خلال دقائق من استنشاق المدخن لدخان سيجارته، تبدأ الكريات البيضاء والصفيحات في دمه، بالتكتل مع بعضها وتلتصق بجدران الأوعية الدموية، ما يجعله أكثر عرضة لحدوث اصابات قلبية وعائية من خثرات واحتشاءات. الا ان فيتامين C يعارض هذا الفعل ويمنع الاستجابة الالتهابية للكريات البيض والصفيحات التي تتمخض عن تكتلها وتجمعها، وبالتالي يقلل خطر الاصابة القلبية عند المدخنين. هذا ما جاء في دراسة للدكتور Andrew Weytich البروفسور المساعد في جامعة Utah وبمشاركة وتعاون مع جامعات ألمانية وأميركية عدة. اجريت الدراسة على حيوان الهمستر وهو من القوارض ويشبه الجرذ في شكله. في البداية عُرض لدخان سجائر مع مراقبة متواصلة للتطورات الحاصلة في دمه. وحسب ما كان متوقعاً حدث تكتل وتجمع في كريات دمه البيضاء وفي الصفيحات. الا ان نتائج هذه الدراسة كانت مذهلة عندما عولج بفيتامين C قبل التعرض لدخان السجائر، اذ انخفضت نسبة التكتل والتجمع في العناصر الدموية المذكورة سابقاً، والى حد بعيد. ما حصل عند حيوان التجربة ممكن حصوله عند الانسان، وقد برهن الدكتور ويريش على ذلك عندما عرض خلايا انسانية لعينة من دم حيوان التجربة الذي تعرض لدخان السجائر فوجد التأثير التجمعي ذاته. وذكر في تقريره ان سبب هذا التجمع مرده الى ان تشكل فوسفوليبيدات مؤكسدة في دم المدخن، تعمل كجزيئات محرضة لتجمع الصفيحات الدموية وتؤدي بالتالي الى زيادة قابلية التصاقها بجدران الأوعية الدموية. وبما ان فيتامين C مضاد للتأكسد فإنه يمنع تشكل هذه الجزيئات المحرضة وبالتالي يكسر أهم حلقة في عملية تجمع هذه العناصر الدموية. فيتامين C على رغم الأبحاث والتجارب العديدة، لم يتوافر بعد دليل حاسم على فعالية هذا الفيتامين في علاج ووقاية الجسم من بعض الأمراض كالرشح والسرطان. الا ان آلية عمله معروفة بشكل جيد، فهو يتدخل في اصطناع وتركيب بروتين يدعى الكولاجين الذي له أكبر الأثر كوحدة بنائية أساسية في تركيب الأربطة والمفاصل وجعلها قوية. وكان الكولاجين المأخوذ من البقر يستعمل منذ فترة غير بعيدة في العمليات التجميلية لمنع التجعدات والتغضنات عن طريق حقنه تحت الجلد، الا ان الاستجابة التحسسية وتأثيره القصير الأمد حدا كثيراً من استعماله. وتتطلع الأبحاث الآن نحو استعمال كولاجين من الجسم نفسه والذي يؤخذ مع الشحم من الورك أو الفخذ أو البطن. ونقص هذا الفيتامين خطير عند الانسان اذ يؤدي الى مرض الاسقربوط الذي هو عبارة عن نزف من اللثة مع سقوط الاسنان وتأخر شفاء الجروح، مع حدوث كسور متعددة. وفي المراحل المتقدمة يحدث نزيف في الجلد والمفاصل وأماكن اخرى من الجسم. يتوافر هذا الفيتامين بكميات جيدة في الحمضيات وفي البندورة والبطاطا الا ان سيئته الوحيدة هي انه سهل التخرب عند التسخين. ونتيجة لهذه الدراسة وجد ان تناول المدخنين لهذا الفيتامين، سواء كان ذلك عن طريق الأطعمة الغنية به أو عن طريق الاضافات، ينقص من خطر الاصابة القلبية الوعائية عندهم.