سلمان بن سلطان يرعى أعمال «منتدى المدينة للاستثمار»    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    المملكة تستضيف اجتماع وزراء الأمن السيبراني العرب.. اليوم    تباطؤ النمو الصيني يثقل كاهل توقعات الطلب العالمي على النفط    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    الجيش الأميركي يقصف أهدافاً حوثيةً في اليمن    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    كأس العالم ورسم ملامح المستقبل    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    مشيدًا بدعم القيادة لترسيخ العدالة.. د. الصمعاني: المملكة حققت نقلة تشريعية وقانونية تاريخية يقودها سمو ولي العهد    مترو الرياض    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صحفنا المحلية تشبه الصحف الحائطية
الكاتبة والاكاديمية د. حسناء القنيعير ل اليوم :
نشر في اليوم يوم 05 - 02 - 2004

بين الحوار الوطني والكتابة كانت لها مشاركات متعددة وقد تحدثت في مقالات سابقة عن ظواهر الإرهاب والمنبت الأساسي لهذا التصنيف في المملكة.. عرفت قبل فترة زمنية بين عام 1998م رئيسة لقسم اللغة العربية في جامعة الملك سعود.
الدكتورة حسناء بنت عبدالعزيز القنيعير صاحبة العديد من الدراسات وثلاثة كتب وهي المصطلح الطبي والتقني، دراسة وصفية مقارنة لرصيد مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس وكذلك الأسماء المؤنثة، اشتقاقاتها ودلالاتها، دراسة تأصيلية..
الدكتورة حسناء قالت إن الحوار الوطني سابقة حقيقية للحوار بين أبناء المجتمع بكل أطيافه وطالبت بتوسيع هامش مشاركة المرأة التي يجب أن تكون مشاركتها حقيقية وفعالة ولا يتم التعتيم على وجودها..
التميز والاختلاف
@ حسناء القنيعير من اللغة العربية إلى الفلسفة والمصطلح وصولا إلى المقالة السياسية والفكرية، أين تصنف الدكتورة نفسها في حقول الكتابة ؟
أولا أنا لست محترفة للكتابة، ذلك أن الكتابة مسؤولية وقدرة على الاستمرار البعيد عن الرتابة والنمطية، الكتابة بالنسبة لي حالة مزاجية واستفزاز وتحريض، لابد لكي أكتب أن يحدث ما يستفز كوامن الكاتبة في داخلي وبدون ذلك الاستفزاز لا أكتب، ولهذا تجدني مقلة في كتاباتي، الكتابة تأخذ مني الكثير وأصرف عليها جهدا ووقتا كبيرين، مدفوعة برغبة قوية في التميز والاختلاف عما يطرحه الآخرون، فالذين يكتبون كثر، لكن ماذا يبقى مما يكتب، وماذا يرسخ في الأذهان منه، وما الأسماء التي تطرح طرحا يحقق لها الثبات و يرسمها علامة في الوعي الجمعي، لهذا كان اعتنائي بما أكتب كبيرا.
رئة أتنفس بها
@ ما الكتابة في نظرك؟ وماذا تعني لك ؟ وأين تجدين نفسك بصورة أكثر ؟
الكتابة عملية متشابكة ومتداخلة، تفلسف الظواهر بمزجها الفكر الواعي بالفكر اللاواعي، أي إنها تلاحم الأفكار المطروحة والأفكار المخزونة في العقل الباطن، ثم تأتي لحظة الكتابة تلك اللحظة التي تتفاعل فيها هذه الأفكار فيترجمها الكاتب ليجعل منها عالما خاصا، الكتابة هي الفن الذي يرتفع بأفكارنا وهواجسنا إلى أعلى مستويات الإنسانية، أو يهبط بها إلى مستوى آخر ما كنا ندري أنه موجود في الحياة بهذه العذوبة أو بتلك القسوة.
أما ماذا تعني الكتابة لي، فالكتابة هي التي تجعلني أتحرر على الورق من كل عقد الإقصاء والاضطهاد وأبدو إنسانة كاملة الأهلية كوني أعيش في مجتمع لا يتقن شيئا قدر إتقانه قهر المرأة واحتقار منجزاتها، والكتابة بهذا المعنى هي سلاحي الوحيد الذي أحبه وأتقن استخدامه، لأعلن من خلاله أني موجودة بكل ما تعنيه كلمة الوجود، ذلك أنها الرئة التي أتنفس بها، وهي في النهاية بطاقتي الشخصية التي أقدم بها نفسي للآخر. والتي تجعلني أكثر قوة وجرأة وشجاعة.
