اكد رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الامام محمد مهدي شمس الدين انه يعارض دخول الجيش اللبناني بلدة بريتال البقاعية. وقال رداً على سؤال ل "الحياة" ان لديه وعوداً موثقة من خلال الاتصالات التي اجراها مع رئيسي الجمهورية الياس الهراوي والحكومة رفيق الحريري وقيادة الجيش "ان الجيش لن يدخل البلدة في هذه الاجواء". ونفى شمس الدين وجود اي نوع من الاتصالات مع الشيخ صبحي الطفيلي، وقال رداً على سؤال عما اذا كان يؤيد محاكمة الطفيلي في حال توقيفه: "انا اقول انني اذا خالفت القانون والشرع فلأُحاكَم". وكان شمس الدين عقد امس مؤتمراً صحافياً في مقر المجلس لم يعرض خلاله اي مبادرة تتعلق بالشيخ الطفيلي، خلافاً لكل التوقعات، انما خصصه لطرح الموضوع المعيشي في البقاع عشية انعقاد جلسة مجلس الوزراء. واستهل المؤتمر الذي حضرته لجنة المصالحة في البقاع بتأكيد "الثقة بالجيش اللبناني وسائر القوى الأمنية التي تعهدت حفظ الأمن وترسيخ الاستقرار وحماية المنجزات التي تحققت في مسيرة السلم الأهلي ومشروع الدولة". وتوقف عند مبلغ المئة والخمسين بليون ليرة الذي رصدته الحكومة لإنفاقها على تنمية مناطق بعلبك - الهرمل وعكار. وأكد "ان الانماء لا يعني المساواة في الانفاق بل الانفاق على كل منطقة بمقدار حاجتها وحرمانها". واعتبر "ان المواطن البقاعي، لا الجيش ولا القوات السورية ولا الحكومة، مكّن لبنان من ان يفاخر بأنه من الدول النظيفة من زراعة المخدرات". وقال: "ان موضوع الزراعات البديلة اصبح لغزاً يحتاج الى فك من قبل الحكومة ووزارة الزراعة خصوصاً". وعرض في بيانه الاهمال المزمن الذي تتعرض له منطقة البقاع. وقال: "ان منطقة بعلبك - الهرمل ما كانت في الماضي وليست اليوم خارجة على القانون، ولم يكن ما حصل فيها دائماً من ممارسة السلطة لمسؤولياتها ومهامها كالذي حصل في الايام الاخيرة سبباً لإعادة المواطنين في هذه المنطقة الى سلطة القانون". ورأى "ان القضية اخطر من ان تترك لتفاعلاتها وللآليات الحاكمة لها كما حدث حتى الآن، وهي اخطر من ان تترك لأي مغامرات وتجاذبات سياسية او تسويات سياسية". وقال: "ان القضية ليست بقاعية ولا شيعية انما هي قضية المحرومين في وطنهم". وشدد على ان مبلغ ال150 بليون ليرة "لا يعتبر سقفاً بل بداية". وأكد على شرط "الشفافية التي تمكن الناس من المراقبة والمحاسبة على انفاق الاموال المرصودة". ورداً على سؤال ل "الحياة" عن كلامه ان المواطنين في البقاع لم يخرجوا على سلطة القانون ليعادوا اليها وهل هذا ينطبق على الشيخ الطفيلي قال شمس الدين: "هناك انطباع موجود دائماً ان المنطقة طافرة وخارجة على القانون، والجيش يدخل من اجل تأديبها، انا لا اتكلم على وجود شخص مخالف او مجرم لا يطاوله القانون، هذا موجود في كل الدنيا، الانطباع السائد ان الجيش دخل لإعادة سلطة القانون الى المنطقة، هذا المفهوم خطأ او ظلم، المنطقة لم تخرج على القانون، الجيش حين يدخل منطقة بعلبك - الهرمل انما لحفظ امن عام، لا لأن ثمة منطقة منفصلة عن لبنان او خارجة على دستوره وقوانينه". وطالب شمس الدين بمعاقبة "كل من ارتكب مخالفة للقوانين المرعية الاجراء ومن اطلق النار على الجيش قصداً يطاوله القانون، نعم اطلب معاقبته. هنا لا مجاملة لأحد على الاطلاق". وأكد ان معالجة قضية الشيخ الطفيلي "تكون بالقانون، اما كشخص، فهذا يرجع الى الجهات ذات العلاقة". ورأى "ان اهمال المنطقة أدى الى الشعور بالغضب والظلم وهو يعبّر عن نفسه". ودعا الى "انتظار نتائج التحقيقات القضائية للتأكد من حصول اعتداء متعمّد على الحوزة الدينية، واذا ثبت فان المجلس سيتحرك على المستوى المناسب". ونفى وجود اي نوع من الاتصالات مع الشيخ الطفيلي، لكنه ابدى قلقه "اذ ان الفتنة اللبنانية عوّدتنا في جميع تمظهراتها من الفريق الثاني والعامل الخفي، ومن هنا اعتمادنا كبير على وعي قيادة الجيش وأهلنا في بريتال والمنطقة، ان تكون العلاقة نظيفة في شكل لا يسمح بحدوث اخطاء، لا المنطقة تتحمل اخطاء وخيمة من هذا القبيل ولا وضعنا العام في لبنان ايضاً". فضل الله وقال العلامة السيد محمد حسين فضل الله: "اننا نعمل لفك الطوق عن بريتال وعدم دخولها، لأن ذلك سيؤدي الى مجزرة وفتنة لا يعلم الا الله مداها، وقد اعطانا المسؤولون كلاماً انهم لن يدخلوها". وأشار الى ان "أعداء الاسلام يريدون الافادة من اي نقطة ضعف او خلاف او مشكلة تحدث بين المؤمنين لإضعاف الحال الاسلامية وجعل الناس يفقدون الثقة بها". وتمنى "جمع الشمل ويمكن الدخول في عملية نقد ذاتي بعد تجاوز المرحلة الصعبة". ودعا "أمير حركة التوحيد" الشيخ سعيد شعبان الدولة الى "الرجوع عن خطأها والبدء بورشة الانماء والاعمار في البقاع وعكار، والتوقف عن جباية الضرائب من المناطق التي حرمتها عقوداً طويلة". واعتبر النائب خالد ضاهر من "الجماعة الاسلامية" ان "ما حصل كان مفاجئاً للجميع". وأشار الى ان "ازمة البقاع ليست امنية حتى تنتهي بدخول الجيش بل هي ازمة حرمان مزمن". ودعا نائب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي دريد ياغي كل القوى الى "التعالي على الجراح لوأد كل اشكال الفتنة" مشيراً الى ان "الدولة عبّرت اخيراً عن صحة ما تعانيه هذه المنطقة من الحرمان المزمن وغير المتوازن". وطالب "بالتخفيف من الاجراءات الامنية، وخصوصاً على مدخل بريتال".