إذا كنت تنوي زيارة مدينة اسوان 850 كيلومترا جنوبالقاهرة، للاستمتاع بكنوزها الاثرية ومعالمها الحضارية فيجب ألا تفوتك فرصة مشاهدة معالمها الطبيعية والحضارية. وعليك ان تخصص لهذا الغرض يوماً كاملاً للتجول في جزيرة النباتات، إحدى الجزر الصغيرة وسط نيل اسوان للاستمتاع بمشاهدة النباتات والطيور الاستوائية التي يندر وجودها في كثير من حدائق العالم. ويرجع تاريخ انشاء جزيرة النباتات الى عام 1898، حين اختار اللورد كتشنر، احد مندوبي انكلترا في مصر، جزيرة نيلية بيضاوية الشكل تقع قبالة مدينة اسوان، وتبلغ مساحتها نحو 18 فدانا ليتخذها منتجعاً شتويا له ولأسرته. واختار المهندسون أنواعاً نادرة من النباتات تلائم البيئة الاستوائية المدارية لزرعها فيها. ولا يزيد عرض الجزيرة على 115 مترا، وهي تحوي نباتات صحراوية واستوائية واشجاراً ونباتات عطرية واخرى للزينة. وأعيد تقسيم الجزيرة الى 27 حوضا وأخضعت لإشراف وزارة الري في مطلع القرن الجاري، الى ان ألحقت عام 1988 بوزارة الزراعة كونها تحوي انواعاً عدة نادرة من الاشجار. وتمثل الجزيرة لزائرها متحفاً طبيعياً يحوي 2000 شجرة تنتمي الى 200 نوع نباتي. وتحوي الجزيرة مجموعات نباتية نادرة مثل الجميز والفيكس والماهوني والأبنوس والتمر هندي والكافور، واشجار الكابا والباباظ والجاك فروت، ويزيد عمر بعضها على 90 عاماً، فضلا عن مجموعات من نباتات الزينة مثل الكالكوريا والنوفاليم، وجوز الهند. والجزيرة فيها نباتات عطرية مثل الفل والياسمين والسدب والريحان، بالاضافة الى التوابل الاستوائية مثل الزنجبيل والقرفة والفلفل الاسود. وتعد الجزيرة مزاراً سياحياً مهماً للمصريين والسياح العرب والأجانب الذين يفدون الى مصر صيفاً وشتاءً، وحسب تقديرات المسؤولين يكثر عدد المصريين الذين يزورون الجزيرة هذه الايام، سيما بعد تأثر حركة السياحة الخارجية عقب حادثة الاقصر الاخيرة. ويصل عدد الزوار يوميا الى نحو خمسة آلاف مصري بالاضافة الى نحو 2000 زائر من العرب والاجانب وذلك في الايام العادية. وفي ايام المواسم والاعياد تقفز حركة الزيارة اليومية الى 10 آلاف زائر يوميا على الاقل. وبالاضافة الى النباتات تحوي الجزيرة أنواعاً نادرة من الطيور والحيوانات الافريقية والصحراوية مثل الطاووس الهندي والابيض والكبش الاروي والنسناس ومجموعة من الطيور مثل دجاج الوادي والغزلان الفضية وغيرها. وانتهى العمل في مشروع مهم لتطوير متحف حديقة النباتات يحوي صالة للعرض تشمل خريطة ضوئية للحديقة، ومشتملاتها المهمة والنادرة. وستلحق بالمتحف غرفة للكومبيوتر تحوي معلومات كاملة عن الحديقة، ليتسنى لأي باحث او زائر الحصول على اي معلومات عن الحديقة ونباتاتها. كما سيلحق بالمتحف معمل للتربة والنباتات ليكون مركزا للهندسة الوراثية الزراعية.