لما كانت مياه سبتة غنية بالمرجان الجيد، فانها كانت تصدّره الى الاندلس والمشرق والهند. ويذكر ابن حوْقل منتصف القرن العاشر الميلادي انه يعمل من المرجان بسبتة "قويرات أواني لِطاف"23. اما الشريف الادريسي - وهو من ابناء سبتة - فيذكر انه يُصاد بمدينة سبتة "شجر المُرجان الذي لا يعدله صنفٌ من صنوف المرجان المستخرج بجميع اقطار البحار. وبمدينة سبتة سوقٌ لتفصيله وحكِّه وصُنعه خرزاً وثقبه وتنظيمه، ومنها يتجهّز به الى سائر البلاد، وأكثر ما يُحمل الى غانا وجميع بلاد السودان غرب افريقيا لأنه في تلك البلاد يُستعمل كثيراً"24. ومما يُذكر انه كان على المرجان الأحمر طلبٌ وإقبال كبيران في بلدان المحيط الهندي التي لم يتوافر لديها سوى المرجان الأبيض. ويذكر الحسنُ الوزّان ان سبتة اشتهرت بعمالها المهرة "في المصنوعات النحاسية كالشمعدانات والجِفان والمحابر وغيرها، وكانت هذه الأشياء تُباع كما لو كانت من فضة. وقد رأيتُ بعضها في ايطاليا، وكثيرٌ من الناس يظنّون انها من صُنع دمشقي"25. ولما كانت الاخشابُ تتوافر في احواز سبتة، فان المرابطين والموحدين أنشأوا فيها دوراً لصناعة السفن "كما فعل ثاني سلاطين الموحدين يوسف بن عبدالمؤمن، ويتحدث الأنصاري عن دار الصناعة في مضرب الشبكة، ولعلها كانت غير بعيدة عن مرسى العبّارة الى الجزيرة الخضراء، اي قرب رصيف اسبانيا26. وكان عددُ المنجرات لبناء المراكب وعمل القِسِيّ التي اشتهرت سبتة بصُنعها أربعين مبخرة، بقي منها في زمن الأنصاري خمسَ عشرةَ مبخرة. اما المقاصر المصابغ فعددها 25 مقصراً "وكلها تحت الاسوار والأبراج والأبواب... ولكل مقصرٍ برجٌ من أبراج السور خاصٌ به، تحطُّ فيه الأمتعة ليلاً وتُنشر نهاراً الى ان تتم قصارتها وتتخلص، فلا يُخاف عليها طول تلك المدة من لصٍ، ولا تكلف لجملها بالغداة والعشي كما في سائر البلاد"27. واشتهرت مدينة سبتة شهرة شاطبة بشرق الأندلس بإنتاج ورقٍ عُرف بالورق السِبتي. ويبدو ان مدينة سبتة لم تكن تفتقر الى الماء العذب منذ أقدم العصور. فإن حوقل يقول إن ماء سبتة من داخلها يُستخرج من آبارها، كما ان في خارجها أيضاً آباراً كثيرة عذبة الماء. اما البكري - بعد ابن حوقل بقرن من الزمن - فيقول ان حمّامات سبتة يُجلب اليها الماء على الظهر من البحر، ثم يُضيف في موضع آخر بأن "الماء يُجلب في قناة من نهر أويات على بُعد ثلاثة أميال من المدينة على ضفة البحر القبلي مجر بَسول الى الكنيسة التي هي اليوم 460ه/ 1068م الجامع"28. وبعد البكري بقرن من الزمن يذكر الشريف الادريسي وجود عين ماءٍ لا تجفّ البتّة بأعلى الجبل في وسط المدينة29. وكان ثالثُ خلفاء الموحدين أبو يعقوب المنصور امر سنة 580ه/ 1184م بجلب الماء الى سبتة من قرية بَلْيونش - على ستة أميال غربيّها - في قناةٍ تحت الأرض، الا ان الاعمال لم تتم حتى سنة 587ه/ 1191م30. وتدل كثرة الحمّامات والسقايات التي يذكرها الانصاري بشيء من التفصيل على سبتة لم تكن تفتقر الى الماء، فهو يقول ان عدد السقايات بالمدينة 25 سقاية، منها سقايات مُعدّة لسقي الدواب كسقاية جُبِّ الميناء الذي ابتناه الفقيه الرئيس ابو القاسم محمد الغرفي بالربض البراني. وعند الحديث عن الطواحين - وعددها 103 - يقول الانصاري: "ان جميع هذه الطواحين بمياهها فيها، لا تفتقر ولا تحتاج الى شراء ماء من سقّاء... وكذلك جميع مساكن سبتة حيثما كانت بأقطار المدينة، حتى ذلك موجود في المصريات الشُقق والعلِّيَّات المحمّلة"31. ويبدو من هذا الوصف ان الماء كان يجري