دان مكتب الرئيس البوسني علي عزت بيغوفيتش ممارسات الحكومة الفرنسية التي تتعمد إهمال سيادة جمهورية البوسنة - الهرسك وتدعم القوى الساعية الى تقسيمها، فيما قرر نواب مسلمون في برلمان الكيان الصربي سحب دعمهم لحكومة مليوراد دوديك بسبب اصرارها على مواصلة الممارسات العنصرية الصربية تجاه مستقبل مدينة برتشكو. جدار فاصل أتى ذلك في وقت بدأ صرب البوسنة تشييد جدار يفصل بين الشطر الواقع ضمن كيانهم في ضاحية دوبرينيا وبين مناطق ساراييفو الاخرى لقطع الاتصالات والتنقل بينهم وبين انحاء المدينة احتجاجاً على اعتقال شرطة الاتحاد الفيديرالي المقاتل الصربي السابق غوران فاسيتش بتهمة قتل نائب رئيس الحكومة البوسنية الأسبق حقي توراليتش في كانون الثاني يناير 1993. واعلن الناطق باسم اللجنة الصربية التي تنظّم الاحتجاجات على اعتقال فاسيتش في تصريح الى اذاعة بلغراد امس الاربعاء "انه تم تشكيل فرق خاصة لمنع كل اشكال التنقل بين شطري ساراييفو الصربية والمسلمة". واجتمعت مبعوثة الاممالمتحدة الخاصة لحقوق الانسان اليزابيث رين بأعضاء لجنة الاحتجاج الصربية ثم زارت السجن المركزي في ساراييفو والتقت بالمتهم فاسيتش وأفادت "انه فاسيتش أنكر علاقته بالتهمة المنسوبة اليه ويفضّل الذهاب الى محكمة لاهاي على البقاء في سجن ساراييفو". ونقل تلفزيون ساراييفو امس عن الناطق باسم الاممالمتحدة في ساراييفو الكسندر ايفانكو بأنه "تم الطلب من محكمة لاهاي البتّ في قضية غوران فاسيتش وتحديد ما اذا كان ينبغي اطلاق سراحه او محاكمته والجهة المعنية بذلك". اتهام فرنسي وأذاع تلفزيون ساراييفو امس نص البيان الذي سلّمه مكتب الرئيس علي عزت بيغوفيتش الى السفير الفرنسي لدى البوسنة واستنكر "الاهانة التي لحقت بالشعب البوسني بسبب الاستقبال الرسمي الذي حظيت به رئيسة الجمهورية الصربية بيليانا بلافيتش في قصر الاليزيه كرئيسة دولة وبشكل لا يمكن اعتباره تشجيعاً للقوى التي تطبّق اتفاق دايتون لأن هذا الهدف لن يحصل من خلال تجاهل مؤسسات البوسنة - الهرسك ودعم قوى التقسيم". ودان البيان تجاهل الحكومة الفرنسية لوزارة خارجية البوسنة - الهرسك في توجيه الدعوة الى بيلافيتش "الذي يدلّ على استخدام سياسة متعجرفة من قِبَل دولة كبيرة فرنسا تجاه دولة صغيرة البوسنة تصارع من اجل البقاء ليس السلوك الاول الذي يتعمّده الجانب الفرنسي خصوصاً عندما يتذكّر شعبنا البوسني بألم منع القوات الفرنسية وصول المساعدات الدولية الى السكان المحاصرين في سريبرينيتسا ما ادى الى مجازر في هذه المدينة في شهر تموز يوليو 1995 لم يحدث مثيل لها الا في الحرب العالمية الثانية وثبت ان الاوامر الى القادة الفرنسيين في البوسنة كانت صادرة من الرئيس شيراك نفسه". وصرحت بيلافيتش بعد مقابلتها للرئيس الفرنسي انها "اوضحت للرئيس شيراك اهمية ممر برتشكو للصرب وطلبت منه دعمه في بقاء المدينة ضمن الجمهورية الصربية". كما افادت بلافيتش في العاصمة النمسوية حيث تعقد لجنة التحكيم الدولية اجتماعها قبل اصدار قرارها بخصوص مستقبل برتشكو بأنها اوضحت للمسؤولين في النمسا انه "من دون برتشكو لن تبقى الجمهورية الصربية موحدة اذ ليس مقبولاً ان تُمنح مدينة غوراجدا ممراً عرضه 6 كيلومترات في حين يحاول البعض حجب مثل هذا الممر عن عشرات المدن الصربية". برتشكو على الصعيد ذاته حذر رئيس حكومة صرب البوسنة ميلوراد دوديك من ان فقدان الجمهورية الصربية لمدينة برتشكو سيؤدي الى سقوط حكومته "وتمكين القوى القومية المتشددة لاستلام الامور مجدداً وانهاء مسيرة التحولات الديموقراطية واستمرار تأزم الاوضاع في البوسنة - الهرسك". وقال في كلمة امام لجنة التحكيم "اذا اراد المجتمع الدولي البوسنة موحدة وفق اتفاق دايتون كما هو الحال الآن حيث علمها في صدر مكتبي ورقم سيارتي وفق لوحاتها فإنه يقتضي بقاء برتشكو في الجمهورية الصربية لضمان حياة 600 ألف مواطن في بانيا لوكا والمناطق الاخرى الغربية في حين ان الامر بالنسبة للطرف الآخر المسلم يتعلق بعشرة آلاف شخص من برتشكو فقط".