أنا أجد نفسي في كل ما أكتب، فالكتابة شيء شديد المساس بي، إنها نزيف روحي الذي ينساب على الورق، لهذا فأنا شديدة الاعتزاز بنبض قلمي وتجدني أغضب كثيرا عندما يحرف قولي أو يشوه بأخطاء طباعية غير مقصودة، وأما كتاباتي فتتنوع من القصيدة إلى المقالة الذاتية إلى العلمية والسياسية، فلا أفضل نوعا على نوع آخر، متى ما وجد المحرض على الكتابة، وبقدر ما يكون المحرض قويا، يكون اتجاهي نحو الشكل الذي أريد أن أفرغ شحنة التحريض فيه، لكن أسوأ ما في الكتابة أنها تكون أحيانا مستحيلة، إلا إذا تورطت ذاتي إلى حد الصراخ والنزيف، أو إلى حد الفرح القاتل.
الهندسة اللغوية
@ برزت حسناء قبل الدكتوراة ككاتبة زاوية أسبوعية في الصحافة المحلية، وغيبتك الدكتوراة فترة زمنية، وحينما عدت أصبحت مقالاتك وجبة دسمة على قارئ الصحيفة اليومية، وأشبه ما تكون ببحوث مثل ( صورة المرأة في الكاريكاتير، اللغة وهاجس المصطلح، اللغة وتداعياتها في ديوان صديقة البحر، نقل الأسماء العربية بحروف لاتينية، وصولا إلى المقالات السياسية مثل مأزق العالم وتحولاته وانفجاراته، خطاب الأزمة وأزمة الخطاب بين وعد القومية ووعيد الأصولية، آخر الرحيل يابغداد أهو موت الفكر الذي قاد إلى الهزيمة أم الإيذان بولادة وعي عربي جديد، تجديد الخطاب الديني واختراق حاجز الصمت، وأخيرا ثقافة الإرهاب ) ألا تعتقدين أن هذه المقالات لا تناسب الصحافة اليومية،بدءا من عناوينها التي تظهر اهتمامك بالصياغة اللغوية المحكمة؟
أولا لاحظ أن القسم الأول من المقالات التي ذكرتها، مقالات أملاها تخصصي في اللسانيات، وتلك المقالات عبارة عن بحوث صغيرة تتمثل فيها كل شروط البحث العلمي، بدءا بالمعالجة وانتهاء بتوثيق المراجع، وهذه المقالات أعددتها لتنشر في الملحق الثقافي في جريدة الرياض،ومعظم المقالات التي تنشر في ذلك الملحق لها هذا الطابع، حيث يشارك في تحريره عدد كبير من الأسماء الأكاديمية المعروفة بتميزها وثقلها الفكري والإبداعي في المستويين المحلي والعربي، لهذا فما أكتبه يتناسب والحيز الذي ينشر فيه. أما مقالاتي الأخرى لاسيما السياسية منها فهي تنشر في صفحة حروف وأفكار، وهذه الصفحة لا يكتب فيها إلا الكتاب المتميزون الذين لا يكتبون الزوايا، والمقالات التي تنشر في حروف وأفكار ذات طابع جاد يتميز بقوة الطرح وجدته علاوة على الإحكام اللغوي.
أما من حيث اللغة التي أكتب بها، فإنه لابد من ملاحظة أن الأهمية لا تكمن في اختيار الفكرة التي سيتناولها الكاتب، بقدر ما هي في صياغة الموضوع وتقديم الفكرة في إطار لغوي جديد ومحكم، و قدرة الكاتب على تفجير اللغة والارتقاء بها إلى - لغة ما وراء اللغة - أي إلى أسلوب يكسر الحاجز بين الكاتب وقارئه، وكسر هذا الحاجز لا يتم إلا من خلال الصياغة التي تحدثها جماليات اللغة، إن الكتابة بهذا المعنى إخراج اللغة عن المألوف وخرق للسائد القولي، والكتابة بهذا المعنى عملية إبداع تكمن في تنوع التركيبة الجديدة للألفاظ، إنها الهندسة اللغوية التي تمكن الكاتب من القبض على اللحظات والمسافات، وهي المعركة الحامية التي يخوضها الكاتب داخل الجهاز اللغوي بغية إيصال أفكاره إلى المتلقي في أبهى حلة.
