طمأن وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، في اتصال هاتفي أجراه الوزير عقب عودته من بغداد ليل الثلثاء - الأربعاء إلى أن "العراقيين مستعدون لاستقباله بقلب مفتوح وحرص على نزع فتيل الأزمة". وأبلغ الوزير الأمين العام موقف بغداد. وواصلت قطر أمس تحركها لدعم جهود الحل الديبلوماسي للأزمة بين العراق والأمم المتحدة. واجتمع وكيل وزارة الخارجية القطرية السيد عبدالرحمن العطية مع سفراء الدول العربية وسفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن كلاً على حدة، وأطلعهم على نتائج زيارة وزير الخارجية لبغداد. وقال العطية الذي رافق الوزير في الزيارة لپ"الحياة" أنه نقل للسفراء "وجهة نظر قطر في إطار دعم الجهود الديبلوماسية لدرء الخطر وإيجاد حل" للأزمة. وأشار إلى أن قطر أبلغت القيادة العراقية "وجهة نظرها المخلصة لتجنيب العراق وشعبه والمنطقة ما لا تحمد عقباه". وشدد على أن بلاده تحرص على "سلامة العراق وشعبه ووحدة ترابه وسيادته". وعلمت "الحياة" أن قطر ستواصل مساعيها الديبلوماسية ويتوقع إجراء اتصالات بالدول الأخرى الأعضاء في مجلس التعاون وفي مقدمها السعودية، لإطلاعها على نتائج زيارة الشيخ حمد بن جاسم لبغداد. وتمنى مجلس الوزراء القطري أمس أن تكلل زيارة أنان للعراق بالنجاح، مشدداً على ضرورة "إفساح المجال للجهود التي من شأنها رفع المعاناة عن الشعب العراقي، وتحفظ للعراق سلامته". وقال السفير العراقي في الدوحة السيد أنور صبري عبدالرزاق الذي رافق وزير الخارجية القطري إلى بغداد أن العراق سيتجاوب مع أنان الذي سيأتي بپ"أرضية مشتركة اتفقت عليها الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن". وقال عبدالرزاق لپ"الحياة" أن زيارة الشيخ حمد بن جاسم "سهلت مهمة" الأمين العام، مشدداً على أن العراقيين "سيتجاوبون تجاوباً كبيراً مع المهمة". وتابع أن مواقف دول مجلس التعاون التي أعلنت حرصها على تجنيب العراق والمنطقة أخطار الحرب أثارت "ارتياحاً لدى القيادة العراقية". ووصفت موقف البحرين الرافض استخدام أميركا أراضيها لضرب العراق بأنه "ضربة للاستراتيجية العسكرية الأميركية الهادفة إلى شن العدوان". واستغرب الموقف الكويتي الذي يتحدث عن "عدوان عراقي"، قائلاً أن "العراق هو الذي يدافع عن أرضه". وذكر السفير العراقي أن الرئيس صدام حسين أثناء لقائه الوزير القطري "كان سعيداً والتجاوب كان عميقاً". ونقل عن صدام قوله للوزير: "يا شيخ حمد أنا وأنت على القيادة العراقية" في إشارة إلى أن العراق سيتخذ الموقف الإيجابي لإنجاح التحرك القطري.