يعتبر تحري الصيغة الدموية من الفحوص المهمة والبسيطة جداً كونه يسمح بتشخيص معظم أمراض الدم العامة والخاصة، وفي إمكان الطبيب الذي يعمل في مناطق نائية لا تتوافر فيها المختبرات ان يقوم به بنفسه، ولا يحتاج الأمر سوى الى نقطة من الدم تؤخذ من الإصبع أو كعب القدم وتوضع على شريحة زجاجية يتم تزليقها عليها بواسطة شريحة زجاجية أخرى ساترة لها بحيث يتم توزيع نقطة الدم على شكل طبقة رقيقة أفقية، ومن بعدها تترك لتجف ومن ثم يوضع مثبت كحولي عليها يعرف باسم الميتانول، ومن ثم يجري تلوينها بمادة خاصة، فتصبح عندئذ صالحة للفحص تحت المجهر. ويزود فحص الصيغة الدموية بأكثر المعلومات المتعلقة بالدم في حال تم تحضيرها وتلوينها جيداً وفحصت بيد خبيرة. ويمكن من خلال الفحص: - قراءة أحجام الكريات الحمر، فإذا كانت صغيرة الحجم فهي تشير الى وجود نقص الحديد أو داء التالاسيميا. أما إذا كانت كبيرة الحجم فقد تدل على الإصابة بفقر الدم بنقص الفيتامين ب12 أو بنقص الفيتامين حامض الفوليك. - قراءة أشكال الكريات الحمر، فالكريات المكورة تنتج من سبب وراثي أو من فقر الدم الانحلالي. والكريات المنجلية تشاهد في فقر الدم المنجلي. والكريات المشوكة تظهر عقب القرحة النازفة أو بعد تسمم الدم بالبول. - قراءة صباغ الكريات الحمر، فقد تكون الكريات ناقصة الصباغ كما في نقص الحديد ومرض التالاسيميا أو بسبب آفة قلبية. أو قد تكون الكريات الحمر زائدة الصباغ وهذا ينتج عادة من الإصابة بالجفاف. - قراءة نواة الكريات الحمر، ففي الوضع الطبيعي يؤدي نضج الكرية الى فقدان نواتها، من هنا في حال رؤية النواة فإنها تدل الى زيادة في إنتاج الكريات الحمر، وهذا يحصل كرد فعل طبيعي على نقص الكريات نتيجة التعرض لبعض الأمراض مثل فقر الدم الانحلالي وفقر الدم المنجلي وتفاعلات نقل الدم واحمراره والإصابة ببعض الأورام. - رصد وجود أجسام خاصة داخل الكريات الحمر مثل الترقط (وجود بقايا مدورة في داخل الكرية) الذي يرى في حال التسمم بالرصاص، وأجسام «هاول جولي» (بقايا صغيرة للمادة النووية) التي تشاهد عقب استئصال الطحال أو فقر الدم الكبير بالكريات، وأجسام «هاينز» (جزيئات صغيرة من الخضاب) التي نجدها في حال تأذي الكريات الحمر بالأدوية أو في شذوذات خضاب الدم أو في فقر الدم الانحلالي. - تحري الكريات البيض، ويتم فحص هذه الكريات من حيث تعدادها ودرجة نضجها، فنقص الكريات البيض يشير الى فشل نقي العظم في إنتاجها، وهذا قد يحدث بعد الإصابة بآفة مزمنة أو ورمية أو تليفية أو بسبب تناول بعض الأدوية. أما زيادة الكريات البيض غير الناضجة فيلاحظ عند الإصابة بسرطانات الدم. - قراءة الصفيحات الدموية، وتلعب هذه دوراً مهماً في عملية إرقاء الدم، إذ ان حفنة منها تشكل خثرة تعمل على سد مكان الجرح النازف. ويمكن الفاحص الخبير ان يعرف عدد الصفيحات في اللطاخة الدموية. ان الصفيحات عبارة عن أقراص مجهرية صغيرة تصنع في نقي العظم ومن بعده تنتقل الى الدم. وكما هو معروف هناك خمسة أنواع من الكريات البيض: 1- كثيرات النوى التي تتولى مهمة قتل الميكروبات. 2- الخلايا اللمفوية التي تساهم في مقارعة العدوى الجرثومية المزمنة والعدوى الفيروسية الحادة. 3- وحيدات النوى، وتشبه وظيفتها تلك التي تتمتع بها كثيرات النوى. 4- خلايا محبة للأيوزين، وتتدخل في التفاعلات الناجمة عن التحسس أو عن الطفيليات. 5- خلايا قلوية، وتشبه وظيفتها تلك التي في خلايا البند الرابع.