فحص مواطن الابداع
@ تركيزك في الآونة الأخيرة على المقالة السياسية هل يعني أنك ستخلعين عباءة النقد رغم أننا بحاجة إلى ناقدات مقابل ذكورية النقد الغذامية؟
أولا التركيز على المقالة السياسية كان أمرا حتمته الظروف التي تعيشها منطقتنا والعالم من حولنا والكاتب لا يستطيع الانفصام عن الأحداث التي يمور بها مجتمعه، أما النقد كما أفهمه وأمارسه فهو السعي لنقل القراءة من الاستسلام المطلق للخطاب الأدبي إلى الحوار معه، ومن التلقي السكوني لمرسلاته إلى معاينة هذه المرسلات والنظر في دلالاتها من منطلقات فنية وحياتية. لكني لا أعد نفسي ناقدة بل قارئة متذوقة وفاحصة لمواطن الإبداع والتفرد، ولهذا فقد أنجزت بعض القراءات النقدية التي خصصتها لتفكيك الخطاب اللغوي بغية الوصول إلى سماته التي منحته خصوصيته وجمالياته. وفيما يتعلق بالناقدات، فلا أظن حسب متابعتي أن لدينا أكثر من ناقدتين تمارسان النقد بمعناه الأكاديمي، وما عداهما فلا يوجد، وأما عباءة النقد فلم يحدث أني لبستها كي أخلعها، و الغذامي أستاذنا جميعا وكلنا خرجنا من عباءته، وإذا كانت الذكورية غذامية فمرحبا بها، ذلك أنه لا يوجد في مشهدنا الثقافي من كتب عن اللغة والأنوثة أفضل منه.
حضور متميز
@ هل يعني هذا أنك غير قادرة على كتابة الزاوية، وكيف ترين الزوايا الصحفية في صحفنا المحلية ؟
كوني أكتب في صفحة حروف وأفكار وفي الملحق الثقافي لا يعني إطلاقا عدم القدرة على كتابة الزاوية، فما أكتبه من حيث الكم قد يشكل أربع أو خمس زوايا لأن ما أكتبه حسب هذا المعيار أكثر بكثير مما تسمح به مساحة الزاوية، أما من حيث الكيف فإن الزاوية أسهل بكثير فكرة وموضوعا، ذلك أنها تناقش قضايا يومية سياسية واجتماعية، فضلا عن أن المساحة المتاحة لها تساعد على اختزال الفكرة.
أما رؤيتي للزوايا الصحفية، فأرى أن الزوايا صارت سمة لكثير من صحفنا المحلية، حتى غدت تلك الصحف أشبه ما تكون بالصحف الحائطية لكثرة ما فيها من زوايا، بل إن بعض المواقع المهمة في بعض الصحف احتكرها بعض الكتاب فبدت كالمستوطنات لا يجوز لغيرهم الاقتراب منها.
وأما كتابة الزاوية، فأنا لا أحبذها لنفسي، لأن هذا النوع يتطلب الاستمرار والالتزام، ولا شيء يقتل الإبداع كالالتزام، حيث تتحول الكتابة تلقائيا إلى واجب وعملية آلية، مما يفقد الكتابة كثيرا من بريقها وجمالياتها، ولهذا نرى بعض الكتاب الذين كان لهم حضور متميز منذ سنوات، أصبح وجودهم اليوم عبئا على الصحف التي يكتبون فيها، وذلك بسبب نمطية ما يكتبون، وافتقادهم الجديد.
خلل الصياغة والعبارة
@ في بحث محكم نشر لك مؤخرا تحدثت عن ظاهرة ( الانحراف اللغوي وتعدد مستوياته في اللغة المعاصرة ) كيف تقيمين ما ينشر في صحفنا المحلية من الناحية اللغوية ؟
يشوب بعض ما يكتب في صحفنا المحلية كثير من الأخطاء اللغوية في الصياغة، حيث يتكفل المصححون بتصويب الأخطاء الإملائية والنحوية، أما الأخطاء التركيبية الناتجة عن عدم فهم لطبيعة تركيب الجملة العربية، إلى جانب عدم الوعي بقضايا مهمة مثل نظام الارتباط والربط و الإسناد ودلالات الحروف والاشتقاق، كل ذلك يقود إلى خلل الصياغة وقلق العبارة، الأمر الذي لا يفطن له المصححون ولا يعنون به، إما لأنهم غير مدركين له، أو لأن تصحيح هذا الجانب قد يستدعي إعادة الصياغة، الأمر الذي يثقل كاهل المصحح، وقد وقفت على كثير من تلك الإشكاليات عند بحثي في سمات اللغة العربية المعاصرة.
