واشنطن - أ ف ب - أقر الكونغرس الأميركي أول من أمس الأربعاء، في فصل جديد من نزاعه مع الأممالمتحدة في شأن المتأخرات المتوجبة على واشنطن قانوناً رمزياً يدعو المنظمة الدولية الى أن تشكر الأميركيين لمساهماتهم في تحقيق أهدافها وقراراتها. وأكد هذا القانون الذي أقر بأكثرية 90 صوتاً في مقابل عشرة على ضرورة أن تعترف الأممالمتحدة "علنا بالدعم المالي والعسكري الذي وفرته الولاياتالمتحدة للسلام والاستقرار في العالم". كذلك دعا القانون الأمم الأمم المتحدة الى "توجيه تحية الى الأميركيين لدعمهم السخي" لتنفيذ قرارات الأممالمتحدة. وكان رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ جيسي هيلمز الذي يعتبر أحد أشد المنتقدين للأمم المتحدة قدم اقتراح القانون هذا. وقال هيلمز أن "السياسة الأمنية للولايات المتحدة لا تقررها الأممالمتحدة ولا مجلس الأمن ولا الأمين العام للمنظمة كوفي أنان". وكان أنان طالب واشنطن خلال زيارته قبل أسبوعين بدفع ما يتوجب عليها للأمم المتحدة من متأخرات تبلغ قيمتها 7،1 بليون دولار، وحذر من أن الولاياتالمتحدة قد تفقد حقها في التصويت اذا لم تسدد ما عليها. ولا يزال الكونغرس يعارض كل محاولات الرئيس بيل كلينتون لدفع قسم على الأقل من الديون بقيمة 800 مليون دولار. وأشار هيلمز الى أن الولاياتالمتحدة أنفقت ثلاثة بلايين دولار عام 1997 في عمليات لحفظ السلام في البوسنة والخليج. ولاحظ أن المنظمة الدولية لم تأخذ ذلك في الاعتبار ولم تسدد هذا المبلغ لواشنطن، موضحا أن القانون الجديد أبرز هذا الواقع. لكن الأممالمتحدة رفضت هذا المنطق وشددت على أنها لا تتحمل سوى نفقات عمليات حفظ السلام التي تسمح بها هي "لا تلك التي يقررها بلد ما من جانب واحد لتحقيق مصالحه الخاصة أو لإضفاء الاستقرار على وضع اقليمي أو شامل". وعدد المركز الاعلامي في الأممالمتحدة في واشنطن في بيان عمليات حفظ السلام التي تتولاها نيجيريا في غرب افريقيا وروسيا في آسيا الوسطى والولاياتالمتحدة في مناطق عدة من العالم. وأضاف البيان "اذا كان كل بلد حرا في أن يقرر، من جانب واحد، إرسال فواتيره الى الأممالمتحدة لمهام كهذه، فستضطر المنظمة سريعا الى الهرب خفية".