بدأ مستوطنون في الضفة الغربية امس حملة واسعة لاجهاض قرار الحكومة الاسرائيلية تجميد البناء الاستيطاني لمدة عشرة أشهر يصار خلالها الى استكمال بناء ثلاثة آلاف وحدة استيطانية طرحت عطاءات لاقامتها في وقت سابق، الى جانب ومواصلة البناء العام. وشملت الحملة تظاهرات واعتداءات على المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم وعصيان أوامر حكومية بوقف البناء الفردي. ففي منطقة نابلس، تظاهر عشرات المستوطنين القادمين من مستوطنة «براخة» جنوبالمدينة امام حاجز حوارة العسكري، ورشقوا المركبات الفلسطينية المارة بالحجارة. وقال شهود ان الجنود الموجودين على الحاجز اغلقوه لفترة من الوقت في وجه حركة السير، واعتقلوا اثنين من المستوطنين المعتدين. وسيطر مستوطنون من مستوطنة «ألون موريه» شرق نابلس امس على نبع للمياه، ومنعوا سكان القرى المجاورة من الوصول اليه. وقال الناشط في لجان الدفاع عن الاراضي في نابلس غسان دغلس إن عشرات المستوطنين استولوا على النبع الواقع قرب قرية دير الحطب بعد حصول أهالي القرية على قرار قضائي من محكمة اسرائيلية بمنع دخول المستوطنين اليه. ووقعت مشادات بين المستوطنين ومراقبي البناء التابعين للادارة المدنية الاسرائيلية لدى وصلوهم الى عدد من المستوطنات لتسليم اوامر وقف البناء لعدد من المستوطنين الذين شرعوا في اعمال بناء فردية تحدياً لقرار الحكومة. وقالت تقارير اسرائيلية ان عشرات المستوطنين تصدوا لمراقبي البناء الذين وصلوا الى المستوطنات تحت حماية الشرطة والجيش، واغلقوا الطرق ومداخل بعض المستوطنات لمنعهم من الوصول. وذكرت وسائل اعلام اسرائيلية ان اعمال التمرد تركزت في مستوطنات «كريات اربع» في منطقة الخليل، ومعظم مستوطنات نابلس وفي بعض مستوطنات غور الاردن. وأضافت ان اعمال عنف وقعت بين المستوطنين والشرطة والجنود نجم عنها وقوع اصابات بسيطة. وأعلنت المجالس المحلية لعدد من المستوطنات انها لن تخضع لقرار حكومة نتانياهو وستواجهه بالقوة. واعتقلت الشرطة رئيس مجلس مستوطنة بيت «اريا» لقيادته تمرداً في المستوطنة ضد قرار الحكومة، علماً ان عدداً من الوزراء في الحكومة أعلن رفضه قرار التجميد وعزمه دعم المستوطنين في الاستمرار في البناء. وذكرت وسائل اعلام اسرائيلية امس ان ضباطاً من الإدارة المدنية الإسرائيلية سلموا ست مستوطنات في منطقة نابلس إخطارات رسمية تحذرهم فيها من مواصلة البناء في المستوطنات، وصادروا سيارات نقل عدة تستعمل في اعمال البناء داخل بعض هذه المستوطنات. وكان رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو أعلن اول من امس ان قرار الحكومة تجميد البناء في المستوطنات مدة عشرة أشهر هو قرار موقت، وان البناء في هذه المستوطنات سيستأنف بعد انتهاء المدة المحددة. وقال رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض الدكتور صائب عريقات ان «نتانياهو لم يوقف الاستيطان ولو للحظة» واحدة، مشيراً الى ان القرار الاسرائيلي ينص على مواصلة بناء ثلاثة آلاف وحدة سكنية ومواصلة البناء الاستيطاني في القدس. ووصف القرار بأنه «مناورة الهدف منها الالتفاف على الضغط الدولي». من جانبه، وصف النائب العربي في الكنيست محمد بركة القرار بأنه «مهزلة مخادعة» و «مناورة مكشوفة»، وقال: «التجميد ليس تجميداً، لأن البناء متواصل في ثلاثة آلاف بيت». واعتبر «بكاء» المستوطنين على «مزاعم» تجميد الاستيطان «عهراً».