احتكار المشهد الاعلامي
@ في مقالة سابقة لك تحدثت عن ثقافة الإرهاب، هل يمكن توضيح السبب الذي أدى إلى تفشي هذه الظاهرة، وما تعليلك لظهورها في مجتمع لم يعرف الإرهاب سابقا ؟
لهذه الظاهرة أسبابها التي أفاض الكثيرون في الحديث عنها، مسؤولين وأكاديميين ومثقفين، بل آباء وأمهات، والأسباب التي أدت إلى ذلك تعود في شكلها الأول إلى جو المدرسة المشحون بكثير من المفاهيم الخاطئة عن الأنا والآخر، سواء ما كان منها في مستوى الكتاب، أم في مستوى فكر المعلمين الذين يعلمون الطلاب لغة التكفير قبل أن يعلموهم لغة التفكير، وكذلك البيت الذي ألقى الكرة في مرمى المدرسة وظن بها خيرا، فائتمنها على تربية أبنائه دون أن يساوره شك في ماهية ذلك التعليم، ودون أن يبدي أدنى اعتراض أو مناقشة ما يدرس لأبنائه. ومن الأسباب خارج إطار البيت والمدرسة غياب ثقافة الحوار عن المجتمع بأسره، وانفراد جهة واحدة بالخطاب الديني واحتكارها له في المدرسة والمسجد والإعلام والشارع، فأصبحنا نسخة واحدة، في تفكيرنا، كالمجتمعات الشيوعية حيث الحرص على التماثل في كل شيء. ثم الأهم من ذلك كله أدلجة المجتمع طوال أكثر من ثلاثة عقود، كل ذلك أفرز ما نعانيه الآن وما يشكو منه الوطن من أوجاع وآلام كان في غنى عنها.
سبب الغلو والتطرف
@ أين تكمن الحلول من وجهة نظرك للخروج من المأزق الراهن؟
الحل في نظري يكون في فتح كل النوافذ ليدخل نور الشمس، فلا فائدة من التعمية والتغطية، يجب الاعتراف بأن لدينا مشكلة، وأن الوطن كله واقع في أزمة سببها الغلو والتطرف وإقصاء الآخر، مواطنا كان أم غير مواطن، وفتح كل القنوات الممكنة وغير الممكنة للحوار بين جميع أفراد المجتمع على اختلاف أطيافهم، مع أهمية إحسان الظن بالجميع وإعطائهم الفرصة للمشاركة في الإصلاح، فالدين للجميع ولا أحد منا قد منحه الله صكوك غفران، وفي الدين توجد ثوابت لم ولن نختلف عليها، ولابد من التركيز على الوحدة الوطنية، لأن الوطن للجميع، وكلنا يهمنا استقراره وبقاؤه، وهذا لابد أن يكون على رأس الأولويات التي يفتتح بها أي حوار وأي إصلاح. ثم تحديث مناهج التعليم لتتناسب والعصر الذي نعيش فيه، هذا إذا أردنا أن نكون ضمن المنظومة العالمية أفرادا فاعلين ومتفاعلين لا متفرجين يعيشون خارج أسوار العصر والتاريخ، وتحديث المناهج لا يعني إطلاقا إلغاء الدين، بل حتى مناهج الدين قابلة للتطوير والتحديث دون أن يمس ذلك جوهر الدين.
إزالة اللبس المشوه
@ من خلال مشاركتك في كثير من المؤتمرات العربية، كيف وجدت صورة المرأة السعودية في المجتمع العربي والمجتمع الغربي؟
إن صورة المرأة السعودية يعتريها كثير من التشويه وعدم الوضوح لدي الآخرين خارج بلادنا، وذلك بسبب كثير من الممارسات التي ألبست لبوس الدين وما هي من الدين في شيء، هذه الصورة المشوهة تتناقلها وسائل الإعلام العربية والأجنبية، وكثيرا ما نواجه مثقفين ومثقفات بغير قليل من التساؤلات حول المرأة ووضعها في المجتمع، وهناك أمور يوجد فيها شيء من المبالغة، فيكون من السهل بمكان إزالة اللبس وتوضيح الصورة، لكن توجد أمور أخرى من الصعب نكرانها أو القفز عليها، ولهذا نقول لهم إن الزمن كفيل بها.
