موسكو - أ ف ب - يتوجه الرئيس الروسي بوريس يلتسن الاثنين المقبل الى روما في زيارة مهمة يقوم خلالها لدى البابا يوحنا بولس الثاني بدور الوسيط في الأزمة بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الارثوذكسية ويعزز العلاقات بين روسيا وايطاليا، الشريك التجاري الثاني لموسكو في أوروبا. وسيستقبل البابا بعد ظهر الثلثاء الرئيس الروسي الذي سبق ان التقاه في كانون الأول ديسمبر 1991 اثر انهيار الاتحاد السوفياتي، وفي الفترة التي لم تكن العلاقات بين الكنيستين "الشقيقتين" بلغت بعد هذا المستوى من الجمود. فقد اتسعت الهوة منذ تلك الفترة بين الكنيسة الكاثوليكية التي يتبعها نحو نصف مليون في روسيا، من أصل 147 مليون نسمة، والكنيسة الارثوذكسية المقربة من الحكم وتتمتع بنفوذ كبير في روسيا وتتبعها الغالبية الساحقة من الروس. واتهمت الكنيسة الارثوذكسية الكنيسة الكاثوليكية بالقيام بأعمال تبشيرية لحمل الشعب على الانضمام اليها، ورحبت باعتماد البرلمان الروسي في الخريف الماضي قراراً حول الديانات اعتبرت الكنيسة الكاثوليكية انه ينطوي على تمييز. ويفرض هذا القانون على المنظمات الدينية ان تسجل نفسها او ان تجدد تسجيلها قانونياً، وهو اجراء اداري معقد يهدف الى الحد من اتساع الملل، ويسيء بالفعل الى مذهب الأقليات ومنها الكاثوليكية والبروتستانتية. ويرى البابا ان هذا القانون، الذي ينص في صيغته الأخيرة على انه لا يمكن للكنائس ان تتمتع بحرية التعبير الكاملة، إلا بعد ان تثبت وجودها على الأراضي الروسية منذ ما لا يقل عن 15 سنة، يشكل "عقبة أمام الحوار بين الكاثوليك والارثوذكس". وتجد الكنيستان الكاثوليكية والبروتستانتية، اللتان كانتا مضطرتان الى العمل خفية في عهد الاتحاد السوفياتي، صعوبات في تقديم مثل هذه الاثباتات. وفي الفاتيكان، يسود الاعتقاد بأن البابا سيطلب على الارجح من ضيفه القيام بدور الوسيط بينه والبطريرك الكسيس الثاني لافساح المجال أمام لقاء بينهما أعلن عنه منذ فترة طويلة. كما الغيت في اللحظة الأخيرة قمة كانت ستعقد بين البابا ورئيس الكنيسة الارثوذكسية الروسية في فيينا في حزيران يونيو الماضي.