اختلطت المشاهد الايمائية التي قدمتها الفنانة عايدة صبرا، بالشهادات التي قدمتها نساء عربيات تعرضن لاضطهادات عائلية، وجئن للمشاركة في جلسة الاستماع التي نظمتها محكمة النساء العربيات في فندق كارلتون في بيروت أمس. فعايدة صبرا التي افتتحت الجلسات بعروضٍ ايمائية راقصة، بعد كلمات لمنظمي الجلسة ولوزير العدل اللبناني بهيج طبارة، قدمتها في رقصتها جسداً متكسراً تحركه توترات عنفٍ عاشه، وتمكنت عبر إيماءاتها الحادة ونبضات جسمها، من نقل المشاركين في جلسة المحكمة من رتابة الافتتاح والكلمات التي لا بد منها في مناسبة كهذة، الى قلب الموضوع الذي حضروا من اجله. وانجذب المشاركون الى يد الراقصة التي كانت تنسحب لتواكب مكامن عدة في جسدٍ غاضب لا يمكن ان تدرك من اين يستأنف رقصة الموت التي ارادتها صبرا تحية للنساء المعنّفات. وبعد الرقصة الايمائية، انعقدت جلسة المحكمة التي ترأستها رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية ليندا مطر، وعرضت فيها شهادات لنساء تعرضن لأنواعٍ عدة من العنف. بعض الشهادات افاد بها اصحابها الذين حضروا من دول عربية وبعضها الآخر سجل على أشرطة فيديو وعرض. فسمية المولودة في العام 1976 في تونس حضرت الى بيروت من باريس لعرض مشكلتها. وهي أنها من أبناء الجيل الثاني من المهاجرين التونسيين الى فرنسا، أحبت شاباً فرنسياً رفض اهلها تزويجها إياه، ولما شعر والدها بإصرارها على هذا الزواج، عرض عليها قضاء عطلة في تونس، وهناك اخذ منها جواز سفرها وبطاقة اقامتها في فرنسا، وأبقاها في عهدة جدتها وعاد الى فرنسا. اما الشهادة الثانية، فكانت للأردنية رانية التي لم تكن بين المشاركات، وإنما سجلت شهادتها على شريط فيديو اعدته محامية أردنية. وسبب غياب رانية ان ما تعرضت له أدى الى موتها. فهي غادرت منزلها ب سبب اصرار أهلها على تزويجها من ابن عمها، وبعد شهرٍ من الغياب راسلت خلاله برنامجاً تلفزيونياً يعالج المشكلات العائلية توصلت الى تسوية مع اهلها شاركت فيها معدة البرنامج التلفزيوني، وسلمت رانية الى الشرطة. لكن محامية من الناشطات في المحكمة حضرت جلسة المحاكمة التي سلم فيها القاضي رانية الى اهلها، قالت ان ملامح الغضب والثأر كانت واضحة على وجه الوالد حين تسلم ابنته، ولاحظت الابنة ذلك على والدها وحاولت الاستغاثة وطلبت من القاضي عدم تسليمها. لكنه رفض. وبعد أقل من اسبوع غادر الوالد الى عمله في العراق، قتل شقيق رانية البالغ من العمر ستة عشر عاماً شقيقته، وجاء الوالد من العراق وتخلى عن حق الادعاء الشخصي على ابنه الذي استفاد ايضاً من تخفيف الحكم بسبب حداثة عمره، وارتباط الجناية بالشرف. وعرضت ايضاً شهادات اخرى من الجزائروالعراق ولبنان وسورية واليمن تناولت مختلف أنواع العنف ضد المرأة، والمتعلقة باختيار الشريك، وسن الزواج وحريته، وليلة الدخلة والمهر، وتعامل الاجهزة القضائية مع مواضيع من هذا النوع، واقامت المحكمة العربية لمناهضة العنف ضد المرأة لمناسبة انعقاد جلستها في بيروت أمس، امسية موسيقية أحياها الفنان شربل روحانا تحت عنوان "سلامات".