وجهت الخارجية المصرية انتقادات حادة لمحاولات استبعاد القاهرة والدور العربي من عملية تحقيق المصالحة في الصومال. وأكد مسؤول في الوزارة أن "أحداً لا يستطيع أن يسلخ الصومال عن انتمائه العربي والاسلامي والافريقي". وقال مساعد وزير الخارجية للشؤون الافريقية الدكتور محمد شعبان إن "مصر ترفض أي مساع تهدف الى التعاطي مع الصومال وتقسيمه على أسس قبلية"، ووصف هذه المساعي بأنها "محاولة بلقنة"، داعياً الاممالمتحدة ومجلس الأمن الى المشاركة في جهود تحقيق المصالحة عبر ممثل للأمين العام للأمم المتحدة في مؤتمر بيداوه الذي يعقد في 31 الشهر الجاري. وكانت اجتماعات المجلس الوزاري لدول "الهيئة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف" ايغاد التي عقدت في جيبوتي أخيراً انتقدت "كثرة المبادرات المطروحة التي تعقّد الوضع" في الصومال، لكن هذه الانتقادات التي طاولت مصر استبعدت من البيان الختامي لقمة "ايغاد". الى ذلك توقع السفير عبدالله حسن مندوب الصومال الدائم لدى الجامعة العربية عدم انعقاد مؤتمر بيدواه للمصالحة الوطنية المقرر يوم 31 آذار مارس الجاري، وعزا ذلك الى "عدم توفير الدعم المالي المطلوب الذي يبلغ 4 ملايين دولار". لكن حسن رفض، في تصريح على هامش اعمال مجلس الجامعة، تحميل أي طرف خارجي مسؤولية عرقلة انعقاد المؤتمر أو فشل الجهود المبذولة لتحقيق السلام الوطني والوفاق في الصومال. وقال ان "القادة الصوماليون وحدهم يتحملون مسؤولية هذا الفشل". في مقديشو أ ف ب، أفاد شهود ان أربعة أشخاص قتلوا وأن سبعة جرحوا في مواجهات بين مسلحين أثناء توزيع مواد غذائية في جنوبالمدينة أمس. وبين الضحايا شخصان كانا يحاولان سرقة مواد غذائية قدمتها السعودية لمساعدة ضحايا الفيضانات التي اجتاحت الصومال نهاية العام الماضي. وقتل مدني وأحد الحراس الذين كانوا يرافقون الشاحنات المحملة أغذية أثناء تبادل للنار. إلى ذلك أ ف ب، اجتمع ثلاثة من الزعماء الصوماليين الثلثاء في مقديشو في محاولة جديدة لاستئناف عملية السلام في الصومال، وطلبوا مجدداً دعماً مالياً من الجامعة العربية لعقد مؤتمر المصالحة. والتقى حسين محمد عيديد وعلي مهدي محمد وعثمان حسن علي عاتو في فندق في جنوب مقديشو الذي يشرف عليه عيديد، وشكّلوا لجاناً للتحضير للمؤتمر المقرر في 31 آذار مارس في بيداوه شمال غرب. ووعد الزعماء الثلاثة بإعادة فتح مرفأ مقديشو ومطارها لكنهم لم يحددوا موعداً، موضحين انهم سيصدرون بياناً مشتركاً في شأن هذا الموضوع بعد غد.