فشل المفوض الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط دنيس روس في اقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بقبول مبادرة واشنطن في إعادة الانتشار في الضفة الغربية، وتقرر ان يعقد روس ونتانياهو اجتماعاً لاحقاً ليل أمس، مما ارجأ اجتماعه المقرر مع الرئيس ياسر عرفات إلى اليوم، فيما طالب الفلسطينيون بتواصل بين المناطق الفلسطينية بحيث "لا يقطعها الاسرائيليون في أي وقت يريدونه". وبثت الاذاعة الإسرائيلية ان روس ونتانياهو اجتمعا في مكتب الأخير في القدسالمحتلة في حضور السفير الأميركي ادوارد ووكر والأمين العام للحكومة الإسرائيلية داني نافيه. وقالت إن روس طرح فكرة انسحاب إسرائيل من الضفة بنسبة 13 في المئة، الأمر الذي رد عليه نتانياهو بأن تكون النسبة أقل في مقابل أن تسلم إسرائيل الفلسطينيين "أراضي ذات نوعية أفضل تسهل تواصلاً اقليمياً بين رام الله وبيت لحم وبين نابلس وطولكرم". وأضافت الاذاعة ان نتانياهو طلب من روس اقناع الرئيس بيل كلينتون بعدم نشر المبادرة الأميركية إلى أن يتم تعديلها. من جهة أخرى، أعرب دافيد بار ايلان الناطق باسم نتانياهو عن ارتياحه لتصريح جيمس روبين الناطق باسم الخارجية الأميركية الذي أعلن فيه امكان خفض نسبة ال 13 في المئة في حال تسليم أراضٍ ذات نوعية أفضل للفلسطينيين. وقال إنه مرتاح لتفهم الجانب الأميركي للتصور الإسرائيلي. لكن الرئيس الفلسطيني رد على هذا التصور، في تصريح بعد محادثات مع وزير الخارجية الأردني جواد العناني في غزة، بأن السلطة الفلسطينية تريد ان يكون الانسحاب من الضفة "كمياً ونوعياً معاً". وقال المسؤول عن ملف القدس في السلطة الفلسطينية، السيد فيصل الحسيني، ان "نسبة الانسحاب" الاسرائيلي من أراضي الضفة "ليست الاهم وانما ان يؤدي نوع الانسحاب الى تواصل بين المناطق الفلسطينية بحيث تصبح منطقة متصلة لا يقطعها الاسرائيليون في اي وقت يريدون". وقال الحسيني في تصريحات ل "الحياة" ان المسائل الاساسية الرئيسية التي يطرحها الجانب الفلسطيني مع روس هي "التواصل، ووقف الاستيطان، والممر الآمن" بين قطاع غزة والضفة. وتحدث عن سياسة اسرائيل التي "تفصل القدس عن باقي المدن الفلسطينية وتفصل المدن في الضفة الغربية عن بعضها البعض". وقال ان الاسرائيليين "يحاولون ان يبقوا الفاصل بين المدن كي يغلقوها حينما يريدون. ولهذا السبب، وفي موضوع اعادة الانتشار نحن نصرّ على ان يكون هناك تواصل" بما يؤدي الى "رفع الحصار عن مدينة القدس". واولى الحسيني اهمية قصوى الى "الممر الآمن" الذي من شأنه ان يصل غزة بالضفة، بما يساعدنا على ايجاد سوق واحدة نستطيع من خلالها ان ننمي اقتصادنا". ووصف الحسيني ما يسمى ب "الحزام الامني" حول القدس عبر مستوطنات ضخمة بأنه "استفزاز امني". وقال ان الهدف من بناء "سور، على شكل قوس، يحاصر القدسالشرقية وتتصل قاعدته بالقدس الغربية، ومدّ ألسنة استيطانية من القدس الى القدس الغربية. وهذا بهدف تحويل القدسالشرقية الى جزر متناثرة يزرعون داخلها مستوطنات أو نقاطاً استيطانية بهدف التهام الارض الفلسطينية من الخارج ومن الداخل".