القدس المحتلة، نابلس، بيت لحم الضفة الغربية - رويترز، أ ف ب - تظاهر مئات من سكان مدينة نابلس في شمال الضفة الغربية امس مطالبين باطلاق اكثر من ثلاثة آلاف فلسطيني تعتقلهم اسرائيل في سجونها. وكانت نابلس شهدت اول من امس تظاهرات مماثلة تحولت في نهاية الأمر الى تبادل لاطلاق النار بين الشرطة الفلسطينية وأنصار حركة "فتح" الذين كانوا يحتجون على قمع الشرطة لتحركهم وأسفرت عن جرح 19 شخصاً من الجانبين. والى جانب الشعارات المناهضة لاسرائيل، ردد المتظاهرون امس شعارات تندد بقائد الشرطة الخاصة في نابلس المكلفة مكافحة الشغب. وعقدت اللجنة الطالبية الموحدة في جامعة النجاح، والتي تمثل القوى السياسية في الجامعة، مؤتمراً صحافياً طالب المتحدثون فيه بپ"محاكمة قائد الشرطة الخاصة وعزله" وأكدوا انهم "لن يقفوا مكتوفي الأيدي امام اي تصرف ارعن يقوم به اي كان". وأصدرت حركة الشبيبة الطالبية التابعة لحركة "فتح" بياناً طرحت فيه المطالب نفسها التي قدمتها اللجنة الطالبية، مؤكدة "الاستمرار في معركة التصدي للاحتلال وفي فعاليات التضامن مع الاسرى في السجون الاسرائيلية". ودعت الشبيبة في بيانها "الطلاب وجماهير الشعب الفلسطيني الى عدم الالتفات الى محاولات التشويش واثارة الفتنة واستغلال الظروف في مثل هذا الوقت". وتتواصل في انحاء الضفة الغربية وقطاع غزة للاسبوع الثالث على التوالي حملة احتجاج واسعة تطالب باطلاق المعتقلين الفلسطينيين الذين يقوم اكثر من الفين منهم باضراب مفتوح عن الطعام لليوم الثالث على التوالي. وأصيب في احتجاجات اول من امس نحو 50 فلسطينياً برصاص الجيش الاسرائيلي بينهم ناصر عريقات الذي بات في حال موت سريري بعد اصابته برصاصة اطلقها جنود خلال مواجهات جرت في بلدة ابوديس عند المدخل الشرقي للقدس. عريقات وذكر وزير الحكم المحلي الفلسطيني الدكتور صائب عريقات ان ابن عمه ناصر 20 عاماً لم يكن يلقي حجارة على الجنود لدى اصابته في بلدة ابو ديس بل كان يحاول انزال شقيقه الاصغر من سطح المنزل. وأضاف: "ابلغني الاطباء ان ناصر توفي اكلينيكيا. واحمل حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو مسؤولية التصعيد" ضد الشعب الفلسطيني وتعليق خطوات السلام. وتابع ان القوات الاسرائيلية اقتحمت المنزل وضربت عمه، والد المصاب، بوحشية مما اسفر عن اصابته بجرح قرب عينه. وسئل ديفيد بار ايلان مستشار نتانياهو عن الحادث، فأجاب: "قال لي رئيس الوزراء، وأعتقد انه نقل ذلك ايضاً الى السيد عريقات، انه تأثر بشدة من الاصابة الحرجة التي اصيب بها ابن عمه ... النقطة كالآتي، من يبدأ الاضطرابات يتحمل مسؤولية الاصابات الناجمة عن الاضطرابات". وقال احد اقارب المفاوض الفلسطيني ان وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت وكبير المفاوضين الاسرائيليين داني نافيه اتصلا بعريقات هاتفياً لمواساته. الى ذلك، افاد شهود امس ان مواجهات اندلعت بين عشرات من طلاب المدارس الفلسطينيين وجنود اسرائيليين في بلدة تقوع الى الشرق من مدينة بيت لحم في الضفة، مما اسفر عن اصابة طالبين اثنين بجراح. وقال الشهود ان طلبة مدرسة تقوع الثانوية الذين كانوا يتظاهرون تضامنا مع المعتقلين الفلسطينيين رجموا سيارات مستوطنين بالحجارة على الشارع الرئيسي المحاذي للبلدة والمؤدي الى مستوطنة تكواع القريبة. وأضافوا ان وحدات من الجيش الاسرائيلي حضرت فوراً الى الموقع حيث رجم المتظاهرون عناصرها بالحجارة، ورد هؤلاء باطلاق العيارات المغلفة بالمطاط والقنابل المسيلة للدموع. من جهة اخرى، افادت مصادر اسرائيلية ان الجيش الاسرائيلي داهم ليل الاثنين - الثلثاء قرية حرملة شرق مدينة بيت لحم واعتقل ثمانية من سكان القرية. ولم تتوافر معلومات عن اسباب الاعتقالات او عن الانتماءات السياسية للمعتقلين. "وحدات خاصة" كذلك افاد مصدر امني فلسطيني امس ان الشرطة الفلسطينية اوقفت ليل اول من امس وحدة من القوات الخاصة الاسرائيلية تضم عددا من "المستعربين" دخلت مناطق خاضعة للسلطة الفلسطينية في مدينة جنين شمالي الضفة. وأضاف ان "هذه الوحدة دخلت المناطق الفلسطينية بعد حادث اطلاق النار على مستوطن وتم الاتصال بالارتباط الاسرائيلي الذي حضر الى المكان وعمل على سحب عناصر الوحدة". وأوضح المصدر انه "تم وقف عمل الدوريات المشتركة إثر الحادث احتجاجاً على الخرق الاسرائيلي كما عقد اجتماع امني فلسطيني - اسرائيلي للبحث في المسألة". وذكر المصدر انه "تمت اعادة عمل الدوريات المشتركة صباح امس بعد تعهد الجانب الاسرائيلي عدم تكرار مثل هذه الخروق". وكان مصدر عسكري اسرائيلي ذكر اول من امس ان مستوطناً اصيب بجروح خطرة برصاص اطلقه عليه فلسطينيون قرب مستوطنة "كاديم" في محيط مدينة جنين. وتجمع نحو خمسين مستوطناً من مستوطنتي "كاديم" و"غانيم" امس امام منزل رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو في القدس تعبيراً عن احتجاجاهم على تعرض مستوطن لاطلاق النار.