السيد رئيس التحرير تحية طيبة وبعد، كثيراً ما يأخذ السيد جهاد الخازن على بعض اصحاب الرسائل عدم الافصاح عن هويتهم وأرقام هواتفهم وعناوينهم ويستنكر توقيع هذه الرسائل بأسماء غير حقيقية قد تكون هذه الاسماء حقيقية رغم ما يبدو وهذا ليس لب الموضوع كما ان استاذنا يذهب احياناً ابعد من ذلك الى درجة وصف اصحاب هذه الرسائل تلميحاً وتصريحاً بفقدانهم الشجاعة و"اختفائهم وراء سطور رسالة من..." وغيرها. تمويه يراه الاستاذ ينتقص من قيمة محتوى رسالة "المجهول المتخفي" لمجرد إحجام هذا الاخير عن ذكر اسمه الكامل وقد يكون له الف عذر وسبب غير سبب الجين. بناءً على ما قد سبق وبعد التقدير والاحترام اسجل بتواضع القارئ في حضرة رئيس تحرير صحيفة "الحياة" هذه الملاحظات: 1 - لا أشك لحظة في قدرة السيد الخازن في اولوية محتوى الرسالة طرحاً ونقداً ومقترحات ان كانت فعلاً كذلك اكثر من قيمة توقيع صاحبها اكان "معرفة" ام "نكرة". 2 - كما لا اشك ان السيد الخازن - الذي يذكرنا بشجاعة انه يكتب ضمن المسموح به فلا يتجاوزه آخذاً بحكمة "طلب المستطاع" - فلا يخفى عنه ان جمهور عريض من مواطني الدول الرازحة تحت حكم يتقن بل يمتهن تكميم الافواه والجثم على الأنفاس، ان هذا الجمهور من المواطنين المشردين المهاجرين يكتبون في عصر تجديد تكنولوجي لمحاكم التفتيش والملاحقة من قبل زوار الليل الذين يترقبون كل صغيرة وكبيرة ويتخذون من سفارات بلدانهم في الخارج اوكاراً للتجسس وأحياناً كثيراً لتصفية كل "عاق ناشز الرأي". فالعديد ممن يكتب يجد نفسه في موضع رهينة بين الرغبة في قول كلمة عن وحول بلاده ولو خارجها وهذا لا يعني البتة ان كلمته مرادفة للخيانة او طعناً في بلاده كما تريد سلطات البلدان الديكتاتورية التي تحكمها العائلات العسكرية إيهام الرأي العام، كل ما في الامر ان الفرصة اكثر فسحة خارج البلاد، منعدمة داخله وبين حرصه على عدم إلقاء نفسه في احضان أيد غير آمنة. هذا مجمل القول ولا أظن ان السيد الخازن سينتقص من قدر رسالة شخص يكتب بناء على ما سلف. أرجو ان تكون هذه الرسالة ضمن اطار تبادل الرأي وضمن النقاش الموضوعي وأخلاقيات الاحترام المتبادل وأساساً ضمن المقبول بتداوله، اما ان كان الموقع اسفله معرفة ام نكرة فإن الجواب عنه لم يعد ذا قيمة. رئيس التحرير يقول ان اهم نقطة في الموضوع ليست اعتراضه ان تخلو الرسالة من اسم صريح وعنوان، وإنما ان كاتب مثل هذه الرسالة احياناً يتحدى الجريدة ان تنشر ما يقول، وهو لا يجرؤ على البوح باسمه، فكأنه يدعوها الى التضحية بنفسها نيابة عنه. اما القارئ الذي يكتب ما يريد من دون تسجيل اسمه، ومن دون الاعتماد على شجاعة الآخرين، فهو حر في موقفه ولا اعتراض عليه.