تصاعدت حدة التوتر في الاراضي الفلسطينية امس غداة مقتل ثلاثة عمال برصاص جنود اسرائيليين عند حاجز تفتيش قرب قرية ترقوميا في الضفة الغربية. وشهدت مناطق الخليل ورام الله وبيت لحم مواجهات عنيفة مع جنود إسرائيليين أسفرت عن اصابة 59 فلسطينياً، اثنان منهم في حال خطرة. راجع ص 4 في غضون ذلك، اعترف الجيش الاسرائيلي بأن اطلاق النار على العمال الفلسطينيين كان "غلطة" وبأن الفلسطينيين الثلاثة الذين قتلوا لم يخططوا لشن "هجوم ارهابي". وحاولت اسرائيل التخفيف من حدة التوتر، خصوصاً في ظل اجواء الترقب والخوف من استمرار المواجهات والتظاهرات في ضوء تقارير متلاحقة ل "جهاز الاستخبارات الداخلية الاسرائيلية" شاباك انذرت بانفجار يمكن أن يشعله جندي اسرائيلي يقوم بعمل متسرع على حاجز عسكري. وفي هذا الاطار، اتصل كل من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس عيزر وايزمان بالرئيس الفلسطيني لتقديم التعازي. كذلك اعرب كل من وزير الدفاع اسحق موردخاي ورئيس الكنيست دان تيخون عن الأسف لسقوط ضحايا ابرياء. ودانت السلطة الوطنية الفلسطينية حادث ترقوميا الذي وصفه الرئيس ياسر عرفات ب "الجريمة الكبرى". واعتبرت السلطة ان الحادث ارتكب بدم بارد، وحملت الحكومة الاسرائيلية ورئيس الوزراء الاسرائيلي شخصياً المسؤولية كاملة عن وقوع هذه "الجريمة". وطالبت باجراء تحقيق دولي في ملابساتها، مشددة على حاجة الشعب الفلسطيني ل "الأمن" و"الحماية الدولية". كذلك دانت الفصائل الفلسطينية الحادث، ودعت كل من حركة "فتح" و"حركة المقاومة الاسلامية" حماس و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" و"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" الى تصعيد المواجهات مع الجنود الاسرائيليين والمستوطنين في الضفة والقطاع. وقالت "فتح" في بيان وزعته امس في منطقة الخليل: "ندعو ابناء شعبنا ... الى الاشتباك مع عصابات المستوطنين وقوات الاحتلال في كل مكان وبالوسائل كافة". وعن تفاصيل الحادث، نقل بيان ل "حماس" عن شهود عيان فلسطينيين ان الجنود الاسرائيليين اطلقوا النار في اتجاه السيارة من دون مبرر، موضحين ان اربعة جنود على الاقل اطلقوا النار على الركاب لمدة دقيقتين. واضاف هؤلاء ان السيارة لم تتحرك إلا بعدما أمرها أحد الجنود بذلك، نافين ما اعلنته الحكومة الاسرائيلية في البداية عن ان السائق حاول دهس أحد الجنود. وفي لندن، أعرب وزير الخارجية البريطاني روبن كوك عن أمله بأن تعلن الولاياتالمتحدة قريباً مبادرة جديدة من أجل انعاش عملية السلام المتعثرة في الشرق الاوسط. وشدد مجدداً على الدور الاوروبي العملي في المساعدة على تحريك العملية السلمية، معيدا الى الاذهان النقاط التي حددها منذ ايام للدورين الاوروبي والبريطاني في هذه العملية. وكان كوك يتحدث في لقاء حاشد امس مع عدد من الصحافيين العرب والبريطانيين والاجانب في مقر وزارة الخارجية البريطانية، وذلك قبل ايام من زيارته المرتقبة لكل من الاراضي الفلسطينية واسرائيل ولبنان وسورية والاردن ومصر. ورداً على سؤال عن اتهام رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاوروبيين بالجهل بشؤون المنطقة، قال كوك: "لا اعتقد انني جاهل، ولا احد يتهمني بالجهل بل اعتقد ان الاوروبيين بصلاتهم الوثيقة بالمنطقة، يعرفونها جيداً جداً". وأجاب رداً على سؤال ل "الحياة" عن القرار 425 وفرض اسرائيل شروطاً لتنفيذه: "انني أرحب بعرض نتانياهو الانسحاب من لبنان، واريد ان ابحث في كيفية تنفيذ هذا الانسحاب بشكل عملي. وانا اعرف الحاجة الملحة لأمن لبنان واستقراره، وخلال رحلتي سأركز على وجوب ربط دفع عملية السلام في لبنان وسورية سوياً وفي الوقت نفسه". وردا على سؤال آخر، عن رفض العراق حضور مؤتمر "النفط مقابل الغذاء" الذي تنوي بريطانيا عقده في حزيران يونيو المقبل، قال كوك ان "العراق لم يدع الى هذا المؤتمر".