توزيعه في مدينة سبتة بِحيَل هندسية. وكان بسبتة من البساتين والاجنّة منذ القرن العاشر الميلادي ما يقوم بأهلها، على حد تعبير ان حوْقَل، اي ان المدينة كانت مكتفية ذاتياً من ناحية الخضروات والفواكه. اما احواز سبتة فلم تشتهر بزراعة الحبوب، مع ان سبتة كانت مَنْفذاً مهماً لصادرات المغرب من القمح. ويذكر الحسنُ الوزّان ان بادية سبتة فقيرة ووعرة مما جعل المدينة تعاني دائماً من قلة الحبوب32. لذلك حرص أهل سبتة على انشاء المطامير - اي الاهراء تحت الأرض - لخزن القمح للتصدير والاستهلاك المحلي "يمكث الزرعُ القمح في هذه المطامير الستين سنة والسبعين سنة ولا يلحقه تغيّرٌ لطيب البقعة واعتدال الهواء وكونها جبليّة. فسبتة في ذلك شبيهةٌ بقاعدة طُلَيطلة من بر الاندلس"33. واشتهرت سبتة - فضلاً عن المرجان - بوفرة اسماكها. يقول الادريسي انه "يصاد بها من السمك نحو من مئة نوع، ويُصاد بها السمك المسمّى التُن الكثير. وصيدهم له يكون زرقاً بالرماح... تنشب في الحوت ولا تخرج. ولهم في ذلك دُرْبة وحكمة سبقوا فيها جميع الصيادين"34. وفي احواز سبتة تتوافر اشجار "الأرز والبلوط والطخش والبقس وما اشبهه من مكارم الخشب وأنواعه، ومعادن مناجم الحديد والقار... مما يعود نفعه على التغر، ويُستعان به على الانشاء انشاء السفن وما يرجع الى الأمور الجهادية"35. ومما تقدّم، يبدو ان قضية التموين لم تكن تشغل بال اهل سبتة في أيام السلم والحرب على حد سواء، ما لم تتعرّض المدينة - كما حدث في سنة 1274م - لحصارٍ من البر والبحر معاً. النشاط العلمي ان نشاطَ سبتة لم يقتصر على مجالات البحر والتجارة والصناعة، فقد كانت المدينة منذ القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي مركزاً مرموقاً للدراسات العربية والفقهية والطبية، بفضل العناصر الاندلسية الوافدة اليها، وهي العناصر التي تزايد عددُها منذ أوائل القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي، خصوصاً بعد سقوط اشبيلية العام 646ه/ 1248م في يد ملك قشتالة. وتزخر كتب التراجم والطبقات بأسماء قضاة ومحدِّثين وقُرّاء ومفسّرين ونحويين وأطباء من ابناء سبتة من أصول اندلسية، من اشهرهم القاضي عياض ت 544ه/ 1149م، والشريف الادريسي، وإبن رُشيد الفهري، وأبو العباس العزفي، وإن ابو القاسم العزفي، وعبدالمهيمن الحضرمي، وابن عبدالمنعم الحميري، وابو القاسم التجيبي. يذكر ابو عبيد البكري ت 487ه/ 1094م سبتة فيقول انها "لم تزل دار علم". ويصفها لسان الدين بن الخطيب في احدى مقاماته بأنها "بصرة علوم اللسان... وخزانة كتب العلوم"36. وكانت المناظرات الادبية تجري بين علماء سبتة، كالمناظرة التي جرت حول استعمال "ماذا" بين النحوي الشهير ابي الحسين بن أبي الربيع وبين الأديب مالك بن المرحّل37. ولمالك بن المرحّل في سبتة: سلامٌ على سبتة المغرب أخيّة مكّة أو يَثْربِ ولعلّ هذا البيت هو الذي حدا بلسان الدين بن الخطيب الى القول عن اهل سبتة وتعصبهم لبلدهم انهم لا يفضّلون "على مدينتهم مدينة، الشك عندي في مكةوالمدينة"38. كما ان رسالة الشَقُندي في فضائل اهل الاندلس كان الباعث على كتابتها جدلٌ وقع في مجلس صاحب سبتة أبي يحيى بن زكريا حول علماء الاندلس والمغرب. ومن كبار اعلام سبتة في القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي الفقيه المحدِّث ابو عبدالله بن رُشَيد الفِهري ت 721ه/ 1322م الذي ألّف بعد رحلته الى الشرق وتأديته فريضة الحج كتاب "ملء العيبة فيما جمع بطول الغيبة". ومنهم ايضاً