انجز لبنان وسورية امس اتفاقاً يفتح سوق البضائع بينهما، وصفه رئىس الحكومة اللبناني رفيق الحريري ب "التاريخي". وتفتح السوق، بموجب الاتفاق، من دون عوائق وتخفض الجمارك بنسبة 25 في المئة كل سنة بدءاً من 1/1/1999، الى حين الغاء رسوم الجمارك نهائياً خلال اربع سنوات. وجاء الاتفاق بعد سلسلة اجتماعات توجت باجتماع امس في دمشق بين الجانبين اللبناني والسوري على مستوى اللجنة الوزارية الاقتصادية المشتركة برئاسة الحريري ونظيره السوري محمود الزعبي. وصرح الحريري بعد الاتفاق: "كانت المناقشات ايجابية وموضوعية وتوصلنا الى اتفاق سيعرض على المجلس الاعلى، في شأن تبادل الصناعات بين البلدين من دون أي عوائق، ومع خفض الجمارك بنسبة 25 في المئة كل سنة بدءاً من 1/1/1999". وأضاف: "تم توحيد الرسوم بالإلغاء. وعبر هذه الطريقة تدخل المنتجات اللبنانية سورية من دون عوائق او جمارك وكذلك بالنسبة الى المنتجات السورية". وقال: "هذا الاتفاق تاريخي، وللمرة الأولى يحصل بين لبنان وسورية، وسيفسح في المجال امام السوريين لتصريف بضائعهم في لبنان وتصديرها الى الخارج ايضاً. اما بالنسبة الى الصناعيين اللبنانيين، ففتحت امامهم سوق يبلغ عدد سكانها 16 مليوناً لتصريف الانتاج من دون عوائق. فثمة منتجات كثيرة يمنع استيرادها من اي بلد فيسمح باستيرادها من لبنان تسهيلاً لتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين. كذلك فان خفض الجمارك بين البلدين بنسبة 25 في المئة بالنسبة الى المنتجات الصناعية سنوياً امر جيد. فخلال 4 سنوات تكون التعرفة الجمركية ألغيت بين لبنان وسورية". وأضاف: "سيعود هذا الأمر على الاقتصاد بفائدة كبيرة، وهذا يندرج في اطار سياسة الحكومة لتطوير العلاقات من جهة، وتطوير المشاريع الانتاجية من جهة اخرى. وسنطور العلاقات الزراعية مع سورية في اجتماعات لاحقة، وسنأخذ في الاعتبار ضرورة الحفاظ على المزارعين اللبنانيين. ونوقش هذا الموضوع مع الاخوان السوريين بإيجابية وتفهّموا الامر وأوضحوا ان همّهم ان تباع الزراعات اللبنانية داخل لبنان لدعم المزارع". وسئل: هل تقرّ هذه الامور في اجتماع المجلس الاعلى اللبناني - السوري؟ اجاب: "اتفقنا على تاريخ مباشرة التنفيذ من 1/1/1999". وبعد غداء اقامه الزعبي على شرف الحريري والوفد الوزاري اللبناني، في حضور نائب الرئىس السوري السيد عبدالحليم خدام، قوّم الاخير الاتفاق، وقال: "انه يأتي في اطار الخطوات المتتالية لتوطيد العلاقات بين البلدين الشقيقين، ونأمل ان يشكل خطوة جديدة على طريق تحقيق السوق العربية المشتركة". وأضاف: "ان الرغبة لدى الحكومتين هي الوصول الى اوسع العلاقات من خلال نشاطات الناس وعلاقاتهم في ما بينهم، وبالتالي يجب ان تفتح نوافذ كثيرة لاقامة العلاقات الاقتصادية المشتركة، وقد يسهم هذا التعاون في تشكيل نموذج جيد في الساحة العربية". وعن التطورات الاخيرة في العراق قال خدام: "هناك فرق كبير بين العام 1990، اثر دخول القوات العراقيةالكويت، والعام 1998. فالظروف مختلفة تماماً. ويزيد تعقيد هذا الوضع ان اسرائىل تمارس الاعمال العدوانية وتخرق قرارات مجلس الأمن الدولي وميثاق الأممالمتحدة يومياً. وعندما يتعلق الامر ببلد عربي نجد ان التعبئة تكون شديدة. وهنا خطورة مثل هذه التعبئة". وتوقع خدام ان يعقد اجتماع المجلس الاعلى اللبناني - السوري قريباً.