وجّه أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ، خلال افتتاحه مؤتمر وزراء خارجية الدول الاسلامية، انتقادات شديدة للسياسة الاسرائيلية. ودعا المجتمع الدولي وراعيي السلام الى "ممارسة الضغط الفاعل على الحكومة الاسرائيلية لتحقق عملية السلام الأهداف المرجوة منها". وحذر من ان "تعثر هذه العملية يشكل تهديداً للأمن والاستقرار في المنطقة ويعرض الأمن والسلام الدوليين للخطر". وشدد الشيخ حمد على "السلام العادل" على كل المسارات بما فيها المساران السوري واللبناني. وندد بالارهاب، داعياً الى "تطوير مدونة السلوك لمكافحة الارهاب الدولي والوصول الى صياغة اتفاق دولي بين الدول الاسلامية لمكافحة الارهاب". لكنه ميّز بين "الارهاب" و"كفاح الشعوب". ويشارك في المؤتمر ممثلون من 55 دولة ابرزهم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي قال في كلمة أمام المؤتمر ان عملية السلام "تكاد تلفظ انفاسها الأخيرة". وندد بالسياسات الاسرائيلية "المتعنتة"، معتبراً ان الجمود "أصبح عنوان كل شيء وأن كل شيء في تراجع". واعتبر ان ما تقوم به اسرائيل حالياً لعقد اجتماعات بعض اللجان هو "محاولات هشة" تهدف الى "تعطيل المبادرات الدولية الهادفة لحملها على تنفيذ الاتفاقات المبرمة معها". ونبه عرفات الى ان "سلام الشجعان الذي وقعناه يواجه اليوم أخطاراً ومعوقات"، مؤكداً ان "لا سلام ولا أمن بدون عودة القدس الشريف". ومن جهته وصف الرئيس الايراني رئيس الدورة الحالية لمنظمة المؤتمر الاسلامي السيد محمد خاتمي، في كلمة القاها نيابة عنه وزير الخارجية كمال خرازي "النظام الصهيوني" بأنه "مصدر تهديد أكبر ومصدر الاختلال في الشرق الأوسط"، كما ندد بوجود القوات الأجنبية في منطقة الخليج، محذراً من ان تصبح المنطقة "مختبراً لأسلحة الدمار الشامل". كما أكد اهمية "حل النزاعات بالطرق السلمية ومكافحة الارهاب ومساعدة الشعوب التي تعاني من الاحتلال". وكان موضوع تعثر عملية السلام قاسماً مشتركاً بين المتحدثين في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، إذ اعرب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان عن "القلق الشديد" من تدهور العلاقات الفلسطينية - الاسرائيلية، وذلك في كلمة القاها نيابة عنه الأخضر الابراهيمي. ووصف وزير الخارجية السوري فاروق الشرع اسرائيل بأنها لا تزال "تناور مع اطراف عملية السلام وتخادعهم". وأكد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي الدكتور عزالدين العراقي أهمية "ان تمتثل اسرائيل لقرارات الشرعية الدولية، وأن تستأنف مفاوضات السلام من حيث انتهت على المسارين السوري واللبناني. ولفت الى ان قادة بعض الدول الاسلامية "رصدوا مبالغ استثنائية" لدعم منظمة المؤتمر الاسلامي تعاني من أزمة مالية حادة. وبدأ وزراء الخارجية اجتماعات مغلقة برئاسة وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني لمناقشة عدد من القضايا المدرجة على جدول الأعمال الذي يضم نحو 60 بنداً 60 مشروع قرار من بينها موضوع السلام في الشرق الأوسط، وقضية القدس، والحصار المفروض على ليبيا والعراق والسودان، والأزمة المالية الحادة التي تعاني منها منظمة المؤتمر الاسلامي ومشروع مقترح لاصلاح هيكل الأمانة العامة. وفيما عقد الوزراء جلسات مغلقة انهمك مسؤولو 4 لجان شكلها الوزراء وهي السياسية والاقتصادية والثقافية