ابو محمد عبدالمهيمن الحضرمي توفي في تونس سنة 749ه/ 1348م في الطاعون الجارف الكاتب البارع الضليع في العربية، وكان والده محمد ولي قضاء سبتة أيام بني العزفي، وكان مجلس أبي محمد "يغصّ بعمائم العلماء، وهم كأنما على رؤوسهم الطير هيبة له وتأدباً معه"39. يذكر الانصاري مدرستين شهيرتين بسبتة: مدرسة الشيخ المحدّث علي الشادّي الغافقي السبتي، والمدرسة الجديدة التي ابتناها السلطان المريني ابو الحسن، ويصفها ابن مرزوق بأنها كانت غاية40. وفي اواخر القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي كان عدد الخزائن العلمية بسبتة 17 خزانة "تسع بدور الفقهاء والصدور كبني القاضي الحضرمي، وبني أبي حجة وأشباههم، وثمان موقفة على طلاب العلم، اقدمها الخزانة الشهيرة خزانة الشيخ علي الشادّي... التي بالمدرسة المنسوبة اليه التي ابتناها من ماله، وهي أول خزانة وقفت بالمغرب على أهل العلم"41. وكان الشيخ علي الشادي جمّاعة للكتب "انتقى منها جملةً وافرةً فحبسها في مدرسته التي احدثها... وعيّن لها من خيار املاكه وجيد رباعه وقفاً صالحاً، سالكاً في ذلك طريق اهل المشرق"24. وقد أورد صاحبُ "بُلْغَةُ الأمنية" اسماء سبعة وأربعين رجلاً وامرأة واحدة من علماء سبتة في القرن الثامن الهجري في مختلف الفنون والعلوم. وفيما يلي نُبَذٌ يسيرة عن أربعة من علماء الطبقة الأولى: 1 - ابو عبدالله محمد بن هاني اللخمي ت 733ه/ 1333م، وكان موضع إقرائه بمسجد القفال "يدير ظهره الى جوار القبلة من بعد صلاة الصبح، ويمشي دولة محاضرة او درساً اثر دولة في الفنون العلمية الى ان تزول الشمس. وفي بعض الاوقات يقول له الطلبة: يا سيدي، هذه جنازة قد أُتي بها، فينصرف". وقد استُشهد مدافعاً عن جبل الفتح جبل طارق43. 2 - ابو عبدالله بن عبدالمنعم الصنهاجي: سبتيٌّ حافظٌ للغات العرب... كان يُقرئ الطلبة في المجلس الواحد دولاً في علوم شتّى، وآخر ذلك دولةٌ في الطب. ويدخل اليه اصحاب العِلل والزًمْنى شيوخاً وكهولاً لحصور دولته الطبية44. 3 - ابو القاسم بن عمران الحضرمي ت 750ه/ 1349م: يحمل صحيح البخاري عن الحجّار، وهو سندٌ عالٍ متصل السماع لا نظير له في المغرب. وكان ناظراً في خزانة الجامع الأعظم45. 4 - ابو عبدالله محمد بن زيد السمّار: فقيهٌ مشارك قعد للإقراء "ثم ترك ذلك كله وأناب وتزهّد، وانتقل... الى السعي في طلب الحلال من وجوهه الجائزة، فكان يسمّر الدواب ولا يتعرض لتسمير الخيل والبغال خشية ان يقصده بذلك الأمراء"46. ومن مشاهير اطباء سبتة في القرن الثامن الهجري. 1 - الطبيب الماهر الأشهر ابو عبدالله محمد الشريشي ت 764ه/ 1363م المعروف عند العامة بحكيم الرعاء. استدعاه السلطان ابو عنان الى حضرته، وكان السلطان يقول: "اختُصّت سبتة بأربعة رجال دون سائر بلاد المغرب، كملوا في عصرهم خَلقاً وخُلقاً، وسمّاهم، من جملتهم الطبيب ابو عبدالله هذا"47. 2 - الطبيب ابو عبدالله محمد الجيّاني ت أواخر 789ه/ 1387م، وكان - فضلاً عن معرفته بالطب - مهندساً من اهل النجدة ممارساً للحروب الجهادية. قدّمه السلطان المريني ابو العباس بن أبي سالم ناظراً على البناء بسبتة48. 3 - الطبيب ابو عبدالله محمد بن مروان المعافري ت 817ه/ 1415م، وكان حسن الاطلاع على كتب الاوائل والمتأخرين في الطب "عارفا" بالعلل... بصيراً بالعقاقير والأعشاب والنبات... وولي آخر عمره النظر في كتب الخزانة الشهيرة التي بشرقي صحن الجامع العتيق بها، فانتفع الطلبة مدة نظره بكتبها الطبية بسبب إرشاده وإفادته"49. 