حينما افتتح مطار القاهرة الجوي الدولي للملاحة عام 1963، لم يكن احد يتوقع ان تصل حركة الطيران الى معدلاتها العالية الحالية فهناك 225 طائرة تابعة لنحو 87 شركة طيران تقلع وتهبط على مدار الساعة. وبلغ عدد الطائرات التي استخدمت المطارات المصرية العام الماضي 200 الف طائرة 536،94 منها استخدمت المطارات الدولية - غير مطار القاهرة الدولي بزيادة 20 في المئة عن العام 1996. كما ارتفع عدد مستخدمي تلك المطارات الى 159،6 مليون راكب بزيادة 28 في المئة عن العام 1996. وشهدت الشركة الوطنية "مصر للطيران" طفرة في توسيع شبكة الخطوط العالمية من خلال 280 رحلة اسبوعية مجدولة تصل الى 72 مدينة عالمية، بالإضافة إلى الرحلات العارضة والاضافية. وتُسيّر خطوط منتظمة مباشرة الى شرم الشيخ والغردقة والأقصر وأسوان والاسكندرية من المانيا وايطاليا وانكلترا وفرنسا والمجر والسعودية. كما تم توسيع شبكة الخطوط الداخلية لخدمة حركة السياحة الداخلية وحركة رجال الاعمال بمعدل 120 رحلة اسبوعيا بين القاهرة وكل من الاقصر واسوان وابو سمبل والوادي الجديد والغردقة وشرم الشيخ ومرسى مطروح والاسكندرية وطابا والعريش. وقامت الشركة الوطنية "مصر للطيران" بتحديث أسطولها الجوي ضمن خطة هدفها امتلاك أحدث جيل من الطائرات متنوعة السعة والمدى. ووصل حجم الاسطول الجوي الى 41 طائرة حديثة. وانضمت الى اسطول الشركة عشر طائرات ثمنها 13 بليون دولار لترتفع بذلك الاصول المالية للشركة الى نحو تسعة بلايين جنيه مصري. ونظرا الى ان صناعة الشحن الجوي تعتبر من اهم الصناعات المرتبطة بحركة التجارة العالمية وتحقق 30 في المئة من حجم التجارة العالمية، فان من المتوقع ان يشهد عام 1998 تحديث اسطول الشحن الجوي في المؤسسة الوطنية، اذ يتم تحويل طائرتين من طراز "ايرباص 300 /ب4" الى طائرات بضائع حمولتها 40 طنا للطائرة الواحدة ويحوي اسطول الشحن الجوي ثلاث طائرات اخرى. كما تم تطوير مجمع بضائع القاهرة، لتصبح طاقته الاستيعابية الحالية مئة الف طن سنويا ومجمع بضائع الاسكندرية لتصل طاقته الى 20 الف طن سنويا. واقيم في العام الماضي مجمع بضائع العاشر من رمضان بطاقة استيعابية قدرها 30 الف طن سنويا، وبكلفة 12 مليون جنيه مصري ليخدم 36 شركة طيران عربية وأجنبية. كما تم تخصيص 4800 متر مربع على مقربة من مطار القاهرة الدولي سيتم ربطها بمنطقة الصادرات وبلغت جملة الاستثمارات في ذلك الشأن 30 مليون جنيه مصري. ووضعت الحكومة المصرية خطة طموحة للارتقاء بالمطارات والوصول بها الى آفاق القرن ال 21 لضمان شروط السلامة والجودة. وتمت العام الماضي الموافقة على خطة لإنشاء مطارات جديدة وتطوير المطارات القائمة بكلفة اجمالية قدرها 751 مليون جنيه مصري. وتشمل الخطة انشاء ستة مطارات دولية طبقا للمواصفات العالمية وهي الغردقة وشرم الشيخ والاقصر وأسوان وطابا وغرب الاسكندرية. كما شملت ايضا ثلاثة مطارات محلية يمكن استخدامها دوليا مثل مطارات الطور والعريش وبورسعيد. وشملت الخطة ايضا تطوير 11 مطاراً داخليا لخدمة التنمية منها مطارات ابو سمبل والوادي الجديد ومرسى مطروح وسانت كاترين واسيوط والفرافرة والداخلة. كما تقرر طرح ثلاثة مطارات جديدة للانشاء على المستثمرين بنظام البناء والتشغيل وهي مطارات مرسى علم والعلمين ودهب. وسيجري تطوير مطارات تابعة للقوات الجوية ليصار الى استخدمها للاغراض المدنية ايضا وهي رأس بناس وسيوة، وتطوير ميناء قويسنا لخدمة حركة نقل البضائع للتصدير. وخلال العام الماضي تم التوقع على مشروع انشاء مطار مرسى علم بكلفة قدرها 120 مليون جنيه وتستغرق المرحلة الاولى منه بين ثلاث واربع سنوات. كما شهد العام 1997 انشاء مطاري الداخلة وشرق العوينات اللذين تم الانتهاء من تنفيذهما في زمن قياسي لا يتجاوز الأربعة اشهر بكلفة 25 مليون جنيه. وايضا تم انشاء مركز للصيانة والاصلاح الفوري للطائرات بكلفة 350 مليون جنيه على ثلاث شركات. وتم العام الماضي ايضاً فتح الباب امام شركات الطيران الخاصة لتسيير خطوط منتظمة بين مصر و50 دولة اوروبية وافريقية وآسيوية. وسمح لثماني شركات خاصة بالعمل في مجال الطيران المدني منها خمس شركات لنقل الركاب والبضائع وثلاث شركات تعمل بنظام التاكسي الجوي وفقاً لضوابط "هيئة الطيران المدني" التي اشترت السنة الفائتة برجين متنقلين لاستخدامهما في مطاري شرم الشيخ والجورة. ويشهد مطلع السنة الجارية افتتاح المبنى الاداري الجديد للشركة الوطنية "مصر للطيران" وهو على شكل طائرة ويحوي اغلب مكاتب الشركة المتناثرة في مواقع عدة. وتكلف بناؤه 500 مليون جنيه مصري. كما سيتم خلال 1998 الانتهاء من انشاء مطار اسوان الدولي بكلفة 130 مليون جنيه، وهو مبنى بشكل فرعوني والواجهة ستكون على شكل معبد الكرنك وخزان اسوان ويحوي خمس صالات وصول وخمس صالات سفر على مساحة نحو 17 الف متر مربع. وسيجري ربط مطار اسوان بغرفة تحكم مركزية في هيئة الطيران المدني ويحوي المطار ايضاً برجاً للمراقبة الجوية على أحدث النظم العالمية لخدمة الطائرات العملاقة. ويتوقع الانتهاء خلال السنة الجارية من تنفيذ مشروع ضخم لأتمتة المعلومات حيث يتم ربط مركز القاهرة الملاحي بالمطارات الدولية الستة الرئيسية وبأوروبا والسعودية، على ان يستغرق تنفيذه ثلاث سنوات. ثم تبدأ مرحلة التشغيل التجريبي عام 2002 بالتعاون مع الجانب الدولي اسوة بما يتبع في المراقبات الجوية في منطقة الشرق الاوسط. وسيتم ايضا تطوير مطارات نفطية لخدمة الحركة السياحية، هي مطارات العريش ورأس سدر وابو رديس وجبل الزيت.