قواه مع الدول العربية صفاً واحداً لمنع تدخل الدول الاجنبية في شؤونها الداخلية". وقال رئيس الوزراء الأردني الذي كان يتحدث في اجتماع للجالية الاردنية في ابو ظبي ليل الاربعاء - الخميس: "ان الولاياتالمتحدة والدول المساندة لها تريد من اثارة الازمة الاخيرة مع العراق تدمير الاقتصاد العراقي والتجسس على القصور الرئاسية وليس تدمير الاسلحة البيولوجية او الكيماوية". وتوقع المجالي استمرار الحصار المفروض على العراق من جانب اميركا وبريطانيا. وقال ان المستقبل مفتوح على اربعة احتمالات تشمل الحل الديبلوماسي او توجيه ضربة عسكرية خفيفة للعراق، او ضربة عسكرية تدميرية او تغيير القيادة العراقية الحالية. واكد ان اي ضربة عسكرية للعراق ستدمر المنطقة بأكملها من الخليج الى الأردن وسورية وغيرها من الدول العربية، وتؤثر على المصالح الاميركية والدول الاخرى المساندة لها. ونصح المجالي العراق بحسن التصرف مع هذه الازمة لتجنب ضربة عسكرية كبيرة والخروج من الازمة الامر الذي سيكون في مصلحة الشعب العراقي والدول العربية والعالم اجمع. ودافع رئيس الوزراء الأردني عن الاجراءات التي اتخذتها حكومته لمواجهة الاضطرابات في مدينة معان. وقال في تفسيره للأحداث والمواجهة بين قوات الأمن والسكان في المدينة ان مجموعة من السكان مدفوعة بتحريض من احزاب المعارضة حاولت العبث بالأمن وإحراق السيارات وضرب قوات الامن، وهو شكل غير حضاري وغير لائق. واكد ان مثل هذه التصرفات يعتبر فتنة، وقال انه قُبض على عدد من الاشخاص الذين شاركوا فيها وسيقدمون للمحاكمة. وفي مسقط بدأت امس المحادثات الرسمية بين السلطان قابوس والملك حسين. وصرح مصدر مسؤول بعد الجلسة الاولى من المحادثات بأنها تناولت العلاقات بين عُمان والأردن والتي وصفها ب "الاخوية والمتميزة". واشار الى ان العاهلين عرضا "التطورات في المنطقة والمتغيرات الاقليمية والدولية".