أكد علي إبراهيم النعيمي ، وزير البترول والثروة المعدنية السعودي ، انه سيتم استكمال تنفيذ مشروع حقل الشيبة شرق صحراء الربع الخالي منتصف السنة الجارية "حسب برنامج العمل المقرر له" بعد انجاز 85 في المئة من المشروع، وان الانتاج سيبدأ بطاقة 500 ألف برميل يومياً عبر خط أنابيب طوله 638 كيلومتراً الى ابقيق شرق السعودية للمعالجة. وقال في بيان أصدرته الوزارة أمس في الرياض، ان حقل الشيبة "يعتبر أحد أكبر المشاريع النفطية طموحاً في العالم وأحدث منطقة بترولية لدى ارامكو السعودية يتم تطويرها". وكشف البيان ان "ارامكو" دعت 36 مقاولاً من أفضل المقاولين لتنفيذ المشروع الذي يشمل ثلاثة معامل لفرز الزيت من الغاز، وخط أنابيب وطرق ومرافق البنية الأساسية اللازمة للأعمال الإدارية والصناعية والسكنية. وتأتي التأكيدات السعودية بعد ثلاثة أيام من اعلان التوصل الى "اتفاق الرياض" الذي بادرت السعودية الى تبنيه مع فنزويلا والمكسيك لخفض انتاج النفط بعد تدهور الأسعار الى مستوى لم تصل إليه منذ ثلاثة أعوام. والتزمت السعودية بخفض انتاجها بمقدار 300 ألف برميل يومياً ابتداء من أول نيسان ابريل المقبل، في اطار مساعي الدول المنتجة للنفط لخفض الانتاج بما يراوح بين 1.6 ومليوني برميل يومياً. ومعلوم أنه تم تصنيع نحو 60 في المئة من خط أنابيب مشروع حقل الشيبة، البالغ طول قطره 2.2 متر، في السعودية، فيما تمت أعمال تغليف كل أجزاء الأنبوب في الداخل. ويشار الى أن مشروع الشيبة هو مشروع التنقيب والانتاج الرئيسي بالنسبة ل "ارامكو". ويتم تطويره للحفاظ على طاقة انتاج 10 ملايين برميل يومياً في السعودية، وكي تحتفظ الشركة بمكانتها كأكبر منتج ومصدر للنفط في العالم خلال العقد القادم. وينتظر أن يعزز الحقل الذي يتوقع ان تنفق "ارامكو" عليه 1.7 بليون دولار، ايرادات السعودية، نظراً للنوعية الخفيفة العالية الجودة للخام الذي عثر عليه في مكامن الشيبة. ويشار الى أن فرع شركة "بكتل" الأميركية للهندسة في لندن، فاز بجزء رئيسي من أعمال الحفر والتنقيب والانتاج في الشيبة ومنها اقامة مصانع لفصل الغاز عن النفط ومنشآت للمعالجة. وتقيم شركة "كونسوليديتد كونتراكتورز انترناشونال" مقرها أثينا منشآت بنية أساسية لتطوير الحقل، فيما تعكف شركة "تكنيب" الفرنسية على توسيع منشآت في وحدة معالجة في أبقيق لمعالجة النفط الخام من الحقل. ومنحت "ارامكو" شركة "تكنيت" الارجنتينية عقداً لمد خط أنابيب طوله 635 كيلومتراً من الشيبة الى أبقيق ثم الى منشآت التصدير على ساحل الخليج العربي. ويقدر الاحتياط في حقل الشيبة بنحو 7 بلايين برميل ويعتبر أكبر حقل يتم تطويره في العالم خلال العقدين القادمين.