4 - الطبيبة عائشة ابنة الشيخ الكاتب أبي عبدالله بن الجيّار المحتسب بسبتة. قرأتْ علمَ الطب على صهرها الشيخ ابي عبدالله الشريشي ونبغت فيه. وكانت امرأة عاقلة عالية الهمّة، نزيهةَ النفس، معروفةَ القدر لمكان بيتها، عارفةً بالطب والعقاقير50. هوامش: 1 - ابن بسّام الشنتريني، علي: الذخيرة في محاسن اهل الجزيرة، الدار العربية للكتاب، 1978، القسم الثاني، المجلد الثاني، ص662. 2 - مؤلف مجهول الاسم: الحُلل الموشيّة في ذكر الاخبار المراكشية، الدار البيضاء 1979 ص72. 3 - ابن القطان: نَظْمُ الجمان، تطوان 1964، ص113. 4 - المراكشي، عبدالواحد: المُعجب في تلخيص اخبار المغرب، القاهرة 1949، ص248. 5 - ابن خلدون، عبدالرحمن: كتاب العِبَر، بيروت 1959، 7/ص 382. 6 - الحُلل الموشية، ص158. 7 - ابن عذاري، ابو العباس: البيان المُغرب، تطوان 1960، 3/ ص 6 - 347. 8 - ابن مرزوق التلمساني، محمد: المُسند الصحيح الحسن في مآثر ومحاسن مولانا أبي الحسن، الجزائر 1981، ص399. 9 - جوليان، شارل - اندري: تاريخ افريقيا الشمالية، تونس 1978، ص248. 10 - ابن بسام الشنتريني، 2/2، ص658. 11 - ابن سعيد المغربي، علي: كتاب الجغرافيا، بيروت 1970، ص139. 12 - ابن بطّوطة، محمد: رحلة ابن بطوطة، بيروت 1968، ص626. 13 - ابن الخطيب، لسان الدين: معيار الاختبار ضمن كتاب "مشاهدات لسان الدين بن الخطيب في بلاد المغرب والأندلس" لأحمد مختار العبّادي، الاسكندرية 1983، ص102. 14 - ابن جبيْر، محمد: رحلة ابن جُبير، بيروت 1968، ص8. 15 - جوليان، ص161. 16 - ليثام LATHAM، د.: "موقع سبتة الاستراتيجي" ضمن كتاب "دراسات في تاريخ مدينة سبتة الاسلامية" لأمين توفيق الطيبي، تونس 1989، ص22، هامش 11. 17 - نفسه، ص22، هامش 13. 18 - نفسه، ص23. 19 - المقرّي، أحمد: نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب، بيروت 1968، 4/ ص131. 20 - ابن مرزوق التلمساني، ص249. 21 - الأنصاري، محمد بن القاسم: اختصار الاخبار...، الرباط 1983، ص36. 22 - نفسه، ص38، 31، 41 - 42. 23 - ابن حَوْقل، محمد: كتاب صورة الأرض، بيروت د. ت. ص79. 24 - الادريسي، محمد: وصف افريقيا الشمالية والصحراوية مستخرج من كتاب "نزهة المشتاق..."، الجزائر 1957، ص108. 25 - الوزّان، الحسن: وصف افريقيا، الرباط 1980، 1/ ص245. 26 - LATHAM، "موقع سبتة الاستراتيجي"، ص30. 27 - الانصاري، ص37، 49. 28 - البكري، ابو عبيد عبدالله: المغرب في ذكر بلاد المغرب قطعة مستخرجة من كتاب "المسالك والممالك" باريس 1965، ص103 - 104. 29 - الإدريسي، ص107. 30 - مؤلف مجهول الاسم: كتاب الاستبصار في عجائب الامصار، الاسكندرية 1958، ص138. 31 - الأنصاري، ص39 - 40، 43. 32 - الوزّان، 1/ ص246. 33 - الأنصاري، ص42. 34 - الادريسي، ص108. 35 - الانصاري، ص56 - 57. 36 - ابن الخطيب: "معيار الاختبار"، ص102. 37 - المقرّي، 4/ ص145. 38 - ابن الخطيب: "معيار الاختبار"، ص102. 39 - النُباهي، ابو الحسن: المرقبة العليا... تاريخ قضاة الاندلس، بيروت ص132. 40 - الأنصاري، ص27. ابن مرزوق - التلمساني، ص406. 41 - الأنصاري، ص29. 42 - ابن الخطيب: الإحاطة في خبار غرناطة، القاهرة 1977، ص/ ص188. 43 - مؤلف مجهول الاسم: بُلغة الأمنية ومقصد اللبيب فيمن كان بسبتة في الدولة المرينية من مدرّس وأستاذ وطبيب، الرباط 1984، ص23. 44 - بُلغة الأمنية، ص24 - 25. 45 - نفسه، ص31 - 32. 46 - نفسه، ص32. 47 - نفسه، ص51 - 52. 48 - نفسه، ص53 - 55. 49 - نفسه، ص45 - 55. 50 نفسه، ص55 - 56.