خطف الفيلم الهندي "الارهابية" جائزة الهرم الذهبي في نهاية الدورة الثانية والعشرين لمهرجان "القاهرة" السينمائي الدولي، وكادت الافلام العربية المشاركة ان تخرج من المسابقة صفر اليدين لولا جائزتين واحدة لا علاقة مباشرة لها في اختيارات لجنة التحكيم. "الارهابية" فيلم لمخرج جديد اسمه سانتوش سيفان والمخرج السوري نبيل المالح، الذي شارك في لجنة التحكيم، لم يخف اعجابه: "هناك دوماً فيلم واحد يبهر اكثر من غيره ما يجعل الكلام في الافلام الاخرى نوعاً من تحصيل الحاصل. "الارهابية" هو احد هذه الأفلام وكل اعضاء لجنة التحكيم ارتآ ذلك. هذا المخرج بدا لنا واعداً بقدرات رهيبة في المستقبل ما استوجب منح فيلمه الجائزة الأولى". وبلغ اعجاب لجنة التحكيم التي ترأسها جون مالكوفيتش بالفيلم حداً منح معه مخرجه سانتوش سيفان جائزة افضل مخرج. وبدا بعض المخرجين العرب مذهولاً امام خروجه من المولد بلا مؤونة تقديرية. والشائع قبل اعلان الجوائز بساعات هو ان جون مالكوفيتش، رئيس لجنة التحكيم، لم يحبذ فيلم عبداللطيف عبدالحميد "نسيم الروح" واعتبر ان الفانتازيا التي يطلقها لا تستند الى مبررات واقعية كافية. ولم يلق هذا الرأي قناعة لدى النقاد العرب الذين اعجبوا بذلك المزج بين الواقع والخيال. خرج من المسابقة خالي الوفاض موهبة عربية مهمة لعبت بطولة الفيلمين السوريين المشتركين هو بسام الكوسا. عبر "تراب الغرباء" و"نسيم الروح" قدم الممثل خامته الجيدة على افضل وجه. وتردد ان مالكوفيتش لم يستهضم الكوسا في "نسيم الروح" لكنه اعجب به في "تراب الغرباء" وإن لم يكن الاعجاب يستحق ان يصوّت لمصلحته. الذين توجهوا لمشاهدة فيلم "الارهابية" حال سماعهم عن احتمال فوزه فوجئوا ان الصالة التي كان من المفترض بها ان تعرض الفيلم اسمها كوزموس استبدلته بفيلم هنغاري. وسمعنا عن مثل هذه الاستبدالات انها تحدث اكثر من مرة في اكثر من صالة ولا احد يدري لماذا ولا المنجم يدري. الملاحظ ان عدد الرواد، باعتراف حسين فهمي، قلّ هذه السنة "لكن مع ارتفاع النوعية" كما يقول. وهذا الانخفاض قد يكون سابقة، خصوصاً وان العديد من الافلام الجيدة يعرض خارج المسابقة.