عيّن العاهل المغربي الملك الحسن الثاني ظهر أمس أعضاء حكومة رئيس الوزراء السيد عبدالرحمن اليوسفي الذي يعتبر أول معارض يتولى هذه المسؤولية منذ ما يزيد على ثلاثين عاماً. لائحة أعضاء الحكومة ص 6 ووصف العاهل المغربي تنصيب الحكومه بأنه يوم تاريخي لتكريس خطة التناوب "التي طالما بحثنا عنها وأخرجناها إلى حيّز الوجود". ودعا الطاقم الحكومي الجديد إلى الحرص على الانسجام والتضامن "لأنكم على رغم مشاربكم السياسية تعملون لبلد واحد ولشعب واحد موحد ولمصير كيفما كان مآله". ودعا رئيس الوزراء، الذي أشاد بحنكته في إدارة المشاورات السياسية التي قادت إلى تشكيل الحكومة الجديدة، إلى إعداد البرنامج الحكومي لعرضه على مجلس النواب في دورته الشهر المقبل. وحضه على النظر في القانون التنظيمي للموازنة المالية، ووضع القانون الجديد للمجلس الدستوري. وضمت الحكومة 40 وزيراً وكاتب دولة، احتفظ ضمنها وزراء تكنوقراط بمناصبهم، وهم السادة عبداللطيف الفيلالي في الخارجية، وأدريس البصري في الداخلية، وعمر عزيمان في العدل، وعبدالكبير العلوي المدغري في الشؤون الإسلامية، إضافة إلى عبدالرحمن السباعي المكلف إدارة الدفاع الوطني، وعبدالصادق ربيع الأمين العام للحكومة. وحاز الاتحاد الاشتراكي على 13 وزارة، تشمل أهم القطاعات الاقتصادية والمالية والتجارية والاجتماعية، في مقدمها فتح الله ولعلو في المال، ومحمد اليازغي في الإسكان والتعمير والبيئة، وحسن الصبار في السياحة وخالد عليوة في التنمية الاجتماعية والتضامن الذي اسندت إليه كذلك مهمة الناطق الرسمي باسم الحكومة، ومحمد الأشعري في الثقافة، وأحمد الحليمي وزيراً منتدباً مكلفاً الشؤون العامة لدى رئيس الوزراء، والعربي بوعجول في البريد، إضافة إلى امرأتين هما نزهة الشقروني في التنمية الاجتماعية والتضامن، وعائشة بلعربي كاتبة الدولة مكلفة الشؤون الخارجية، وآخرين برتب كتاب دولة. واحتل حزب الاستقلال الحقائب الآتية: الاعلام تولاها محمد العربي المساري، والصحة لعبدالواحد الفاسي، والقطاع العام والتخصيص لرشيد الفيلالي، والطاقة والمعادن ليوسف الطاهري، والتجهيز لبوعمر تغوان، والتخطيط لبعدالحميد عواد. ونال التجمع الوطني للأحرار ستة مقاعد تولاها العلمي التازي في الصناعة والتجارة، ومصطفى المنصوري في النقل، ومحمد اوجار في حقوق الإنسان، ونجيب الزروالي في التعليم الجامعي، وعبدالسلام زنيند برتبة وزير منتدب في الشؤون الخارجية مكلف الشؤون المغاربية والعالم العربي والإسلامي. وتوزعت بقية الحقائب بين وزراء من التقدم والاشتراكية والحركة الوطنية الشعبية وجبهة القوى الديموقراطية، والحزب الاشتراكي الديموقراطي. وكان الملك الحسن الثاني أقام حفلة شاي على شرف أعضاء الحكومة السابقة مساء الجمعة، وشكرهم على نجاعة الاداء الحكومي. وقال: "إن أمثالكم ما زال للمغرب موعد يضربه لهم في تاريخه". وأشاد برئيس الوزراء السابق الدكتور عبداللطيف الفيلالي الذي قال إنه يتحمل منذ سنوات عبء المنصب. والحق أنه في الحكومات التي تعاقبت تحلى بروح التحمل والصبر والثبات، ونحن نعتمد عليه في الحكومة المقبلة، لأنه سيواصل تولي وزارة الخارجية". وكتبت صحيفة "الاتحاد الاشتراكي" التي يصدرها الحزب الحاكم أمس ان تنصيب الحكومة "يضع المغرب على ايقاع سياسي جديد عنوانه التناوب في المسؤولية الحكومية والمنافسة في إطار الشفافية والنزاهة لخدمة الصالح العام". ورأت أن التغيير الذي يريده ملك البلاد والشعب المغربي يكمن في التعاطي وملفات الاصلاح الشامل لتأهيل المغرب لمواجهة تحديات القرن.