اعتبر الرئىس اللبناني الياس الهراوي "ان اعتراف اسرائيل بقرار مجلس الأمن الرقم 425 القاضي بانسحابها من الجنوب في شكل رسمي للمرة الأولى بعد نحو 20 عاماً يشكل اشارة ايجابية"، لكنه قال "أود ان أرى تحركات ملموسة"، مطالباً اسرائيل "بأن تقوم بالفعل ولا تكتفي بالقول". وجاء كلام الهراوي امس في اثناء استقباله وفداً من اربعة نواب اميركيين من اصل عربي، تعليقاً على تصريحات وزير الدفاع الاسرائيلي اسحق موردخاي بالاستعداد لتطبيق القرار الرقم 425. وكان مرجع رسمي ابلغ "الحياة" رداً على سؤال عن تلقي السلطات اللبنانية اشارات ديبلوماسية بهذا المعنى "ان لا جديد في هذا الشأن ومن الافضل مراقبة الوضع بعد هذه التصريحات الاسرائيلية التي تحمل عادة افخاخاً كثيرة". وأوضح مصدر وزاري واسع الاطلاع ل "الحياة" ان التقديرات تتجه الى اعتبار التصريحات الاسرائيلية عن القرار الرقم 425 "مناورة هدفها مزدوج: التغطية على التأزم داخل الحكومة الاسرائيلية بسبب الخلافات على مفاوضات السلام على المسار الفلسطيني من جهة، واستباق المحادثات السورية - الفرنسية، في سياق زيارة نائب الرئىس السوري عبدالحليم خدام ووزير الخارجية فاروق الشرع لباريس من جهة ثانية". وقال المصدر "ان المناورة الاسرائيلية تهدف على الارجح الى اغراق المحادثات السورية - الفرنسية التي تركز على العلاقة البعيدة المدى بين الدول العربية وفرنسا وعلى دور فرنسا في تحريك عملية السلام وبالتالي دور أوروبا في صياغة موقف دولي ضاغط على اسرائيل وتعنّتها على كل المسارات". اما رئىس المجلس النيابي نبيه بري فاعرب عن خشيته من "ان يكون هدف الحكومة الاسرائيلية من التوجه الجديد فصل المسار اللبناني عن المسار السوري"، مشدداً على تلازم المسارين. وقال وزير الخارجية فارس بويز "ان الكلام الاسرائيلي عن القرار الرقم 425 يربط تطبيقه بشروط، فيما يجب ان يكون الاعتراف بالقرار نفسه غير مشروط". وأضاف "ان الموقف الاسرائيلي لا يبدو انه نضج الى حد يدل الى ان اسرائيل تنوي ترجمة المناخ السائد فيها بأنها تدفع ثمناً غالياً لاستمرار احتلالها الجنوب وهو الثمن الذي يحتم انسحابها".