في مفاجأة أذهلت الناشرين العرب في معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام، تحوّل القارئ المصري إلى نوعية جديدة من الكتب لم تكن تلقى رواجاً من قبل، وهي الكتاب العلمي المكتوب باللغة العربية. وكان الناشرون العرب يعدّون نشر هذه النوعية من الكتب مجازفة نظراً لضعف الإقبال عليها. لكن هذا العام تحولت اثنتان من أكبر دور النشر المصرية إلى نشر الكتب العلمية العربية التي ألفها أساتذة مصريون وهما المكتبة الاكاديمية التي تخصصت لسنوات طويلة في استيراد الكتب العلمية للجامعات العربية من أوروبا والولايات المتحدة الاميركية ودار النشر للجامعات المصرية، وكانت متخصصة في نشر الكتب القانونية. ولفت الانتباه أيضاً الإقبال على الكتب العلمية العربية المطبوعة في ليبيا، من تأليف أساتذة مصريين، مثل كتاب "الامراض الباطنة في الطب البيطري" للدكتور محمود نديم. وقد ألحق به قاموساً للمصطلحات البيطرية بالعربية والانكليزية. وكانت جهود بذلت لتعريب العلوم في الجامعات العربية من قبل المجامع العربية، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم التي أنشأت مكتباً لتنسيق جهود التعريب، غير أن هذه الجهود باءت بالفشل. ويبرر معارضو تعريب العلوم موقفهم بعدم توافر الكتب والدوريات والمصطلحات العلمية، وضرورة توافرها قبل بداية التعريب. وكان مجمع اللغة العربية الاردني، بذل جهوداً رصينة في ترجمة وإعداد كتب علمية لم تجد من يدرًّسها رغم عرضها على مختلف الجامعات العربية. كما أعد المركز الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية في الاسكندرية كتباً طبية عربية لم يتحمس ناشر عربي لإصدارها. وأصدر مجمع اللغة العربية في القاهرة 16 معجماً علميا، لم تجد من يهتم بها. وأنشئت في القاهرة جمعية لتعريب العلوم بدأت خطواتها تلقى تأييداً شديداً، خصوصاً في مجال الحاسبات الالكترونية. والسؤال هو: هل تنجح دور النشر الخاصة، حيث فشلت الجهود الرسمية طوال ال 30 عاماً الماضية في تعريب العلوم؟