والمالية والادارية في مناقشة عدد من القضايا المهمة في جلسات مغلقة ايضاً لصياغة القرارات بشأنها. وكان لافتاً في الاجتماع الوزاري مشاركة المرأة في بعض الوفود، إذ شاركت ثلاث نساء، احداهن فاطمة رفسنجاني، في الوفد الايراني. وعقدت اللجنة السباعية العربية الخاصة بقضية لوكربي اجتماعاً امس في الدوحة في حضور كل الاعضاء ومشاركة قطر والبحرين. وكشف السيد عمر المنتصر أمين اللجنة الشعبية للاتصالات وزير الخارجية ل "الحياة" ان الاجتماع توصل "لخطوات ستطرح في الاجتماع المقبل لمجلس الأمن" في 20 آذار مارس الجاري. وأوضح ان هذه الخطوات تركز على "رفع العقوبات عن ليبيا وطرح وجهات النظر العربية" في مجلس الأمن. وأكد "اننا راضون" عن نتائج اجتماع اللجنة السباعية في قطر. وعما اذا كان يتوقع ان تتغير السياسة الاميركية تجاه ليبيا قال انه "مهما شطت اميركا فإن مصيرها الرجوع للواقع". من جهته أكد الأمين العام للجامعة العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد انه ستوضع خطة عربية لاجتماع مجلس الأمن المقبل" حول قضية لوكربي. وقال: "لقد كسبنا في محكمة العدل الدولية الجولة الأولى ولا بد من كسب جولات اخرى". ووصف وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في تصريح خاص ل "الحياة" الاجتماع الوزاري الاسلامي في الدوحة بأنه مهم، مؤكداً ان اهم المواضيع التي يبحثها يكمن في "تطوير الامكانات التي ستوفر لمنظمة المؤتمر الاسلامي القيام بدورها"، مشيراً الى "ان الامانة للمنظمة قاست في الفترة السابقة من عدم تمكينها من القيام بواجبها لأن الحصص لم تدفع بالكامل". وشدد على اهمية دعم المنظمة و"أملنا بأن تكون هناك قرارات حاسمة لدعم ميزانية الامانة العامة لمنظمة المؤتمر الاسلامي وتطويرها ايضاً". وفي شأن ما يتردد عن الدعوة لقمة عربية يشارك فيها العراق قال: "ان هذا الموضوع يعالجه رئيس القمة العربية الرئيس المصري حسني مبارك الذي أوكلت اليه متابعة هذا الموضوع". وأضاف انه "اذا توفرت القناعة بأن القمة ستكون في الصالح العربي فان الرئيس مبارك سيدعو لعقد القمة". وأكد الأمير سعود: "لم اسمع ان هناك اتصالات الآن لعقد قمة" عربية. وفي شأن العلاقات القطرية - المصرية بعد المصالحة في السعودية قال: "نأمل ان تكون العلاقات من حسن الى أحسن". وأكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي السيد جميل الحجيلان ل "الحياة" ان "الجديد في العلاقة الخليجية الايرانية يكمن في تطور العلاقات السعودية الايرانية". وأعرب عن أمله بأن تحل مشكلة الجزر بين الامارات وايران "لكي تأخذ العلاقات بين دول مجلس التعاون وايران مسارها الذي نتمناه". وأوضح ان وزراء خارجية دول مجلس التعاون لن يعقدوا اجتماعاً في الدوحة على هامش الاجتماع الوزاري الاسلامي. اما بالنسبة الى اجتماع وزراء خارجية دول اعلان دمشق المقرر عقده في الدوحة، فأكد انه سيعقد لكنه لم يحدد موعداً. والتقى مساء امس وزير الخارجية السوري والقطري، في اجتماع هو الأول منذ الخلاف بين البلدين حول المؤتمر الاقتصادي. وقالت مصادر انهما بحثا في العلاقات الثنائية. الى ذلك علمت "الحياة" ان رئيس الوفد اليمني غالب علي جميل، وكيل وزارة الخارجية، قال في كلمته في الجلسة المغلقة ان جزيرة حنيش الكبرى "ستعود الى السيادة اليمنية سلماً بعد 90 يوماً"، في اشارة الى قرار التحكيم المرتقب.