لم يكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو يلتقط أنفاسه من الأزمات والفضائح التي خيمت على حياته السياسية القصيرة، حتى عاد شبح هذه الفضائح يطارده من جديد، رغم ان الفضيحة الجديدة التي تلوح في أفق حياته ليست سياسية بل سببها هذه المرة عقيلته ساره التي أفردت الصحف العبرية نهاية العام الماضي صفحات كاملة لتحقيقات وافادات عن "تصرفاتها الغريبة" تجاه العاملين لديها. فقد قررت محكمة اسرائيلية تنظر في دعوة قضائية رفعتها ساره نتانياهو ضد زوجها السابق دورون نيوبرغر لمنعه من نشر كتاب يتضمن تفاصيل عن حياتهما الزوجية، الاطلاع على وثائق يقول زوجها السابق انها من الاثباتات التي ستقنع المحكمة بالسماح له بنشر كتاب سيلقي الضوء على شخصية ساره التي وصفها بأنها "خطيرة". وتتضمن هذه الوثائق ثلاث رسائل بعثتها ساره الى نيوبرغر ووالديه بلغ عدد صفحات احداها 93 صفحة، اضافة الى خمس أشرطة كاسيت ونسخة عن تسوية الطلاق بينهما اضافة الى صور لها وصفت بأنها "مخجلة". وأمر القاضي الاسرائيلي يوشوع غريفمان أول من أمس خلال جلسة المحكمة في رامات غان قرب تل أبيب نيوبرغر بجلب الوثائق والمذكرات المكتوبة بخط زوجة رئيس الحكومة الاسرائيلية والصور الى مكتبه قائلاً انها ستفتح "بسرية كاملة"، وذلك رغم اعتراض محامي ساره. وقوبل قرار المحكمة الاسرائيلية بارتياح من محامي زوج ساره السابق ووصفه بأنه "خطوة أولى لاثبات أن ساره ليست فوق القانون وأن رسائلها ليست من أسرار الدولة بحيث لا يمكن للمحكمة الاطلاع عليها". وكان نيوبرغر 38 عاماً طلق ساره في العام 1987 بعد زواج دام سبع سنوات وظهر على الساحة في شهر تشرين الأول اكتوبر حيث أعلن نيته نشر كتاب يحتوي على رسائل وأشرطة "تكشف شخصية ساره التي قد تشكل خطراً". ونقل عن الزوج السابق قوله انه أصيب ب "الصدمة" عند علمه بأن ساره بحكم موقعها كزوجة لرئيس الحكومة الاسرائيلية تستطيع الاطلاع على وثائق سرية. ولم تلق ساره ترحيباً حاراً من المجتمع الاسرائيلي منذ اللحظة التي تم الاحتفال فيها بفوز زوجها الحالي نتانياهو بالانتخابات في شهر أيار مايو عام 1996 عندما أصرت وللمرة الأولى في تاريخ الدولة العبرية ان تجلس مكان أحد أقطاب تكتل "ليكود" الفائز ارييل شارون محدثة ارتباكاً بين ساسة اسرائيل على الهواء مباشرة وهم يحاولون أخذ أماكنهم على المنصة. ووجهت وسائل الإعلام الاسرائيلية انتقادات لشخصية ساره التي حاولت في تصرفاتها العلنية وزوجها اتباع نمط أميركي غريب بعض الشيء عن النمط الذي اعتاد المجتمع الاسرائيلي على مشاهدته. وتفجرت الانتقادات بعد ذلك في اعقاب كشف صحيفة "يديعوت احرنوت" الاسرائيلية عن تصرفات ساره "العصبية والوقحة" ازاء الموظفين لديها من بينهم مربية طفليها من زوج آخر التي تعرضت للاهانات المستمرة وحبها لتقبل الهدايا الرخيصة من أي كان وان كانت عبارة عن حلوى أو زجاجة نبيذ في "السوبرماركت" من دون الأخذ بعين الاعتبار اعتراضات رجال الأمن الذين يشرفون على أمنها وزوجها. وأشارت الأنباء الصحفية الاسرائيلية نقلاً عن شهود عيان الى "تأثير ساره الشديد على نتانياهو" بسبب حالة القلق التي تسببها له الى درجة دفعت ابنته من زوجة أخرى الى الابتعاد عن بيت والدها والسكن في شقة خاصة بعيداً عن ساره التي طلبت منها أن لا تنادي نتانياهو بكلمة "أبي" أمام أطفالها. ودافع نتانياهو بشدة عن زوجته واتهم وسائل الإعلام الاسرائيلية أكثر من مرة باستهدافه وزوجته وقرر في حينه وقف الاشتراك بصحيفة "يديعوت احرونوت" التي نشرت افادات الشهود عن تصرفات ساره التي لا تطاق والتي وصفتها بأنها "تعرض حياة رئيس الحكومة للخطر". وإذا ما قررت المحكمة التي تنظر في قضية ساره وزوجها السابق نيوبرغر، السماح للأخير بنشر كتابه فسيكون من الصعب على نتانياهو الدفاع عن زوجته هذه المرة.