فريتاون، نيويورك - أ ب، أ ف ب - قامت طائرات تابعة للقوات الغرب افريقية التي تقودها نيجيريا بطلعات استكشافية فوق فريتاون ووجهت بنيران المضادات الارضية التابعة للانقلابيين العسكريين الذين عمدوا في الوقت نفسه الى قصف مواقع القوات الافريقية خارج العاصمة في محاولة لوقف تقدمها. مع احتدام المعارك بين الجانبين سادت حال من الذعر وسط سكان المدينة الذين لجأ عدد منهم الى مقر الصليب الأحمر الدولي أو حاولوا الفرار الى غينيا المجاورة. وكان مصير بعضهم الغرق في المراكب الصغيرة التي استقلوها لعبور نهر "غريت سكارسيز" الى بر الامان. وأفيد ان خمسين شخصاً قتلوا غرقاً لدى محاولتهم عبور النهر بعد اصطدام قاربهم بصخرة. وفي الوقت نفسه، افادت مصادر اغاثة دولية ان 68 مدنياً اصيبوا بجروح نتيجة القصف في فريتاون. وقالت مصادر الصليب الأحمر الدولي ان اكثر من 2500 شخص لجأوا الى مقرها في المدينة عندما توقفت المعارك لفترة قصيرة قبل ان تحتدم مجدداً في الصباح. الى ذلك، دعا مجلس الأمن امس الى وقف فوري للمعارك في سييراليون وندد بالهجوم الذي تشنه القوات الغرب افريقية ايكوموغ على فريتاون. وقال رئيس المجلس دنيس دانغي رايواكا الغابون للمراسلين في ختام اجتماع مغلق باعضائه الخمسة عشر مساء أول من امس ان الاعضاء "يدعون الى وقف فوري للمعارك ويعربون عن تأييدهم لارساء الشرعية الدستورية بالطرق السلمية". وأضاف: "ان المجلس يشعر بقلق بالغ ازاء الوضع الانساني اذ يبدو ان وضع السكان المدنيين اخذ في التدهور مع العملية العسكرية التي بدأتها القوة الافريقية الغربية". وأشار الى ان المجلس رحب باقتراح الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان باقامة مكتب اتصال للامم المتحدة في سييراليون قوامه عشرة اشخاص. لكن الديبلوماسيين الغربيين اعربوا من جانبهم عن رغبتهم في ارجاء مناقشة هذا الموضوع نظرآً للوضع العسكري الميداني. ويشار الى ان مكتب الاتصال كما اقترحه انان يفترض ان يضم عشرة عسكريين يكلفون مهمة تقييم الوضع بالتنسيق مع القوات النيجيرية لحفظ السلام في اللجنة الافريقية. وتسعى القوات النيجيرية الى طرد العسكريين من السلطة في فريتاون وأعادت الرئيس المنتخب احمد تيجان كباح. وتدور منذ الثلثاء معارك على ابواب العاصمة السيراليونية. ويبدو سكان فريتاون وكأنهم وقعوا في الفخ داخل العاصمة التي تقع في اقصى شبه جزيرة وليس امامهم سبيل للخروج من المدينة لأن القوات الغرب افريقية قطعت كل الطرق التي تصلها بباقي انحاء البلاد.