أكد رئيس مجلس جنوب السودان زعيم الفصائل الجنوبية التي وقعت اتفاق سلام مع الحكومة السودانية الدكتور رياك مشار ان مشاركة أحزاب المعارضة الشمالية في محادثات السلام التي ترعاها الهيئة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف إيغاد من شأنها أن تجعل هذه المفاوضات "قادرة على حسم قضايا السودان كافة من منبر واحد وفي وقت واحد". وقال مشار ل "الحياة" في الخرطوم أمس ان برنامج الحكومة السودانية للسلام "أضحى واضحاً وحسم مطالب أهل الجنوب كافة عبر اتفاق الخرطوم للسلام، كما استجاب لأطروحات المعارضة الشمالية الداعية الى إقرار حرية التنظيم والتعبير من خلال قرارات الدورة الثانية للمؤتمر الوطني". ودعا مشار الأطراف المعنية الى الترحيب بالمعارضة الشمالية في المفاوضات المقبلة على اعتبار أن "جلوس الشماليين والجنوبيين الى طاولة المحادثات "من شأنه أن يعمق مشاعر الوحدة ويزيع مخاوف الانفصال"، مشيراً الى أن السلطات السودانية "ستكون مستعدة لاجراء أي حوار عقب اعلان مجلس تنسيق الولاياتالجنوبية في الاسبوع المقبل". ورحب مساعد الرئيس السوداني في رد على سؤال بالدعوة الى انضمام السعودية ومصر الى دول "ايغاد" لرعاية المفاوضات. وقال ان الدولتين "ترتبطان بعلاقات أزلية مع السودان وتتفهمان طبيعة المشكلة اضافة الى أنهما تحملان صفة مشتركة مع دول "ايغاد" لجهة أنهما من الدول المجاورة للسودان. وفي شأن اعتبار "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بقيادة العقيد جون قرنق ان مشاركة "جبهة الانقاذ الديموقراطية المتحدة" التي يقودها في الوفد الحكومي للمفاوضات تمثل استفزازاً لأنصار قرنق قال مشار ان "جبهة الانقاذ أول الداعين الى اعتماد المفاوضات طريقاً للحل وهي أضحت جزءاً من السلطة ومن حقها أن تفاوض وتمارس واجباتها السياسية". وأضاف ان الجبهة "ستشارك حتى في مفاوضات الوفاق مع المعارضة الشمالية، باعتبار جزءاً أصيلاً في السلطة لها دور في معالجة هموم السودان على مستوى الولايات وعلى المستوى القومي". وتحدث مشار عن مستقبل "جبهة الانقاذ" بعد إقرار التعددية السياسية في الأول من تموز يوليو المقبل، فأوضح ان "قيادات الجبهة لم تقرر بعد التحول الى حزب أو الدخول كمنبر في المؤتمر الوطني"، لكنه رجح ان يتم اختيار البديل الثاني. وختم مُشار حديثة بتأكيد مسؤولية مجلس الجنوب في تقديم المرشحين لشغل المناصب المخصصة لابناء الولاياتالجنوبية في تعديل وزاري متوقع، مشيراً الى أن الترشيحات "سُلمت بالفعل الى الرئيس عمر البشير مع ترشيحات المجلس للمناصب في الولاياتالجنوبية".