طهران، باريس، واشنطن - أ ف ب، رويترز - اعتبر وزير الثقافة الايراني عطاء الله مهاجراني ان هناك "اشارات ايجابية" اميركية حيال بلاده. لكن رئيس السلطة القضائية في ايران آية الله محمد يزدي اعتبر ان التقارب بين الجمهورية الاسلامية وأميركا "مستحيل"، وانتقد الجزائروتركيا. وجاء كلام مهاجراني الذي بدأ زيارة خاصة لباريس بعد ساعات على تأكيد واشنطن تخفيف القيود المفروضة على تحركات أعضاء البعثة الايرانية لدى الأممالمتحدة فوق الأراضي الأميركية، وتجديد رغبتها في "حوار مباشر" مع طهران. وذكر الوزير في لقاء مع صحافيين غربيين في العاصمة الفرنسية ان بين الاشارات الأميركية "الايجابية" رسالة التهنئة التي بعث بها الرئيس بيل كلينتون الى "الشعب الايراني" بمناسبة رأس السنة الايرانية. وقال ان الاشارة الثانية هي عدم موافقة الادارة الأميركية على طلب الكونغرس انشاء محطة اذاعة تابعة للمعارضة الايرانية. واعتبر مهاجراني وهو قريب جداً الى الرئيس سيد محمد خاتمي ان تقريراً أصدره أخيراً الكونغرس يظهر منظمة "مجاهدين خلق" الايرانية المعارضة "على حقيقتها" ويشكل أيضاً عنصراً "ايجابياً جداً". وأعرب عن الارتياح الى الترحيب الذي لقيه فريق من المصارعين الأميركيين زار ايران في شباط فبراير الماضي، وقال ان "الجمهور الايراني أظهر له الكثير من الاحترام". وأشار بايجابية الى المباراة المرتقبة بين فريقي كرة القدم الأميركي والايراني خلال مباريات كأس العالم التي تبدأ في العاشر من حزيران يونيو في فرنسا. لكن مهاجراني شدد على ان "الثقة" لم تعد بعد بين واشنطنوطهران، موضحاً ان الاستعدادات التي عبر عنها الجانبان ما زالت "كلاماً" لم يتحول الى "أفعال". ولفت الى ان بين الأمور التي يمكن ان تحقق ذلك، التخلي عن قانون داماتو الأميركي الذي ينص على فرض عقوبات على الشركات التي تستثمر في قطاع النفط الايراني، ورفع اسم ايران من اللائحة الأميركية للدول "الداعمة للارهاب". في الوقت ذاته رفض يزدي فكرة التقارب بين ايرانوالولاياتالمتحدة. وقال في خطبة صلاة الجمعة في جامعة طهران ان "تقارباً مع الاستكبار العالمي مستحيل في ايران". وأكد ان "الاستكبار معارض لتولي الاسلام سلطة سياسية وما حصل في الجزائروتركيا يثبت ذلك". وأضاف: "في الجزائر قام الاستكبار بكل ما في امكانه لمنع وصول التيار الاسلامي الى السلطة". وانتقد تركيا لابتعادها عن "المبادئ الواضحة" للاسلام ومنع النساء من ارتداء الحجاب. وتابع: "لو كانت تركيا مستقلة فعلاً لما أيدت وجود دولة اسرائيل، عبر تعاون عسكري معها ثم علاقات اقتصادية". وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جيمس روبين كرر ليل الخميس ان اجراء "حوار مباشر" بين الولاياتالمتحدةوايران "سيمثل أفضل السبل لحل المشاكل السياسية بيننا. مثل هذا الحوار لم يتم منذ زمن طويل، وهو يمكننا من طرح المواضيع التي تقلقنا كما يمكّن الايرانيين من ان يفعلوا الشيء ذاته. ان الحوار المباشر يمكننا من التغلب على هذه المسائل". وأشار مجدداً الى ان الولاياتالمتحدة لاحظت "تغييراً ايجابياً في لهجة" ايران تجاهها، وأعرب عن ارتياحه. وفي شأن تبادل الزيارات بين الرعايا الأميركيين والايرانيين، الذي دعا اليه الرئيس خاتمي في كانون الثاني يناير الماضي، كشف روبين ان الولاياتالمتحدة سمحت أخيراً للممثل الايراني لدى الأممالمتحدة بالتوجه الى لوس انجليس تلبية لدعوة من مؤسسة بحوث. وزاد ان مستشارة الرئيس الايراني لشؤون المرأة سمح لها أيضاً بدخول الولاياتالمتحدة لالقاء كلمة أمام معهد الشرق الأوسط في واشنطن. وأوضح ناطق باسم المعهد ان المسؤولة الايرانية القت أمام المعهد في الحادي عشر من الشهر الجاري كلمة عن حقوق النساء والأطفال في ايران. وعن زيارة الفريق الأميركي للمصارعة لطهران قال الناطق باسم الخارجية الأميركية ان أعضاء الفريق "لقوا ترحيباً ومعاملة ودية من المواطنين والمسؤولين الايرانيين". وأضاف ان تبادل الاتصالات "يسير على ما يرام، ونتوقع المزيد".