تتنافس الشركات الدولية العاملة في مجال الاتصالات على تعزيز حضورها في السوق السعودية أملاً منها في الفوز بحصة في العقود الضخمة التي ستشهدها المملكة العربية السعودية خلال السنوات الخمس المقبلة والتي يقدرها المسؤولون عن صناعة الاتصالات بنحو 20 بليون دولار على الأقل. وتشارك مجموعات عملاقة عدة من بريطانيا وفرنسا والمانيا والولايات المتحدة واليابان ودول جنوب اسيا في "معرض الاتصالات السعودي 98" السابع الذي يختتم فاعلياته غداً ويضم 250 شركة عارضة بينها 130 من السعودية وحدها. وتبدي البعثات الديبلوماسية الاجنبية اهتماماً بالمعرض الدولي والمحادثات الجانبية التي تجري مع العاملين في قطاع الاتصالات السعودي. وفي حين امتنع الاميركيون كعادتهم منذ أكثر من سبع سنوات عن دعم أي مشاركة أميركية في معرض تجاري سعودي في صورة رسمية مباشرة لوحظ ان السفارة الفرنسية انفردت بجناح مميز خاص داخل المعرض، الذي يقام في منطقة العليا شمال الرياض في بادرة تدل على حرص باريس على إثبات حضورها في هذا القطاع. وتتسابق كل من "سيمنس" الالمانية و"لوسنت تكنولوجيز" الاميركية و"الكاتل" الفرنسية و"أريكسون" السويدية على العقود الرئيسية التي يجري الحديث عنها في مشاريع التوسعة العملاقة التي ينتظر البدء في اقرارها في السنوات الخمس المقبلة، وذلك على أمل ان يؤدي إبرام هذه العقود الى الدخول في تحالفات مع المستثمرين المحليين الذين سيعملون على دخول سوق الاتصالات بعد تخصيصها والاشراف على بيع وتطوير الخدمات الى المستهلكين والشركات. وقالت مصادر اميركية وفرنسية والمانية رسمية تحدثت اليها "الحياة" ان مجموعة "الكاتل" الفرنسية تتمتع بموقع قوي قياساً الى منافساتها الاخريات وان "سيمنس" باتت مستبعدة من حلبة السباق. وأضافت ان "اريكسون" التي تراجع موقعها في أكثر من سوق عربية مرشحة للفوز بعقود، يعتقد انها ستكون صغيرة في السوق السعودية، وان "لوسنت" التي تنفذ مشروع التوسعة السادسة هي أبعد ما تكون عن احتمال الفوز بالعقود المقبلة. ويفسر هذا الأمر الى حد بعيد اهتمام الديبلوماسيين في البعثة التجارية الاميركية في العاصمة السعودية بالسعي الى ايجاد نوع من التفاهم مع المستثمرين المحليين لعدم استبعاد الشركات الاميركية من عقود الباطن التي قد تبرم في مشاريع التوسعة المقبلة بعدما شابت عملية تنفيذ عقود "لوسنت" السابقة بعض العراقيل الفنية التي قلصت الى حد بعيد حظوظها في الفوز بأي صفقات جديدة في سوق الاتصالات السعودية. وحاولت "الحياة" الحصول على تصريحات من مسؤولي "لوسنت" إلا أنهم تجنبوا اعطاء أي معلومات مشيرين الى قلة ما في حوزتهم من تفاصيل عن المشاريع التي ينفذونها حالياً. ويقول العاملون في صناعة الاتصالات السعودية ان عملية التخصيص التي أقرها مجلس الوزراء منتصف كانون الأول ديسمبر الماضي ستؤدي الى اعطاء دفعة أكبر لمساهمة القطاع الخاص المحلي في عملية تطوير شبكة الاتصالات السلكية واللاسلكية وزيادة حجم خدماتها ونوعياتها في آن. وقال نائب الرئيس للبحوث والتطوير في "شركة الالكترونيات المتقدمة" الدكتور خالد حسين البياري لپ"الحياة" ان السعودية وصلت الى مرحلة من التطور التقني يؤهلها سواء لتقديم الخبرة التكنولوجية أو استيعابها مشيداً بالقاعدة العلمية والفنية الوطنية في السعودية وقدرتها على التعامل مع أعقد التقنيات الحديثة. وتعتبر الشركة احد فروع برنامج التوازن الاقتصادي وهي تتخصص في تصنيع الانظمة الالكترونية من دفاعية ومدنية وفي اصلاحها وصيانتها علاوة على بناء الأنظمة وتنفيذها.