أعلنت شركة "المملكة القابضة"، التي تدير استثمارات رجل الاعمال السعودي الأمير الوليد بن طلال الإنسحاب من مشروع مع شركة "سوليدير" اللبنانية يستهدف اقامة فندق "فور سيزونز" في بيروت بتكاليف قدرت بنحو 100 مليون دولار. وقال المتحدث باسم الشركة رمزي منكاريوس "لم نتفق مع سوليدير على المسائل النهائية وحاولنا معالجة الأمر طيلة أكثر من عام لكننا لم ننجح وهناك لوائح صارمة في شأن ارتفاع المبنى والمساحة مقيدة". وعلمت "الحياة" من مصادر مطلعة ان الوليد بن طلال انسحب من المشروع نتيجة الموقف المتشدد الذي اتخذته "سوليدير" في وجه رغبة "المملكة القابضة" الحصول على فترة زمنية كافية لتوفير رأس المال بعد ان أصرت "سوليدير" على الدفع الفوري لكامل قيمة الاستثمار. وقللت المصادر من تأثير انسحاب "المملكة القابضة" من المشروع على سياسة الوليد الاستثمارية في لبنان، وأكدت انه "قد يعيد النظر في المشروع في حال ابدت سوليدير المرونة الكافية". وقالت المصادر "ان الوليد بن طلال سيواصل استثماراته في فندق "موفنبيك" في بيروت ميريديان سابقاً الذي ضخ فيه مبلغاً يقارب قيمة صفقته في "فور سيزونز". وأضافت "ان الاعمال الانشائية لا تزال مستمرة في فنادق فور سيزونز في مصر والأردن وتونس وسورية والسعودية". ويأتي انسحاب الوليد في الوقت الذي تحاول فيه الحكومة اللبنانية ريادة الاستثمارات الاجنبية واستعادة صورة بيروت القديمة كمركز مالي ومصرفي اقليمي. وفي اعقاب يوم واحد من اعلان "مجموعة الحبتور" الدبوية تجميد خطط استثمار نحو 200 مليون دولار في فندق خمس نجوم ومشروع للاسكان والترفيه بسبب ما وصفته "البيروقراطية المعقدة". وكانت خطة الأمير الوليد الاستثمارية في لبنان تهدف الى الوصول بحجم استثماراته في لبنان الى 500 مليون دولار. ويبلغ الحجم الحالي لاستثماراته اللبنانية نحو 130 مليون دولار تشكل 26 في المئة من الحجم المستهدف. وتتوزع استثماراته الوليد في لبنان بين شراكة في المؤسسة اللبنانية للإرسال "ال.بي.سي" عن طريق "شركة راديو وتلفزيون العرب التي يملك الوليد بن طلال حصة فيها، اضافة الى دخوله بصفته الشخصية شريكاً في قناة ام.تي.في اللبنانية بنسبة 10 في المئة. وأصبح الأمير الوليد شريكاً رئيسياً في شركة "ليبانون انفست" بعد ان اشترى حصة من اسهم الشركة تقارب نسبتها سبعة في المئة. وشركة "ليبانون انفست"، التي تأسست عام 1994، تستهدف اجتذاب الاستثمارات العربية الى لبنان. وقررت الشركة زيادة رأسمالها من 26 مليوناً الى 40 مليون دولار. وقال فايز الحاج رئيس أسواق رأس المال في "البنك اللبناني للتجارة" ان انسحاب الوليد بن طلال سيترك تأثيراً سلبياً محدوداً على الاستثمار في لبنان على المدى القصير، ويحفز الحكومة لإعادة النظر في البيروقراطية والقيود". وأضاف ربما يغير هذا الانسحاب قوانين الاستثمار ولوائحه اذا كان الوليد بن طلال ومجموعة الحبتور "محقين".