اعتبر الرئيس علي عبدالله صالح أمس الأزمة بين العراق والولايات المتحدة "خطراً جديداً يهدد أمن المنطقة". وقال في كلمة في لقاء مع رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد إن العراق أبدى استعداده للقبول بتفتيش المواقع الرئاسية. ووصف الموقف العراقي بأنه "تطور" ينبغي عدم تجاهله من قبل المجتمع الدولي، الذي طالبه الرئيس صالح بموقف مؤيد لرفع الحصار عن الشعب العراقي. وكان الرئيس اليمني بدأ أمس زيارة لماليزيا هي الأولى من نوعها يقوم بها رئيس يمني لهذا البلد. وفتح علي عبدالله صالح مجالات واسعة في العلاقات الاقتصادية والاستثمارية والتبادل التجاري بين بلاده وماليزيا من خلال المحادثات التي أجراها مع كبار المسؤولين الماليزيين اثناء زيارته الحالية لكوالالمبور، وفي طليعة هؤلاء الدكتور مهاتير محمد والملك الماليزي جعفر تانكو، إضافة إلى وزراء ورجال أعمال ماليزيين التقاهم في إطار اهتمامه بتوسيع دائرة العلاقات الاقتصادية والتجارية بين بلاده ودول شرق القارة الآسيوية. وكان علي صالح بدأ أمس جولة آسيوية تشمل، إضافة إلى ماليزيا، كلاً من الصين وأندونيسيا وربما يعرج على سنغافورة في طريق عودته إلى صنعاء. واحتلت الأوضاع في منطقة الخليج العربي في ضوء الأزمة الراهنة بين العراق والأمم المتحدة ومسيرة السلام المتعثرة في الشرق الأوسط حيزاً كبيراً من المحادثات اليمنية - الماليزية، إضافة إلى التعاون الثنائي اقتصادياً وسياسياً ومسألة التعاون والتكامل بين الدول الإسلامية والعربية بما يعزز دورها الاقليمي والدولي في التأثير ايجاباً في القضايا العربية والإسلامية. وتحدثت مصادر في الوفد المرافق للرئيس اليمني عن تطابق وجهات النظر بين الجانبين حيال الأزمة بين العراق والولايات المتحدة، إضافة إلى أن الجانبين يعتبران تعنت الحكومة الإسرائيلية سبباً رئيسياً لتعثر مسيرة السلام في الشرق الأوسط. ووقعت خلال الزيارة أربعة اتفاقات للتعاون التجاري والاستثماري والاقتصادي والثقافي والتعليمي والسياحي بين البلدين اللذين سيتبادلان البعثات الطلابية والدراسية بينهما، كما ستتابع الاتصالات بين الحكومتين عبر لجنة مشتركة برئاسة وزيري الخارجية. وكان رئيس الوزراء الماليزي الدكتور مهاتير محمد أشاد بنجاح برنامج الاصلاح الاقتصادي في اليمن، واعتبر ذلك أهم خطوة لفتح المجال أمام التعاون الاقتصادي مع بلاده. وقال مهاتير في كلمة ألقاها في عشاء أقامه على شرف علي صالح: "ان زيارة الرئيس علي عبدالله صالح مهمة وتجدد العلاقات التاريخية القديمة على اعتبار أن اليمنيين كانوا أول من جاء إلى ماليزيا من المنطقة العربية ونشروا الدين الإسلامي وأصبحوا جزءاً من أبناء الشعب الماليزي". وأعرب عن أسفه لعدم تطور العلاقات اليمنية - الماليزية في السابق قياساً بالعلاقات التاريخية المهمة قديماً، ووعد بالعمل المشترك من أجل تطوير العلاقة الثنائية مستقبلاً "بخاصة ان ماليزيا تبحث عن فرص ايجابية للاستثمار في المنطقة الحرة في عدن". وأشار مهاتير إلى توفر كثير من الفرص الاقتصادية بين البلدين، لكنه ربط زيادة التعاون بينهما بخروج ماليزيا من أزمتها الاقتصادية والمالية الراهنة. وكان الرئيس اليمني التقى عدداً من رجال الأعمال الماليزيين وحضهم على الاستثمار في اليمن والتعاون مع رجال الأعمال اليمنيين الذين رافقوه في هذه الزيارة، كما التقى في مقر اقامته أبناء الجالية اليمنية والطلاب والدارسين اليمنيين في ماليزيا. وفي هذا السياق تواصلت المحادثات اليمنية - الماليزية على هامش زيارة علي صالح، إذ التقى السيد عبدالعزيز عبدالغني رئيس المجلس الاستشاري والدكتور عبدالكريم الارياني وزير الخارجية عدداً من رجال الأعمال وقادة الأحزاب السياسية والوزراء في الحكومة الماليزية.