انتهت اجتماعات اللجنة الروسية - السورية بتوقيع عدد من الاتفاقات الثنائية بينها اتفاق للتعاون في مجال استخدام الطاقة الذرية في المجال السلمي. وقالت مصادر روسية ل "الحياة" ان الرئيس بوريس يلتسن اكد في الرسالة الخطية التي سلّمها وزير العدل سيرغي ستيباتشين الى الرئيس حافظ الاسد "نيّة روسيا في بناء العلاقات الاستراتيجية مع سورية". وفي ختام اجتماعات اللجنة وقّع وزير الطاقة فيكتور ميخائيلوف والمدير العام ل "الهيئة العامة للطاقة الذرية" الدكتور ابراهيم عثمان اتفاقاً للتعاون في مجال الاستخدام السلمي للطاقة الذرية. ونقلت مصادر مطلعة ل "الحياة" عن الدكتور عثمان قوله في حفلة التوقيع: "طالما ان سورية جزء من المعاهدة الدولية لمنع انتشار الاسلحة النووية وتخضع منشآتها لنظام الضمانات الشاملة، فان اتفاقنا يتعلق بالاستخدام السلمي للطاقة"، في حين قال ميخائيلوف "جئنا الى الارض التاريخية حاملين الطاقة الذرية السلمية، لكن بمعدات وتقنيات حديثة وعالية جداً". يذكر ان سورية وقّعت في العام 1912 مع المدير العام ل "الوكالة الدولية للطاقة" هانس بليكس اتفاق الضمانات الشاملة، الذي يخضع المنشآت السورية لتفتيش دوري مفاجئ، علما بأن اسرائيل ترفض الى الآن توقيع المعاهدة. وقال الدكتور عثمان ان الاتفاق يهدف الى "الاستخدام السلمي للطاقة بما يفيد الانسان في مجال الصحة والبيئة". والى هذا الاتفاق، وقّع الوزير ستيباشين ووزير الاقتصاد الدكتور محمد العمادي اتفاقات اخرى في مجالات منع الازدواج الضريبي والسياحة واقامة مشاريع استثمارية مشتركة ورفع مستوى التبادل التجاري. وقال وزير العدل الروسي خلال التوقيع: "تطرقنا الى موضوع الالتزامات المالية المتبادلة"، مشيراً الى وجود "مبدأ روسي" مفاده ان مشكلة متأخرات القروض الروسية المستحق على سورية البالغة نحو 11 بليون دولار اميركي "يجب ان تُحلّ على قاعدة المنفعة المتبادلة والصيغة المقبولة وعلى أسس علاقات الصداقة التي تربط البلدين". واشار ستيباشين الى انه لمس "لدى القيادة السورية استعداداً لحل المشكلة". وحصل خلال المحادثات خلاف شكلي يعكس وجهة نظر كل طرف في الامور العالقة بين موسكوودمشق، اذ ان الجانب السوري اعتبر اجتماع اللجنة هو "الاول" وان اتفاق التعاون في مجال الطاقة الذرية "جديد" رافضاً اطلاق "مذكرة تفاهم" على محضر الاجتماعات، في حين اشار المسؤولون الروس الى ان اجتماع اللجنة "دوري" وان الاتفاقات الموقعة "استمرار" للاتفاقات التي سبق ان عُقدت في العام 1983 عندما اقيمت العلاقات الاستراتيجية بين الاتحاد السوفياتي السابق وسورية. وقالت مصادر المجتمعين ان "اعتراف دمشق بأن هذا الاجتماع دوري، يعني اعترافها بأن روسيا الاتحادية وريث للاتحاد السوفياتي وبالتالي يجب سداد الالتزامات المالية لها، في حين ان دمشق تربط الاعتراف بهذه الوراثة بقيام روسيا بالدور السياسي الذي كان يقوم به الاتحاد السوفياتي". وفيما غادر الوفد الروسي دمشق، امس يبدأ اليوم رئيس مجلس ال "دوما" البرلمان الروسي غينادي سيليزنيوف زيارة الى سورية في اطار جولة شرق اوسطية.