احترام حقوق المرأة
@ هل نحن بحاجة إلى تحسين الصورة كما يعتقد البعض؟
نعم نحتاج إلى تحسينها، ولكن ليكن ذلك في الداخل قبل الخارج، لابد أن نبدأ من البيت والمدرسة فنعلم الأطفال احترام المرأة لأنها الأم والأخت والزوجة والبنت، ولا بد من فك التشابك بين ما هو ديني وما هو أثر من آثار العادات والتقاليد، وعلى المدرسة دور كبير بأن تركز على حديث النساء شقائق الرجال، كما تركز على كل ما من شأنه أن يرسخ قيم الاحترام والتقدير للمرأة أما وأختا وزوجة وبنتا.يجب نشر ذلك وإشاعته في كل الأوساط التي تحتقر المرأة وتقلل من شأنها، وهنا لابد للإعلام الذي ساهم في ذلك التجهيل بصمته، لابد له الآن من التحرك الفعلي للقيام بدور تنويري.
مشاركة حقيقية للمرأة
@ حول مؤتمر الحوار الوطني الذي اختتم مؤخرا في مكة المكرمة، كيف ترى الدكتورة القنيعير مستقبل المركز مع التوجهات الجديدة للمملكة. وما هو دور المرأة في هذه المرحلة من وجهة نظرك؟
مركز الحوار الوطني فكرة وبداية شيء جيد، وإن كان هناك من شيء يحسب له فهو أنه سجل سابقة حقيقية للحوار بين أبناء المجتمع بكل أطيافه، ولكي يسير الحوار كما يأمل أبناء الوطن المخلصون، ينبغي ألا يخرج عن السياسات والأهداف التي رسمها له سمو الأمير عبدالله، كما يجب الحذر كل الحذر من أولئك الذين يحاولون خطف الحوار لأغراض في أنفسهم، أما المرأة فيجب أن تعطى مساحة أكبر مما أعطيت، بتوسيع هامش مشاركتها وأن يكون تمثيلها مستوعبا كل الأطياف، والأهم من ذلك كله فيما يخص المرأة أن تكون مشاركتها حقيقية وفعالة لا من خلف الكواليس، وأن تحمى من الذين يهاجمونها بهدف إفساد مشاركتها والتعتيم على وجودها، فهل نطمع في المرات القادمة في أن تسلم المرأة من ممارسات بعض قليل ممن كانوا في المؤتمر وضيقهم بها وقمعهم إياها، متجاهلين أنها لا تقل عنهم شأنا ولا تأهيلا.
حسناء القنيعير في سطور:
@@ حصلت على بكالوريوس تربية تخصص لغة عربية
@@ ماجستير في الآداب تخصص عام علم النحو وتخصص دقيق تحقيق النصوص جامعة الملك سعود عام 1989 م.
@@ دكتوراة الفلسفة في الآداب تخصص عام علم اللغة تخصص دقيق المعجمية العربية جامعة الملك سعود عام 1998م.
@@ عضو هيئة التدريس جامعة الملك سعود كلية الآداب قسم اللغة العربية رأست قسم اللغة العربية وكيلة لقسم الطالبات مدة ثلاث سنوات منذ عام 1998م.
@@ تمارس الكتابة في صحيفة الرياض اليومية بمقالات متخصصة في الرأي والثقافة.
@@ صدر لها شرح عيون الاعراب، المصطلح الطبي والتقني، الأسماء المؤنثة.
@@ أجرت العديد من البحوث حول اللغة واشتقاقات في تكوين المصطلح وشاركت في العديد من المؤتمرات العلمية بتقديم أوراق عمل في دورة الأخطل الصغير - بيروت 1998م، دورة الشاعرين الأميرين أبي فراس الحمداني وعبدالقادر الجزائري في الجزائر أكتوبر 2000م، مؤتمر تكريم الشاعر عبدالله الفيصل في أبها 2001م، مؤتمر جامعة الدول العربية بعنوان (اللغة العربية في التعاون العربي المتكامل) القاهرة أكتوبر 2001م وآخرها مؤتمر جامعة القديس يوسف بيروت ديسمبر 2003م.
@@ عضو في عدة جمعيات منها جمعية لسان العرب - القاهرة، جمعية المصطلحية - المغرب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.