أكد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أمس تمسكه بعملية السلام على رغم التوتر بين الفلسطينيين والاسرائيليين إثر حادث ترقوميا، حيث قتل ثلاثة عمال فلسطينيين على أيدي جنود الاحتلال الثلثاء الماضي. واستنكرت السلطة الفلسطينية افراج السلطات الاسرائيلية عن الجنود الذين قتلوا العمال الثلاثة. وقال عرفات انه لم يتسلم نتائج التحقيق في الحادث كما وعد الاسرائيليون. لكن قائد المنطقة الوسطى الجنرال عوزي دايان اكد لاحقاً تشكيل لجنة تحقيق، وأنه سلم اسماء اعضائها الى الزعيم الفلسطيني. وعبرت الولاياتالمتحدة عن قلقها ازاء الحادث. ودانت تركيا قتل العمال. وعبر وزير الدفاع الاسرائيلي اسحق موردخاي عن "أسفه" في اتصال هاتفي مع عرفات. وقال الرئيس الفلسطيني ان ثمة اتصالات مع الجانب الاسرائيلي "لاحتواء المضاعفات التي نشأت عن ارتكاب الجنود الاسرائيليين الجريمة النكراء". لكنه اشار الى ان السلطة لم تتلق بعد "أي نتائج عن التحقيق الذي تجريه اسرائيل في ملابسات هذه المجزرة، كما وعدت بذلك في اتصالاتها مع السلطة". وعبر عن أمله بألا تتأثر عملية السلام بما حدث في الخليل. لكنه حذر من ان استمرار رفض الجانب الاسرائيلي تنفيذ الاتفاقات التي وقعت برعاية دولية يهدد بانفجار شامل في المنطقة. وأكد في الوقت نفسه استمرار تمسك الفلسطينيين بعملية السلام على رغم كل ما حدث. وكان عرفات يتحدث في مؤتمر صحافي عقده إثر استقباله رئيس الوزراء الالباني ناتونس نانو، في مقر اقامته في غزة أمس. وعبر عن أمله بالتوصل الى حل مشكلة كوسوفو في أسرع وقت. وعبر الضيف الالباني عن دعم البانيا السلطة الفلسطينية وعملية السلام. وتلقى الرئيس عرفات أمس اتصالاً هاتفياً من الملك حسين قبيل مغادرته عمان الى واشنطن للقاء الرئيس بيل كلينتون. وحض مستشار الرئيس الفلسطيني نبيل ابو ردينة الادارة الأميركية على تنسيق تحركها مع الدول الأوروبية سريعاً حتى يمكن انقاذ الوضع من التدهور. وعبر عن خيبة أمل السلطة بالتباطؤ الذي تظهره الادارة التي كانت وعدت بتقديم افكار جديدة لتحريك عملية السلام. واعتبر ان من شأن هذا لابطاء ان يزيد صعوبة الوضع القائم، ويضاعف التأثيرات السلبية للتعثر الذي تشهده عملية السلام. وحمّل الحكومة الاسرائيلية مسؤولية التوتر الذي تشهده الأراضي الفلسطينية إثر قتل العمال الفلسطينيين الثلاثة. وفي هذا الاطار اتصل وزير الدفاع الاسرائيلي موردخاي هاتفياً بأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير محمود عباس ابو مازن ووعده باطلاع الجانب الفلسطيني على نتائج التحقيق كاملة، لدى الانتهاء منها. واشنطن وفي واشنطن، اعربت ادارة الرئيس بيل كلينتون عن "قلقها الشديد لاستعمال اسرائيل القوة القاتلة" التي أدت الى مقتل ثلاثة فلسطينيين في الضفة الغربية والى ازدياد حدة التوتر وأعمال العنف هناك. وقال مسؤول في وزارة الخارجية ان الادارة تأسف لوقوع الحادث المأسوي وتحض الحكومة الاسرائيلية على اجراء تحقيق كامل ووضع اجراءات تحول في المستقبل دون وقوع حوادث مماثلة. وكرر دعوة الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الى اتخاذ القرارات الصعبة لدفع عملية السلام الى الأمام. عريقات الى الصين الى ذلك، يتوجه كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات الى الصين غداً، في زيارة ليوم واحد حاملاً رسالة عاجلة من الرئيس الفلسطيني الى القيادة الصينية. وقال عريقات، ان زيارته لبكين تأتي في اطار تحرك ديبلوماسي واسع تقوم به القيادة الفلسطينية لحشد الجهد الديبلوماسي الدولي، من اجل اخراج عملية السلام من المأزق الحالي. المبادرة الأوروبية وفي هذا الاطار كشف وزير التخطيط الدكتور نبيل شعث لپ"الحياة" النقاط الرئيسية لبنود المبادرة الأوروبية المقترحة التي تتضمن: 1 - اقتراح انسحاب اسرائيلي بنسبة تراوح من 15 في المئة الى 20 في المئة من المنطقة "ج" الى "أ"، في المرحلة الأولى يوازيها تحويل مماثل، من المنطقة "ب" الى "أ". 2 - تأكيد الالتزام الواضح بالمرحلة الثالثة من الانسحاب، كما نصت عليه الاتفاقات الموقعة. 3 - وقف اسرائيل الاجراءات احادية الجانب، خصوصاً الاستيطان. 4 - تنفيذ استحقاقات المرحلة الانتقالية، وتشمل المطار والممر الآمن، وإطلاق الاسرى. 5 - تنفيذ الاتفاق الامني الثلاثي الذي تم التوصل اليه.